كما أشرنا في التقارير السابقة عن هذا القطاع فهو يُعتبر بشكلً عام قطاع حيوي هام واستراتيجي لأي اقتصاد بالعالم لتوفيره الأمن الغذائي لهذا الاقتصاد.
وهذا ما ينطبق عموماً على قطاع الزراعة والصناعات الغذائية بالسوق المالية السعودية والشركات المدرجة فيه لكن نجد أن هناك تباين كبير بالشركات المدرجة بهذا القطاع من حيث النشاط واختلاف الظروف الموسمية والتسويقية لها كما وجدناه سابقاً في قطاع التجزئة إلا إن هذا لا يمنع من أن ننظر إليها ككتلة واحدة عندما نجري دراسات مالية تخدمنا بترشيد قراراتنا الاستثمارية في التعامل ببيع أو شراء الأوراق المالية المدرجة بهذا القطاع.
ووفقاً لما سق فقد حققت الشركات المدرجة بهذا القطاع أعلى أرباح فصلية لها تبلغ حوالي 855 مليون ريال خلال الربع الأول من هذا العام مقابل حوالي 722 مليون ريال للربع المماثل من العام المضي وذلك بنسبة نمو إيجابي تبلغ 18%.
كما أنها حققت نمو سلبي يبلغ 16% مقارنة بالربع الرابع من العام الماضي ( السابق ) والتي كانت عند حوالي 1.020 مليون ريال والرسم البياني التالي يوضح التطور التاريخي لربحية الشركات المدرجة بهذا القطاع.
وبعد هذه المقدمة البسيطة دعونا نستعرض أهم ملامح قائمة الدخل للشركات المدرجة بقطاع الزراعة والصناعات الغذائية بالسوق المالية السعودية خلال الربع الأول من عام 2013م والتي يوضحها الجدول التالي رقم ( 1 ) :
جدول رقم ( 1 )
ونلاحظ من الجدول السابق أن شركات قطاع الزراعة والصناعات الغذائية المدرجة بالسوق المالية السعودية قد حققت مبيعات تبلغ حوالي 11,479 مليون ريال خلال الربع الأول من عام 2013م وقد بلغت تكلفة هذه المبيعات حوالي 8.655 مليون ريال مما يعني أن هامش الدخل المحقق يبلغ حوالي 2.823 مليون ريال أي أنه يعادل 25% من حجم مبيعاتها.
كما أنها حققت أرباح تشغيلية تبلغ حوالي 1.153 مليون ريال وهي ما تعادل 10% من حجم مبيعاتها. وبعد أن نأخذ المصاريف والإيرادات الغير تشغيلية ومخصص الزكاة والضرائب وحقوق الأقلية المحمل على الربع نجد أنها استطاعت تحقيق صافي ربح يبلغ حوالي 855 مليون ريال وهو ما يعادل 7% من حجم المبيعات.
وحتى نحقق الاستفادة القصوى من المعلومات المدرجة بالجدول السابق رقم ( 1 ) دعونا نستعرضه بطريقة أخرى حتى نستطيع معرفة أداء كل شركة من شركات القطاع بعمق أكبر كما هو موضح بالجدول التالي رقم ( 2 ).
جدول رقم ( 2 )
والآن يمكن استخلاص النتائج التالية من الجدول رقم ( 2 ) :
-أن تكلفة المبيعات تعادل 75% من حجم مبيعات شركات قطاع الزراعة والصناعات الغذائية المدرجة وأن شركة تبوك قد حققت أدنى معدل تكلفة لمبيعاتها عند 55% من حجم المبيعات بينما نجد أن شركة بيشة قد حققت أعلى معدل تكلفة لمبيعاتها عند 560% من حجم المبيعات ولهذا انعكاس مباشرة على هامش الدخل حيث حققت الشركات هامش دخل يبلغ 25% من حجم المبيعات وقد احتلت شركة تبوك أعلى معدل هامش دخل عند 45% من حجم مبيعاتها و أن كلاً من القصيم والشرقية وبيشة و جازان للتنمية قد حققت هامش دخل سلبي كما هو واضح بالجدول.
-أن الدخل التشغيلي يعادل 10 % من حجم مبيعات شركات قطاع الزراعة والصناعات الغذائية المدرجة وأن شركة التموين قد حققتا أعلى معدل دخل تشغيلي عند 31% من حجم المبيعات بينما نجد أن كلاً من أنعام والقصيم والأسماك والشرقية وبيشة و جازان للتنمية حققت دخل تشغيلي سلبي كما هو واضح بالجدول.
-أن صافي الدخل يعادل 7% من حجم مبيعات شركات قطاع الزراعة والصناعات الغذائية المدرجة وأن شركة التموين قد حققت أعلى معدل صافي دخل عند 31% من حجم مبيعاتها بينما نجد أن كلاً من أنعام والقصيم والأسماك والشرقية وبيشة حققت دخل تشغيلي سلبي كما هو واضح بالجدول بعد استثناء جازان من المقارنة لوجود دخل استثنائي بالربع يجعلها تحقق صافي دخل يعادل 309% من حجم مبيعات الربع.
-أن ربح السهم الصافي يبلغ 0,62 ريال لقطاع الزراعة والصناعات الغذائية المدرجة وأن شركة التموين قدحققت أعلى ربح للسهم الواحد عند 1,72 ريال لكل سهم من أسهمها بينما نجد أن كلاً من أنعام والقصيم والأسماك والشرقية وبيشة قد حقق السهم الواحد من أسهمها خسارة خلال الربع كما هو واضح بالجدول.
-أن العائد على حقوق المساهمين أول الربع 3,8% لقطاع الزراعة والصناعات الغذائية المدرجة وأن شركة التموين قدحققت أعلى عائد على حقوق المساهمين أول الربع عن 13,3% بينما نجد أن كلاً من أنعام و القصيم والأسماك والشرقية قد حققت عائد سلبي على حقوق المساهمين أول الربع كما هو واضح بالجدول.
-أن القيمة الدفترية للسهم الواحد تبلغ 16.33 ريال لقطاع الزراعة والصناعات الغذائية المدرجة وأن السهم الواحد لشركة سدافكو الأعلى في شركات القطاع من حيث القيمة الدفترية عند 26.12 ريال بينما نجد أن السهم الواحد لشركة الأسماك الأدنى في القطاع من حيث القيمة الدفترية عند 6,39 ريال في حين أن القيمة الدفترية لسهم بيشة قيمة سلبية تبلغ 0,7 ريال أي أن خصوم الشركة تتجاوز موجوداتها.
وخلاصة القول … يعتبر مستوى الربحية بشركات قطاع الزراعة والصناعات الغذائية المدرجة بالسوق المالية السعودية ذو جودة متوسطة نسبياً مقارنة بباقي القطاعات الأخرى بالسوق إضافة إلى التباين في الموسمية لشركات هذا القطاع فبعضها قد يظهر في فترة مالية كأفضل شركة بالقطاع وفي فترة أخرى قد يكون الأقل أداء ...
ولذلك علينا كصغار مستثمرين النظر إليها بإنتقائية أكثر والبحث عن شركات القطاع التي لديها نمو مستقبلي وفق مشاريع معلنة وكذلك تلك التي تحقق ثبات نسبي في نتائجها وتحقق هوامش دخل مرتفعة وهوامش دخل تشغيلي مرتفعة وتقدم لنا توزيعات جيدة كي نحقق أهدافنا الاستثمارية في تنمية مدخاراتنا المتواضعة ونحد من تعرضنا لمخاطر تقلبات السوق.
إخلاء المسؤولية .... أود لفت الانتباه بأن هذا التحليل يعتبر تثقيفي وتوعوي فقط لا غير ولا يعتد به كتوصية تعامل في أي ورقة مالية أو اتخاذ أي قرار استثماري.
كما يعتبر أي تعامل في أي ورقة مالية يتخذه القارئ بناءاً على هذا التحليل سواء كان كلياً أو جزئياً هو مسؤوليته الكاملة وحده فليس الهدف من هذا التحليل أن يستخدم أو يعتبر مشورة أو خيار أو أي إجراء آخر يمكن أن يتحقق مستقبلا. لذلك فأنا أنصح بالرجوع إلى مستشار استثماري مؤهل قبل الاستثمار في أي ورقة مالية.
كما أن شركات القطاع التي وردت بهذا التحليل بناء على دراسة نتائجها المالية الأولية للربع الأول من عام 2013م تدخل ضمن إطار إخلاء المسؤولية.
مزيد من التميز والابداع سلمت يداك اخي سلمان .. ومن قرائتي للتقرير يتضح ان الفرص الذهبيه والجيده في هذا القطاع تتمثل في سدافكو وصافولا والخطوط السعوديه للتموين ..شكرا لك مجددا وبالتوفيق
أخي الكريم .... agm_1988.... شكراً على مرورك الكريم وكلماتك التي تثلج الصدر .... في الحقيقة سدافكو والتموين تمتاز بارتفاع هوامش التسشغيل المستمرة وعدم التذبذب بذلك وهذا ما يجعلها خيار جيد .. والتموين تحديداً تمتاز بوفرة النقد وقوة تولده من عمليات التشغيل وهذا ما يجعلها ذات توزيعات نقدية عالية نتوقع استمراريتها بشكل ربعي وهذا اعتبره قرار حكيم من الشركة لأنه يؤدي لرفع العائد على حقوق المساهمين كما أن العائد المبيعات على الأصول الثابتة يعتبر من أعلى المعدلات بالسوق ولا ينافسها بذلك إلا أسلاك من قطاع التشييد والبناء... أما صافولا فشخصياً أميل إلى أن سعرها الحالي وفقاً لمعدلات الربحية الحالية قد أصبح مبالغ فيه خاصة أن نمو المبيعات لم يواكبة تحسن بهوامش التشغيل ولكنها تظل خيار استراتيجي للباحثين عن التوزيعات المنتظمة ... ودمت بود ودمت بود
هذا هو التوجه القادم قطاع الزراعه