في هذا الجزء من المقالة سوف أتحدث عن أهم فريق تفاوضي في تاريخ المملكة والذي دام عشرة أعوام والذي شاركت فيه في لجنة الوكلاء ممثلاً عن الصناعة إنه الفريق التفاوضي للانضمام لمنظمة التجارة العالمية (WTO) والذي كان يرأسه معالي وزير التجارة.
وهذا الفريق قد يكون أكبر فريق تفاوضي سعودي حيث يصل عدد المندوبين في معظم الأحيان أكثر من خمسين شخصاً يمثلون قطاع السلع (التجارية والصناعية والزراعية) وقطاع الخدمات وهي كثيرة ومتعددة مثل الخدمات المالية.
ويتكون الفريق بالإضافة إلى الرئيس وكلاء وزارات التجارة، الصناعة، البترول، الزراعة، إضافه إلى مندوبي جهات خدمية عديدة كالداخلية والعمل والمالية والجمارك بمساعدة عدد من الفنيين. ويرأس هذا الفريق فريق وزاري برئاسة سمو وزير الخارجية وعضوية الوزراء المختصين كالمالية والتجارة والصناعة والزراعة.
ولغرض المفاوضات تم إعداد دراسات إحداها دراسة عن (آثار انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية WTO على الصناعة) أعدتها الدار السعودية للخدمات الاستشارية.
وأخرى عن الآثار على الزراعة. كانت المفاوضات صعبة جداً لأسباب منها أن اقتصاد المملكة اقتصاد حر والسوق مفتوحة (أكثر من معظم أعضاء المنظمة) ورسومنا الجمركية منخفضة جداً مقارنة بمعظم الدول الأعضاء، إضافة إلى عدم استخدام المملكة سياسات تفاوضية قوية كاستخدام وضمان تدفق البترول لاستبعاد البترول من المفاوضات من قبل الدول الصناعية منذ البداية. وعدم الاستفادة من اللوبي الخليجي والعربي ناهيك عن اللوبي الإسلامي.
كما لم يكن لدى الفريق التفاوضي مفاوضين محترفين وعدم الاستفادة من القطاع الخاص وعلاقاته التجارية الضخمة مع الدول لمقابلة اللوبي المقابل والذي يُسير وبشكل شبه كامل من قبل القطاع الخاص. إلا أنه وللحق تم الاستفادة وبشكل جزئي من بعض رجال الأعمال المؤثرين في السنوات الأخيرة.
الجدير ذكره أنه حتى الآن (ورغم مضي نحو ربع قرن) فشلت كل مفاوضات التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون والدول الأخرى، ومع ذلك نجد أن دول المجلس تتجه لفرض ضريبة القيمة المضافة تلبية لمطالب الاتحاد الأوربي رغم أن ذلك برأيي لن يدفع الاتحاد إلى توقيع منطقة تجارة حرة بين دول المجلس والاتحاد الأوربي، ولا شك أن المستهلك سيتحمل تكاليف هذه الضريبة لأنها ستزيد تكاليف الإنتاج المحلي.
أما نتائج انضمامنا لمنظمة WTO فأعتقد أننا لم نحقق المأمول من الانضمام حتى الآن وأتمنى أن تقوم الجهة المختصة بإعداد دراسة مكاسب وتكاليف لهذا الانضمام حيث كان مؤملاً حسب دراسات سابقة أن قطاع الصناعة سيتأثر إيجاباً للصناعات الكبيرة (البتروكيماويات) بينما الصناعات الصغيرة سيكون تأثرها سلبياً على المدى القصير.
ولا أنسى أن أشيد بمساهمة سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان مساعد وزير البترول والثروة المعدنية الإيجابية والذي كان من بين الأعضاء القليلين الذي كان يعُد إعداداً جيداً لكل اجتماع يحضره سموه. كما لا أنسى الدور الإيجابي للمرحوم مأمون كردي وكيل وزارة الخارجية للشئون الاقتصادية والثقافية في بداية المفاوضات.
نقلا عن جريدة الجزيرة
هل نحن مؤهلون وليس مؤهلين. الخبر مرفوع
يعني الجزيرة ما عندهم مدققين لغويين؟