أقبل الصيف وبالأحرى بدأ موسم الصيف الذي يتزامن مع العديد من المناسبات: العطلات الصيفيَّة والسَّفَر إلى الخارج وزيادة استهلاك المياه والكهرباء وهذا أمر طبيعي في بلد صحراوي. وفي موسم الصيف تكثر المناسبات والأفراح. كما يتميز هذا الموسم بحلول شهر رمضان المبارك.
في هذا الوقت من كل عام يبدأ شدّ الرحال والسَّفَر إلى وجهات محليَّة (قليلة لأسباب مختلفة) والبعْض الآخر إلى سفر دولي لدول أخرى بعد أن سادت الفوضى وعدم الاستقرار عددًا من الدول المجاورة. وهذه الرحلات تكلف المواطنين والمقيمين بل والاقتصاد تكاليف مالية باهظة حتى إن بعض المسافرين يقترض لكي يرضى رغباته أو رغبات عائلته. وبعض المصطافين ينفقون مبالغ طائلة وبدلاً من السَّفَر للتنزه والراحة يمضى كثير من المصطافين أوقاتهم في التسوق غير الضروري.
كما تكثر خلال العطلة الصيفيَّة المناسبات والأفراح والتبذير في هذه المناسبات فقط لمجاراة الآخرين الموسرين رغم تحمل الزَّوجَين التكاليف الباهظة التي تجعل الزوج يبدأ حياته الأسرية بالقروض والديون، وغالبًا إن لم تكن الزَّوجة حكيمة ما يستمرّ ذلك معهم طوال حياتهم ومعلوم أن شهر رمضان المبارك يحلُّ علينا هذا العام (حيَّاه الله وجعلنا الله وإياكم من صوامه وقوامه) وسط الصيف، وفي عزِّ شدّة الحر (القيظ) وهو شهر عبادة وهو شهر القرآن، إلا أنَّه ومع الأسف يقلب بعض النَّاس ليلهم نهارًا ويسرفون في المأكل والمشرب ليلاً وينامون نهارًا طول فترة الصيام حتى إن فاتورة الاستهلاك الغذائي تتضاعف عن الأشهر الأخرى ولا ننسى أن شهر الصيف يتضاعف استهلاك المياه والكهرباء لشدة الحرارة ولعدم الترشيد في الاستهلاك وهذا أيضًا يحتاج إلى نظرة ترشيد، لأن بعض الأسر والمجمَّعات التجاريَّة تحوّل صيفها إلى شتاء قارس وترفع تكلفة فاتورتها بِشَكلٍّ حادٍ.
نقلا عن جريدة الجزيرة