يوجد في السعودية تباين اجتماعي واضح في القدرات المادية، وهذا ليس بين أفراد بل طبقات والمؤشرات العقارية واضحة وكذلك إحصائيات الدخل والرواتب والتي تؤكد هذه الفوارق والتي ممكن أن تزيد نسبة الفقراء في المجتمع، وهذا ما يفسر الحديث والإشاعات عن زيادة الرواتب في الشهر الماضي وكان لذلك تفاعل اجتماعي عال.
الفقر لا يظهر فجأة بل بشكل تراكمي عبر السنين فمثلا مصر لم يكن مجتمعها فقيرا وكانت الشعوب العربية والمتوسطية تهاجر إلى مصر من لبنان والمغرب حتى من أوروبا مثل اليونان وإيطاليا وذلك بسبب الازدهار والفرص الاقتصادية هناك وذلك حتى فترة قريبة في أربعينيات القرن الماضي وفي أول الثمانينات الميلادية بات جليا وضوح نسبة الفقر العالية للأسف في مصر برغم أن الأسباب التي أدت إلى ذلك حدثت قبل ذلك بعقود، أما في الاقتصاديات البدائية وبالتحديد الزراعة فممكن حدوث الفقر فجأة بسبب تغيير بيئي مثل حدوث جفاف أو فيضانات.
الفقر خطير ومحاربته صعبة وحسب بعض الدراسات الاقتصادية التي تبين ان الفقر إذا دخل إلى شريحة من المجتمع فإنه قد يستغرق إلى عقد من الزمان لمكافحته وآثاره قد تتجاوز ذلك من فساد وجريمة، طبعاً ما يخيفنا من ذلك هو وجود شريحة في المجتمع تمر بنفس الظروف والنزول التدريجي لمستوى الفقر والمؤشرات العقارية واضحة، مثلا إحصائيات رسمية من وزارة الاقتصاد صرح بها الوزير نفسه من أن 60% من المواطنين يملكون سكناً بما يعادل 1.8مليون مسكن خاص وأضاف أن منها بيوتا متواضعة...ما يعني أن من الذين يملكون مسكنا من هم في طور الفقر تقريبا وهناك إحصائية خرجت من جهة أخرى غير رسمية تقول بأن 26 % من المساكن هي شعبية.
بمعنى أن هناك شريحة في المجتمع وهي ليست بسيطة لا بد من رصدها وهي ضحية تراجع التنمية التعليمية في الثمانينات الميلادية جعلت من قدراتهم غير متناسبة مع التطورات الاقتصادية وهذا ما يجعلهم غير قابلين للتماشي مع مبادئ الكفاءة الاقتصادية فمثلا لا يمكن أن نطلب من شخص خريج تخصص إنساني مثل (تربية أو علم اجتماع) أنت تذهب وتعود لمقاعد الدراسة وهو قد تجاوز الأربعين حيث كانت هذه التخصصات المتاحة في ذلك الزمان بشكل كبير برغم محدودية طلب سوق العمل عليها بل أغلب خريجيها هو القطاع العام صحيح قد يذكر لي أحد القراء بأن الغربيين يعودون للدراسة في سن الخمسين هذا صحيح ولكن أغلب من يفعل ذلك حسب الإحصائيات الأكاديمية هم عزاب وليس مثل الحال لدينا من أرباب أسر ومتوسط أفرادها 5.6 أشخاص وبعض ذلك الجيل لم يدخل للجامعة أصلا.
كان من أسباب فشل الإصلاح الاقتصادي في إيران ومصر سرعة التحول إلى الاقتصاد الحر التي أدت لتسارع التضخم ووجود نسبة عالية من المجتمع لم يكن تعليمها قادرا على مواكبة تغير المهارات ومن أسباب النجاح في التحول الاقتصادي التركي والبرازيلي مراعاتها لوجود شريحة لن تتحمل التحول إلى الاقتصاد الحر فجأة وغياب الدعم وسميت (تكامل المجتمع اقتصاديا) ومراعاة أيضا تنامي التضخم للنمو الحقيقي بالإضافة إلى وجود الفساد والتخلف البيروقراطي والتشريعي والذي سوف يحرم شرائح المجتمع في بداية الطفرات الاقتصادية، والتنظيم الإداري والتطور القضائي هم الأساس لتجلي العدالة التي تحارب الفساد.
أخيراً كانت وجهة النظر ضد زيادة الرواتب بشكل مطلق للجميع لأنها لن تكون الحل لأنها سوف تعقب بتضخم يغلي مكاسب هذه الخطوة وهذا صحيح ولكن لابد من البحث عن حل آخر وأطلب هذا من وزارة الاقتصاد بالتحديد لوضع معايير ترصد هذه الفئة عبر المؤشرات العقارية أو مستوى الدخل ومهن الآباء من هم بين الأربعين والستين من العمر بحيث تحصن هذه الفئة قدر المستطاع من تنامي التضخم وأن يكون لها الأولوية في منح الإسكان والفرص التعليمية والصحية لإعادة تكاملهم وتحقيق تكامل المجتمع اقتصادياً وتتحول مستقبلاً إلى شريحة قابلة للتعامل مع مفاهيم الاقتصاد الحر.
نقلا عن جريدة الرياض
وتذكير بالقديم... في بداية الثمانينات الميلادية خاض النعيم معركة حامية ضد تجار واصحاب المنح العقاريه في تخصيص منطقة العريجاء لذوي الدخل المحدود(سكان الاحياء الشعبية) تخيل لو بقي كل هؤلاء الي اليوم في مواقعهم السابقة أخذ في الاعتبارنموهم المتسارع وماسيتبعه من تضجرويأس؟؟من تعدل اوضاعهم .... نعم الفقر خطيرولايعالج بكي الفقر مزرعة للمشاكل اولا وفرصة للأعداء تاليا شكرًا ابو تركي دائماً تقرع الأجراس الا ياليت قومي يسمعون
هل تتفق يا أستاذ مازن ان بعض الانظمه لدينا هي التي ساهمت في فقر بعض من المواطنيين , وهي كذلك من ساهم في ثراء فاحش لبعض آخر , واليك أمثله(1) العقار لدينا في أصله ملك للدوله وهي من امر او سمح او اقر استحواذ قلة من المواطنيين على مساحات شاسعه , ثم مارسوا الاحتكار حتى اضطر بعض من اصحاب الدخل المنخفض او حتى المتوسط لأخذ قروض من أجل شراء ارض لمسكنه( بهذا الم تكن انظمة المنح هي من تسبب في رفع السعر؟؟؟),(2) أعانة الدوله للأسف تفيد الغني أكثر من الفقير( مع نبل الهدف الذي أقرت من أجله وهو مساعدة أصحاب الدخل المنخفض), فالبنزين يستفيد منه اكثر من لديه عدد من السيارات وليس من لديه سياره واحده, كذلك اعانة الشعير يستفيد منها من لديه آلاف من الماشيه, اكثر من استفادة من لديه 5 او 10 من الماشيه, دعم مياه الشرب,, (3) الوضع الصحي كذلك التنفذ ومن لهو حضوه هو المستفيد من العلاج في افضل المستشفيات(( بالمناسبه هل من الضروره ان يكون في مستشفى الملك فيصل التخصصي قسم للولاده))؟؟؟ ومن يستفيد منه؟؟؟لماذا لايقصر فقط على الامراض المستعصيه او العمليات المعقده طبعا هناك مستشفيات مماثله له(4) تثمين العقار لشق طرق وغير ذلك يستفيد منها اصحاب الثروات وليس من لديه قطعه واحده
نقاط في غاية الأهمية توضح كيف تدار الثروات ومن المستفيد منها وكيف توسع الفقر وجلب معه الأمراض والإخفاقات الإجتماعية بفعل سياسات تخدم القلة والمتنفذين واصحاب القرار .. وأن جهود الإصلاح التي تقودها الدولة لم تؤد الى نتيجة مرضية ! فالمنح (عبارة) غير موجودة في قاموس الدول الأخرى سوى الخليج فقط ، .. لإن في ذلك تعد وسرقة لحق الأجيال القادمة وللآخرين الذين لم يحصلوا على (منح) !! فوزارة الزراعة وأمانات المدن وزعت أراضي شاسعة أدت الى النتائج الكارثية التي يدفع ثمنها الجميع ، أولهم الحكومة !! الأرض ئؤجر فقط للزراعة في الدول الأخرى ولا يمكن منحها هبه دون مقابل !! الفقر يحتاج الى إجراءآت وأنظمة وقرارات إصلاحية أكثر مما يحتاج الى تدفق المزيد من المال بصورة عشوائية تزيد الطين بله وتكرس أدواته لدى طبقات جديدة !!
أخي العزيز / مــازن الســديري ...تحية طيبة ... فعـــلاً الفقـــر خطـــير ، والأخطـــر منه عندمــا تكون هناك فوارق كبيرة في الدخل بين المواطنين أنفسهم أو بينهم وبين أشقاءهم في مجلس التعاون كبيرة وغير مبررة ... فالواجب ... عمل إحصائية ومقـــــــارنة لرواتب موظفي( 3 ) دول من دول الخليج كالكويت وقطر والأمارات ، وفي (3) قطــاعات ... وبكم تبتدئ رواتبهم في تلك المرافق باشهادات ( المتوسطة ، وبالثانوية ، وبالشهادة الجامعية ) ... لتوضحت الأمور للمسؤولين أكثر عن مدى تقارب رواتب السعوديين من عدمها مع تلك الدول ، وســد الفجوة إن وُجــدت ... حيث أن هذه الدول (متقاربة) في الإعتماد على الدخل ( فكلها تعتمد على النفط) ،.... وجميعها تستورد معظم حاجياتها من نفس المصادر تقريبا أيضا ... فالتأثرات متقاربة ... ولذلك يجب أن يكون الرواتب متقـــاربة أيضا ؟!؟! 1) موظفوا الحكومة 2) موظفوا البنوك 3) موظفوا شركات البترول
وماهو سبب زيادة هذا الفقر في مجتمعنا . وبلدنا افضل اقتصاد في العالم