أنت مدان حتى تثبت براءتك !

18/09/2013 2
م. عبدالرحمن المعيبد

سأتكلم عن شعوري وعن شعور الكثير من أصحاب المنشآت الصغيرة في ظل الأنظمة المتتالية والقرارات التي لا نشك أن المقصود منها هو مصلحة البلد ولكن ..!

تفاءلت كغيري بالأخبار الواردة قبل مدة حول إنشاء هيئة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة ولكن ما إن أوشكت هذه الفكرة أن ترى النور حتى بدأت قرارات وزارة العمل تنهال علينا كالصواعق !

ولعلي أنجح الطرح المتسلسل للخطوات التي مررت بها بنفسي حين هممت بإنشاء منشأة جديدة حسب الأنظمة الجديدة , حيث كانت الإجراءات تستغرق قرابة الشهرين لاستلام أول تأشيرة عمل أما الآن فالمدة لا تقل عن 6 أشهر ابتداء من وزارة التجارة ( يوم ) وبعدها مواعيد البلديات ( كشف وتصريح ) والدفاع المدني ( كشف وتصريح ) لا تقل عن شهر تقريباً ومن ثم زيارة مكتب العمل وهي الشق الأصعب ، حيث تحتاج إلى فتح ملف لمدة أسبوع ( تسجيل وتفتيش ) وبعدها مرورا بالتأمينات الاجتماعية لإضافة الموظف السعودي الذي يحتاج إلى 3 أشهر ليتم احتسابه في برنامج نطاقات وبعدها طلب استخراج تأشيرات التأسيس التي تحتاج أيضا إلى مالايقل عن 10 أيام .

هنا الإجراءات السابقة تحتاج 6 أشهر وتمر على 3 تفاتيش لنفس الموقع الذي تم الكشف عليه من البلدية ,لإعطائك الموافقة لمزاولة النشاط فيه ولا ننسى أن عقود الإيجار هنا تكون سنوية بدفعة 6 أشهر ، إذا فالمقبل يبدأ المستثمر بدفع مصاريف إيجار وتأثيث لمدة 6 أشهر غير مستخدمة وبعد 3 أشهر راتب للموظف السعودي قبل أن يزاول النشاط !

هل يعقل في ظل الربط الإلكتروني والتقدم أن نحتاج لهذه المدة ؟ وهل يعقل أن يمر المستثمر على 3 تفاتيش لنفس الموقع لإثبات مصداقيته ؟

إن كان يعقل فتلك مصيبة وإن كان لا يعقل فهناك خلل في الإجراءات أو إن مقولة ( أنت مدان حتى تثبت براءتك صحيحة !)

لذلك أتمنى إعادة النظر في التعامل مع المنشآت الجديدة لكي يتسنى لهم دعم أسرهم ودعم وتنمية اقتصاد البلد فالشباب طاقة إن لم تستثمر في المسار الصحيح تحولت إلى مسارات غير محمودة ..

ماذا لو تم إنشاء إدارة كهيئة الاستثمار لخدمة المنشآت الصغيرة وتم جمع الدوائر الحكومية لهم وبدأت الطلبات تقل للسنة الأول فهي سنة مليئة بالصعاب وعادة تكون سنة تأسيس ؟

لو فرضنا أن هناك تصريحا مؤقتا تكون فيه اشتراطات الموقع أقل والطلبات الأخرى والمصاريف الحكومية أقل وبعدها يقيم النشاط إن كان ذا قيمة اقتصادية يسمح له الاستمرار ويدخل في مجال الأعمال وإن كان العكس يرفض استمراريته ونكون بذلك لم نقتل الطموح وساعدنا الشاب وأخرجناه بأقل الخسائر لا قدر الله ..