أراضٍ معلقة وصكوكٌ متعددة

21/04/2013 4
راشد الفوزان

احتكار الأراضي مصطلح نردده الآن كثيراً لا يمكن لأحد أن يقوم بتعريف الاحتكار للأراضي ما المقصود به، فهل المقصود هو وجود "عقاريين" يملكون أراضٍ ويتحكمون بالسعر؟ أم وجود سيطرة "أحد" للأراضي ويبيع وفق السعر الذي يريد؟ ببساطة يمكن القول إنه لا يوجد احتكار أراضٍ، ولكن هناك شح معروض وطلب مرتفع وشح لأرض واحدة أي ازدواجية في الصك وبالتالي أكثر من مالك للأرض وهذا خلل جوهري مهم يجب أخذه بالاعتبار.

الأراضي لا يقصد بها أي أرض بل الأراضي "المتكاملة" الخدمات من ماء وكهرباء وصرف صحي ومدارس وطرق وغيرها فالعبرة ليس بتوفر الأرض نفسها بقدر وفرة الخدمات. والأراضي تعاني من عاملين مهمين "يساهمان" بشح المعروض من الأراضي وهو "مشاكل الورثة في كثير من العقارات" وهي لم تحسم من سنوات ولازالت تنظر في المحاكم والأمر الآخر وجود "صكوك" عدة يجب أن نركز على عامل مهم وهو "توفر الأراضي".

ولعل قرار خادم الحرمين الملك عبدالله حفظه الله بتحويل منح الأراضي لوزارة الأسكان مع أهمية الأخذ بالاعتبار أن توزع وهي مكتملة الخدمات وهذا يعطي حسماً لموضوع المضاربات في الأراضي المنح كما يحدث الآن فلان المواطن بنى منزلاً من منحة الأرض لأنها باقصى المدن وبدون خدمات فلا قيمة لها ولا هو باع المنحة بقيمة تستحق أن تحقق له وفراً مالياً أو مصدر دخل مهم يضاف يمكن أن يستفيد منه مستقبلاً فالأرض ستذهب للعقاري وينتظر سنوات ثم سيبيعها بأسعار مضاعفة؟ يجب التركيز على توفير المعروض من الأراضي بكل قوة وطاقة ممكنة فهي أكبر عامل مهم في الضغط على الأسعار مع كثير من السياسيات والمتغيرات ولا يجب أن يكون هناك تجاهل أو غياب كثير من المتغيرات التي تعتبر عاملا مهما في تحديد الأسعار للأراضي.

لن يكون هناك حل للسكن مالم تكن الحلول من الجذور ويجب الاستعانة بكل أهل الخبرة في حل هذه المشكلة الكبرى التي تعتبر جزءا من حياة كل مواطن الآن ولها من الإيجابيات ما يصعب حصره وعلى القضاء هنا أن يتدخل لحل مشكلة الأراضي التي بها مشاكل لدى الورثة وهي كثيرة جداً وأيضاً على التيسير لحل هذه الإشكاليات من القضاء نفسه إما بتوعية أو لجنة أو غيرها لكي يمكن الوصول لحل ينهي كثيراً من واقع الأراضي المجمدة والتي لها أثر سلبي على السوق وأيضاً العوائل نفسها.

مع عدم إغفال أيضاً الصكوك المتعددة التي أصبحت متكررة ومعيبة بحق القضاء لدينا إذا ما صدرت صكوك متعددة لأرض واحدة!

نقلا عن جريدة الرياض