الصورة عن إسرائيل هي أنها دولة متوحشة وتحيا على الدعم الخارجي وبس، هذه هي كل الفكرة والمعلومات المعروفة عن هذه الدولة في الإعلام وإن كان يلفت نظر المراقبين العرب والسعوديين مظاهر الانضباط المالي وجدية الدولة العبرية في مكافحة الفساد من قضايا مست شخصيات مرموقة وأبنائهم في إسرائيل مثل عامير ابن شارون وألمرت وهم على رأس قيادة الدولة وهو ما لم يحدث في أي بلد عربي.
قلة من العرب الذين شرحوا جوانب يتعمد الإعلام تجنبها، الغريب أن من الإخوة الفلسطينيين والذين هم أدرى الناس بالدولة العبرية بحكم معاناتهم منهم وإجادة عدد غير قليل للغة العبرية لم يحاولوا توضيح صورة العدو بشكل موضوعي وكان بعضهم في مواقع إعلامية تسمح بتقديم الصورة بشكل أوسع.
إسرائيل دولة ليست خارقة ولكن منضبطة بحكم وضعها غير الطبيعي فهي تعاني من تحديات جوهرية، أولا بحكم كونها دولة في حالة حرب مع جيرانها فهي تفتقد إلى علاقات تجارية طبيعية وتعتمد على الاستيراد من دول بعيدة وبالتالي ارتفاع أسعار الواردات ومع ذلك لا تتجاوز نسبة التضخم 3% والميزان التجاري موجب بما يعادل حوالي 3% من الناتج المحلي الإسرائيلي. وثانيا صغر المساحة لإسرائيل والمخاطرالأمنية حدت من حجم المصانع هناك ولذلك اعتمدت على البحث العلمي وحسب تصنيف مجلة (الإكونمست) تعد العاشرة عالميا وأعلى دولة في العالم من حيث نسبة الباحثين حيث يبلغ عدد الباحثين في اليابان 80 لكل عشرة آلاف مواطن والولايات المتحدة 84 لنفس العدد أما إسرائيل فيصل العدد 140 باحثاً وعالما لكل عشرة آلاف فرد.
هذه البنية التحتية الصلبة لمستوى الأبحاث جعلت كبرى شركات العالم تتسابق على الاستثمار البحثي في إسرائيل مثل شركة(سوني) و(هوندا) و(هو نداي) ومن أوروبا (فليب مديكل) و(سايمنج) ومن الولايات المتحدة (ما يكروسف) و(لنتل) والكثير غيرهم من حول العالم وبعض هذه الشركات لم تجد بنية تحتية مناسبة خارج الولايات المتحدة كما وجدت هناك بالإضافة أن إسرائيل تعد أعلى بلد من حيث نسبة المقاعد التعليمية لكل فرد
هذا الانضباط الإسرائيلي أعطى شكلا وتركيبا مثاليا للاقتصاد الإسرائيلي، ويشابه الدول العظمى من حيث عدم اعتماده على استقبال الاستثمارات بقدر اعتماده على التصدير، والتصدير الإسرائيلي لا يعتمد على المواد الأولية بالإضافة لتطور إسرائيل في تقنية التنقيب واستخراج للغاز (وهو مكلف أكثر من النفط) حتى نجحت في شهر يوليو من عام 2012 في عمليات الحفر لحقل (تمار) الغازي وبداية الإنتاج التجاري من شهرين والسبب أن استيراد الغاز وافتقاد النفط يشكل نقطة ضعف في اقتصادها لذلك طورت هذه التقنية بعد استهلاك حقل (أشكلان) وصعوبة الاعتماد على الاستيراد من مصر، وأخيرا يكفي أن أقول إن الناتج القومي للفرد في إسرائيل أعلى من السعودية وكوريا الجنوبية بالإضافة لنسبة بطالة مثالية أقل من 6%.
نقلا عن جريدة الرياض
السبب الحقيقي في تطور اسرائيل يا استاذ مازن انها دوله لديها هدف او اهداف, وسياسيها ينافسون على خدمتها, وليس مثل غيرها سياسيها يتنافسون على استغلال مناصبهم لهم ولحواشيهم,, وبفمي ماء....الخ
احسنت الانضباط مفتاح النمو والتوسع والتقدم في كل شيئ سواءً دولة أو منظمة أو تحالف او هيئة أو شركة أو سم ماشئت فهي احد عوامل النجاح حتى على مستوى الفرد
في البدء لك التحية الاخ مازن ، للاستطلاع على هذا الموضوع الذى يمثل محور اهتمام بليغ لكل فرد منا ، اسرائيل الدولة التى نالت حظاً اوفراً من الدعم بكل انواعه من الدول الأوربية ، بسبب التحديات التى كانت ومازالت تعاني منها اسرائيل كونها في حالة حرب مستمرة مع دول الجوار ، نهجت اسرائيل سياسة التغليم والبحث العلمى منذ زمن بعيد ورصدت كافة جهودها في هذا المجال ، لذلك برز العلماء والباحثون الرواد في كثير من المجالات إن لم نقل كلها .