التكنوقراطية والتخطيط والسعودية

05/09/2013 4
عبد العزيز الجميعة

لقد حان للسعودية التحول إلى الفكر والتخطيط والإدارة التكنوقراطية الاستراتيجية لتلبية طموح ورغبات توجه الاقتصاد المحلي نحو اقتصاد المعرفة، ووفقاً لذلك يجب فصل مهام وشؤون التخطيط عن وزارة الاقتصاد، ومن ثم تأسيس معهد حكومي رفيع للتخطيط التكنوقراطي الاستراتيجي التنموي على أن يكون معهدا ذا شخصية اعتبارية مستقلة. كمسؤول أعلى في المملكة والمرجع الأساسي والوحيد والمشرف على تخطيط التنمية الاقتصادية والاجتماعية الاستراتيجية، ورئيس المعهد مرتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء الموقر، وشريك ومكمل للمجلس الاقتصادي الأعلى، وكل من وزراء الدولة ومسؤولي الجهات الحكومية المعنية بالأمر أعضاء في المعهد.

معهد يهدف إلى جذب أفضل العلماء والمهندسين والخبراء وأبرع العقول والطاقات الشبابية الإبداعية المحلية والدولية لرسم وإرساء خطة محكمة ورؤية وطنية شاملة للنظام السعودي الاقتصادي والاجتماعي والإشراف عليها، وتحويل الحكومة السعودية من حكومة بيروقراطية إلى حكومة تكنوقراطية تتميز بالتحديث التلقائي والتحسين المستمر، ومن مجتمع ضعيف الإنتاجية وشديد الاتكالية والانغلاق إلى مجتمع مفكر ومبدع ومنتج من دون كلل ولا ملل. مجتمع تكنوقراطي يوقن ويؤمن إيمانا تاما بأن رفاهيته تعتمد فقط على التأهيل العلمي المتميز والتدريب التقني والمهني الجيد والتفاني في إتقان الأعمال. مجتمع عالي الثقافة والاحترام والترابط الأسري والتكافل الاجتماعي. مجتمع منخرط بالمجتمع الدولي.

معهد يهدف إلى تأسيس نوع إداري حديث للمملكة بالمفهوم التكنوقراطي، لكن يتواءم مع الثقافة والقيم المحلية، ونوع يتميز عن غيره من الإدارات العالمية الحديثة ذلك أنه يدفع المملكة بشدة إلى قوة حضارية سياسية واجتماعية واقتصادية حاضرة بريادتها في كل الميادين العالمية ومشرقة بالتميز في كثير من المجالات الحيوية. حضارة تسهم في نمو الرفاهية البشرية واستقرار ودعم السلام للعالم، وتعزز من تقبل ثقافات الغير ونبذ التشدد والانغلاق الفكري والتهكم السوداوي. حضارة تسهم من رفع صوت الحق وسيادة العدل للمجتمع الدولي.

وفي الختام أملي أن يتم النظر في تأسيس هيئة لمكارم الأخلاق، هيئة حكومية تستهدف تنمية مكارم الأخلاق والفضيلة والتربية القويمة في المجتمع المحلي، وإعمار الأرض بتفان وإبداع. فإن رقي المجتمع وعلو شأنه يعتمد على شحذ المعرفة والعلم والتكنولوجيا، والولاء والإخلاص والإنتاجية العالية، وإحياء أهمية القيم والتقاليد الحسنة، وتكاتف المجتمع، والتمتع بالتعاليم الإسلامية الغراء، ونبذ التشدد والتطرف في الدين واللادين وكل أشكال الغلو والانغلاق والتخلف والظلم والفساد الأخلاقي والإداري والمالي عبر الطرق والأساليب الحديثة كافة.