"حرب الطوابير"

08/02/2010 36
حجاج حسن

وبينما نحن في القرن الحادي والعشرون، ونرى العالم من حولنا يتغير ويتقدم... وفي مصر لم يختلف الوضع كثيرا، فها نحن، نعمل ونتحرك، نتطور ونتقدم، نحفر ونشيد، نبني ونعمر، نلعب وننتصر، والكثير والكثير ...، ورغم كل ما وصلنا له من تقدم وإنجازات، ورغم ما حققنا من انتصارات، ورغم ما شيدناه من ناطحات، ورغم السواحل والشواطئ والعبارات، ها نحن نقف عاجزين عن توفير "أسطوانة بوتاجاز" !!

عجبت لكي يا مصر!! كيف تصبح "أسطوانة بوتاجاز" هي قضية الرأي العام، وهي حديث الصباح والمساء في الشارع المصري، كيف يكون الفرد في حاجة " لواسطة " حتى يحصل على أبسط الحقوق؟؟ كيف تكون القوة، والنفوذ والسلطة هي سياسة الحصول على أي سلعة ؟؟ كيف وكيف وكيف يا مصر ؟؟؟

فبعد أن كانت حرب الطوابير نراها على أبواب الجمعيات، وشبابيك المخابز، هاهي تنتقل إلى مستودعات الغاز، بل ووصلت إلى بيوت الموزعين، فلم تسلم محافظة من محافظات مصر، فقد طالت الأزمة جميع المحافظات ومدنها وقراها وحتى ضواحيها، حيث تجاوز سعر "الاسطوانة" في بعض المناطق( 35 جنيها و 40 جنيها ) - هذا وأن وجدت- ولم يكن يتعدى سعرها من ذي قبل (الثمانية جنيهات).

لقد جاء الارتفاع المفاجئ في أسعار أسطوانات البوتاجاز على خليفة ارتفاع معظم السلع الأخرى والتي لا تقل أهمية أيضا، كأسعار الحديد والأسمنت، ولكن هذه السلع يتحكم فيها وبشكل كبير "الاحتكار" !! وما أدراك ما الاحتكار !! ولكن من ذا الذي يتحكم في سلعة اليوم ؟؟

وأكد الخبراء أن السبب في النقص الهائل من كمية الغاز في مصر،والذي أدى بدوره لارتفاع أسعارها، إلى وجود "اتفاقية كامب ديفيد" التي تلزم مصر بتصدير الغاز إلى إسرائيل وبأقل من تكلفته !! ولأننا "أحسن ناس تحترم الاتفاقيات" نصدر لها بسعر أقل ونستورد بسعر أعلى، ولا عزاء للمواطن المصري...

بل وأخشى أن يصدق ما تنشره الصحف عن نية "الجزائر والسعودية" في الامتناع عن تصدير الغاز لمصر وهما المصدران الرئيسيان لهذا المنتج، فماذا يكون الحل حينئذ يا مصر؟؟؟!!