الحديث حول تخصيص الأندية دائماً ما يدور حول نهضة الرياضة السعودية وبالتحديد كرة القدم والتي يهتم أغلب المواطنين بمتابعتها، لا شك في أن النهضة الرياضية في أي بلد هي علامة من علامات نهضتها وقوتها ومن ينظر إلى تاريخ الألمبياد الرياضية يجد أغلب من يحصد ميدالية ألعابها هم من لاعبي ومنتخبات الدول العظمى مثل الولايات المتحدة وألمانيا والصين واليابان ولا أنسى أبداً ذكر الاتحاد السوفيتي والذي كان يعد هذه المناسبات الرياضة دعاية مناسبة للنظام الشيوعي، وقرأت لأحد اللاعبين السابقين بأنهم كانوا يختارون اللاعبين السوفيت منذ الطفولة ويقنعونهم بأنها مهمة وطنية.
لماذا كانت الرياضة علامة من علامات قوة الأنظمة والدول لأنها باختصار نشاط اجتماعي قبل كل شيء ومن المحدودية حصرها أو رسمها كوسيلة أو حل لنهضة الكرة فقط، هي نهضة اجتماعية إذا أحسن توظيفها فسوف تتمدد آثارها للتعليم والثقافة وزيادة الترابط الاجتماعي عندما ينتقل اللاعبون بين الأندية من أقاليم مختلفة ويزداد الترابط والتبادل الاجتماعي بين الأقاليم وليست مجرد هجرة اقتصادية للبحث عن فرص للعمل وكذلك تحول إدارة الأندية من متبرعين ومتطوعين إلى مستثمرين وقد تظهر إدارات أجنبية وظهور إدارات أكثر ترشيدا ماديا وأمهر في صناعة الموارد البشرية للأندية، وهذا مثل ما رأيناها من الشابين الطموحين اللذين قادا فريق مدينتهم (الفتح) لنيل الدوري بتكاليف أكثر ترشيداً من أندية أخرى قد تكون صرفت الضعف.
لا أريد الدخول في تفاصيل سوف تعيق خصخصة الأندية محليا مثل مواقعها والتي وزعت عليها على شكل منح منذ عقود من الزمن ثم اختلفت مؤخراً أسعار هذه الأصول بين أندية الإقليم الواحد، وأيضاً حقوق البث والتي تمنح في الخارج على شكل إشتراكات في شبكات إعلامية وهي تبث لدينا بالمجان وإذا أردنا التخصيص فلابد من تطبيق المعايير الرأسمالية كاملة لخلق موارد مادية للأندية.
ما أريد الدخول فيه هو آفاق هذا المشروع حيث خصخصة الأندية سوف تجعل الإدارات تفكر بشكل أكفأ اقتصاديا، ويكون سعر اللاعب مرتبطاً مع الدخل المادي وليس الرياضي فقط (البطولات الرياضية)، في السنوات الأخيرة تضاعفت أسعار اللاعبين لدرجة حرمت الكثير من الأندية الأخرى من المنافسة والأسعار لم تكن مبررة اقتصاديا ولا نستطيع أن نلوم رؤساء الأندية على ذلك فالرياضة السعودية ليس قائمة على قواعد اقتصادية وهذا ما جعل بعض الرؤساء ذوي العطاء السخي يختفون تدريجيا وتعثر أنديتها التي اعتمدت سخاءهم.
الإدارات الاستثمارية بعد الخصخصة سوف تربط كما ذكرت أسعار اللاعبين بما سوف يقدمونه دخلا لأنديتهم وبذلك تكون الأسعار للاعبين أكثر موثوقية ونموها أكثر استقرارا ويبقى الجزء الأهم حيث سوف تتوجه الأندية للمدارس وتغري المواهب بالمنح الدراسية مثل الولايات المتحدة أومثل اليابان والتي تقوم بها أيضاً أندية أرووبية في أفريقيا بحيث تمنح مجموعة من المدارس دعما تعليميا غير محدود من أجهزة ذكية للطلبة مجانا للدراسة ولقراءة المناهج إلكترونيا واستيراد معلمين لتدريب الأساتذة المحليين كيفية رفع ثقة الطالب والمساعدة في تعليم الطلبة مقابل الإشراف على النشاط الرياضي وكل ذلك دون أن تصرف ميزانية الدولة ريالا واحدا على هذه النهضة التعليمية.
وسوف يتحسن توازن والعرض والطلب لسوق اللاعبين بين الأندية بمبدأ سعر اللاعب للفريق البائع إلى مبدأ قيمة اللاعب للفريق المشتري دون خلق عقود وقوانين تعجيزية تشوه السوق، أخيراً سوف تستثمر الأندية الرياضية في تراث أقاليمها كوسيلة لخلق مصادر دخل ثانوية لإحياء التراث وهو ما يخلق التعارف أكثر والترابط في المجتمع، لذلك أختم حديثي بالنظر للمشروع بأنه يتجاوز الحدود الرياضية إلى ما هو أكثر من ذلك.
نقلا عن جريدة الرياض
لقد طرحنا هذا الموضوع على إدارة نادي الهلال عام 2000م وكذلك نادي النصر باستغلال كثير من النشاطات لديها تجاريا وفكرة تحويل النادي إلى مصدر للدخل لكل العاملين فيه والمنتسبين إليه وعدم انتظار أعضاء مجلس الشرف لما تجود به أنفسهم يعني عدم الاعتماد على نظام الشحاذة المتبع لهذا اليوم. ولتغيير الواقع الذي تعيشه الأندية يجب تغيير عقلية وسياسات إدارات الأندية الصغيرة والكبيرة على حد سواء. تحياتي لك أخي مازن وأعانك الله إذا اخترت المضي في هذا الموضوع ووالله موضوعك يستحق التنفيذ منذ زمن طويل ولكن لا حياة لمن تنادي