أتت أرقام مؤشر ADP على عكس التوقعات التي كانت أكثر تشاؤما، فلقد حصلنا على 22 ألف وظيفة مفقودة فقط خلال شهر يناير مقابل 84 ألف وظيفة مفقودة خلال ديسمبر، وبما أن العلاقة التاريخية بين ما يخرج من جعبة ADP وما تصدره الحكومة الرسمية من بيان البطالة تكون طرديه إلى حد كبير وهو ما حدث فعلا حيث حصلنا على نسبه بطالة اقل مما هو متوقع عند 9.7%، إلا أننا في المقابل وجدنا فقدا في الوظائف عدا القطاع الزراعي بمقدار 20 ألفاً في حين كان التوقعات تشير إلى إضافة 15 ألف وظيفة جديدة.
وبما أن معظم الشركات لم توظف أعداد جديدة حسب ما تقول الأرقام فكان طبيعيا أن ينعكس ذلك على معدل الدخل في الساعة خلال يناير ليصل إلى 0.3% مقابل 0.2%.
ورغم تضارب البيانات إلا أنها تحمل نبره ايجابيه، وهو ما دفع داو جونز الصناعي إلى لملمه أوراقه المتساقطة قبل إغلاق الجمعة كي يقلل من خسائره بعد أن وصل إلى 9835 هبوطا على أثر خروج بيانات ائتمان المستهلك إلى العلن والتي أفصحت عن انخفاض كبير في عجز الائتمان إلى ما دون ملياري دولار بعد أن كان متجاوزا لحاجز 18 مليار دولار وهو فارق كبير اتكأت عليه المؤشرات الامريكيه كى تغلق خضراء ولو بفارق طفيف.
ورغم المخاوف التي تجتاح العالم من التضخم وعجز الموازنات والديون السيادية والانخفاض الكبير الذي شهدته الأسواق الأسيوية وكذلك الأوروبية لدى إغلاقات الجمعة وأيضا أسواق السلع التي عمت فيها الفوضى على إثر ارتفاع الدولار تخوفا من أي رفع مفاجئ لنسب الفائدة وأيضا لتوقع ضعف الطلب خصوصا من الصين بعد تقويض الإقراض وعلى ذكر التضخم فان مؤشر البنك الفيدرالي الأمريكي المفضل لقياس التضخم قد ارتفع إلى 0.1% لشهر ديسمبر مقابل 0.0% كقراءة سابقه خلال بيانات الأسبوع الماضي وهو نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري، إلا انه مع الشموع التي تحمل بصمات نموذج"المطرقة" hammer على تشارتات داو جونز أو الذهب وحتى ناسداك واس اند بي وكذلك البترول فان تداولات بداية الأسبوع تحمل أختاما ايجابيه مسبقا يبررها أيضا فارق الزخم-العزم- وأيضا الاحتمالية الكبرى لرؤية نماذج inside days على بعض التشارتات.
وفى داو جونز على سبيل المثال فإننا ننتظر تخطي 10200 مبدئيا حتى يستقر المؤشر ويلتقط أنفاسه، ثم 10350 مره أخرى، لكن عدم تجاوز هذه الأرقام صعودا يجعلنا وكأننا مارسنا الجري في المكان دون فائدة ورغم أن المنحى الواضح لداو جونز لا يزال هابطا فان لدى 9750 دعما مستمدا من متوسط 200 يوم الآسي وأيضا نقطه 23.6% من تصحيحات فيبوناتشي الذي إن تخطاه داو هبوطا فماذا سينتظر من تأخر وتلكأ عند 10500؟؟؟؟
واعتقد أننا لسنا في حاجه إلى التذكير بأننا اعتبرنا نقطة 10500 هي التي أخرجتنا من "الملعب" إلى "مقاعد المتفرجين" انتظارا لتكوين القاع الذي لم نتأكد بعد منه رغم صلاحية شمعه الجمعة لذلك وكما كان متوقعا فان خطط التحفيز ستبقى - حسب ما ذكر وزراء مالية مجموعة السبع الصناعية - ولتبقى المعضلة الكبرى أمام صانعي السياسيات النقدية لمواجهة التضخم دون الإخلال بإيقاع النمو الحالي وهى معضلة واي معضلة.
تماما كمعضلة ميزانيه اوباما المتقشفة لخفض العجز في الموازنة إلى 1.2 تريليون دولار خلال عشر سنوات عن طريق إلغاء بعض الإعفاءات الضريبية ودفع "إجباري" لخمسين بنكا لضريبة اوباما ألمستحدثه والخاصة بالأزمة المالية بعد الاستفادة من خطة التحفيز.
والله تعالى أعلى واعلم ودمتم بخير