قد تكون النظرية الاقتصادية "العرض والطلب" من اشهر النظريات في الاقتصاد الجزئي ان لم تكن اشهرها.
ولكن هل هي صحيحة على اطلاقها؟ وهل يخضع سوق العقار السكني في المملكة لهذه النظرية وخصوصا في الوقت الحالي بعدما شهدت الاسعار إرتفاعا صاروخيا خلال السنوات الماضي؟
بدأ الحديث عن نظرية العرض والطلب في أواخر القرن التاسع عشر من قبل الإقتصادي البريطاني الشهير الفرد مارشال، وهي باختصار ان سعر اي سلعة (في سوق تنافسية) سوف يتذبذب حتى يصل الى نقطة تعادل بحيث تكون الكمية المطلوبة من المستهلكين (بالسعر الحالي) تساوي الكمية المعروضة من المنتجين.
واذا ما اخذنا في الاعتبار شرط التنافسية أساساً لصحة النظرية، فالارض السكنية هي ناتج عن تجزئة ارض اكبر والتي غالباً ماتكون منحة او ارض محتكرة لدى فئة قليلة من التجار فيتحكمون في سعر البيع.
وعدم الاحتكار هو اول واهم شروط السوق التنافسية.
ولو سلمنا بتنافسة السوق العقارية في المملكة فان السلع تختلف من ناحية إستجابتها للعرض والطلب، وهذا ما يسمى بالمرونة "ELASTICITY".
فالمنتج المرن "ELASTIC" هو الذي يحدث فيه تغير كبير في العرض او الطلب عند تغير السعر بشكل طفيف. وبالمقابل، المنتج الغير مرن "INELASTIC" هو الذي لايحدث فيه تغير يذكر من ناحية العرض او الطلب عند تغير السعر.
اذاً يتضح ان العرض والطلب وسعر المنتج هي العوامل الرئيسية، غير انه يوجد عوامل مؤثرة على المرونة ومن اهمها مرونة الطلب حسب تغير الدخل.
وهي الحالة التي يتغير فيها الطلب على المساكن في حال تغير الدخل بالزيادة او النقصان.
تشير الارقام والدراسات الى ان متوسط دخل المواطن السعودي في القطاع الخاص 6400 ريال شهريا، بينما يبلغ متوسط دخل المواطن في القطاع الحكومي 7200 ريال شهريا.
وفي المقابل، غالبا ما يتم حساب متوسط اسعار الوحدات السكنية عالميا عن طريق حساب 36%-45% من متوسط الدخل السنوي خلال 30 سنة مع الاخذ بالاعتبار سعر الفائدة والدفعة الاولى.
واذا افترضنا ان 45% من الدخل سوف يتوجه للسكن (وهذه هي النسبة العليا المستخدمة حاليا لدى البنوك السعودية) بتمويل مدته 30 سنة مع 4% سعر فائدة او مرابحة و 20% دفعة اولى فان قيمة الوحدة السكنية -ما يستطيع المواطن شراءه بالدخل المذكور- ستصبح قرابة 720,000 ريال لموظف القطاع الخاص في مقابل 840،000 لدى الموظف الحكومي.
وبنظرة سريعة على اسعار الفلل السكنية في المناطق الرئيسية في المملكة نجد ان اغلب الاسعار خارج نطاق القدرة على الشراء ولذلك يمكننا القول انه في الوقت الحالي اي تغير طفيف في الاسعار فلن يؤثر بالشكل الملحوظ على العرض او الطلب.
وانه لابد من زيادة دخل المواطن او تخفيض اسعار الفلل لتدخل نظرية العرض والطلب حيز التنفيذ!
وفي مقال لاحق، سوف نتطرق –باذن الله- الى منظومة الرهن العقاري والجهود المبذولة في توظيف المرأة واثر ذلك على زيادة دخل العائلة ومن ثم تاثيره على الطلب على الفلل السكينة!
احسنت وخلاصة الكلام هناك خياران انهيار اسعار العقار او زيادة دخل المواطن
انا ارى ان سوق العقار يعتبر من انواع اسواق الاحتكار. ولحاجة الناس لتلك العقارات فإننا نقول مهما زاد سعرها فإنهم سوف يقومون بشرائيها. فالعلاقة طردية بين السعر وكمية الاستهلاك. موضوع جميل ابوفراس.
مازالت اسعار العقار عندنا اقل من اسعارها بباقي دول الخليج
العقار لدينا محتكر من قبل مجموعة من اللصوص ولايخضع سعره لأي نظرية اقتصادية في العالم ....
هلا فيك استاذ محمد كل كلامك صحيح واتفق معه عدا معدل رواتب موظفي الدولة فأن معدل الرواتب اصبح حاليا 9500 ريال لموظفي ديوان الخدمة المدنية وعددهم 900 الف موظف وبالنسبة الى المعلمين معدل الرواتب لديهم 14 الف ريال ويبلغ عدد المعلمين والمعلمات تقريبا اكثر من 400 الف موظف وموظفي الهيئات أي على بند التشغيل وتشمل 71 مؤسسة حكومية وبعدد 350 الف موظف ويبلغ معدل رواتبهم 16 الف ريال وهم الافضل رواتب بين موظفي الحكومة واخيرا العسكريين داخلية ودفاع وحرس وطني وحرس ملكي واستخبارات قرابة نصف مليون وهؤلاء معدل رواتبهم 7 الاف ريال
كلام سليم عين العقل ,, الاحتكار الاحتكار الاحتكار في الاراضي في المواد الغذائية و السيارات الخ
مقال رائع اخي الفاضل، والحل بأيدي الشباب. قانون العرض والطلب لا يعمل في سوقنا للعقار لسببين احتكاريين: الاول المخططات الكبرى لا توزع مباشرة بل عن طريق منح لكبار الشخصيات، وقطع الاراضي يحتكرها المطور ويتحكم في اسعارها. "دعوها لهم" قد يكون الحل الامثل لفرض قانون العرض والطلب مرة اخرى!!! رحمك الله ايها الفاروق، فكلمتين منك تحوي عدة قوانين اقتصادية.
معنى كﻻمك ان السوق العقاري حتى يكون خاضع للمقاييس العالمية ﻻزم الطلب والعرض يتاثر بالسعر مثل اي سلعه
اخي محمد الشعلان قبل طرحك موضوع الرهن العقاري أريدك أن تحيط بهذا الموضوع بكل حرص لأنه مجال كاد الاقتصاد الأمريكي أن ينهار بسببه، والمملكة لا تستحمل صدمة مثل صدمة أمريكيا في الرهن العقاري مهما كانت مبيعات البترول السنوية، ولن يدعمنا الغرب والشرق كما دعموا أمريكيا في محنتها. فلا نريد نظرة وردية لهذا الموضوع بل موضوعية حقيقية ترينا مساوئه قبل حسناته ونعلم أنه فكرة مستحدثة بالكاد تدخل ضمن الشريعة الإسلامية حسب مسوغات شرعية لا يعجز فقهاؤنا على تخطيها كما تخطو عقدة تحريم التأمين. وانتظر ردي على الموضوعين بعد ذلك