قبل فترة تمت الموافقة على منح قرض حسن بقيمة 5 مليارات ريال لمشروع مدينة رابغ الاقتصادية، وفي الأسبوع الماضي صدر توجيه بتولي شركة أرامكو تنفيذ البنية التحتية لمدينة جازان الاقتصادية، وهي المهمة التي كان يفترض أن تقوم بها شركة مدينة جازان الاقتصادية، وهي الشركة المستثمرة في المشروع، وهناك مشاريع أخرى لمدن اقتصادية لم ترَ النور بعد، ولا يتوقع أن تتمكن من ذلك قريباً، ما قد يثير تساؤلاً لدى الكثيرين عن أسباب هذا التعثر الذي تعانيه مشاريع المدن الاقتصادية، وكيف يمكن تصحيح أوضاعها بما يجعلها أفكاراً قابلة للتطبيق بدلاً من كونها عبئاً على الدولة تحتاج إلى دعم حكومي مستمر.
والحقيقة أن المدن الاقتصادية وفق نموذج أعمالها الحالي business model لا تملك في الواقع أدنى فرصة للنجاح، فنموذج الأعمال في هذه المدن قائم على تولي شركات خاصة مهمة إنشاء وتطوير وإدارة هذه المدن،وإيرادات هذه الشركات تأتي من مختلف الرسوم التي ستفرضها على المستثمرين في تلك المدن، ومن ثم فإن نجاح تلك الشركات يعتمد على قدرتها على تحصيل أكبر قدر من الرسوم مقابل الخدمات والتسهيلات التي تقدمها للمستثمرين، فيما نجاح المدن نفسها يعتمد على مدى قدرتها على استقطاب المستثمرين إليها،والذي سيكون من أهم محفزاته انخفاض الرسوم المفروضة ومنحها إغراءات تستقطبهم إليها.
هذا التناقض بين أسباب نجاح الشركات المشغلة وأسباب نجاح المدن الاقتصادية نفسها هو الذي أفشل نموذج الأعمال وجعله غير قابل للتنفيذ، فارتفاع تكلفة الاستثمار في هذه المدن جعلها مناطق طاردة لا جاذبة للمستثمرين، فهي لا تستطيع حتى منافسة مدن اقتصادية أخرى مقامة داخل المملكة كالجبيل وينبع، ناهيك أن تستطيع منافسة سنغافورة أو شنغهاي أو حتى دبي.
بالتالي من غير الممكن مطلقاً إسناد تطوير مناطق جذب استثمارات إلى شركات خاصة، وهذا أكبر عيب في نموذج أعمال المدن الاقتصادية، وهو ما يفسر قيام سنغافورة مثلاً بتقديم خدمات إنشاء وتطوير وإدارة مدنها الصناعية من خلال شركة مملوكة للدولة، وعدم إسنادها للقطاع الخاص.
وعلينا أن ندرك أن ما تعانيه هذه المشروعات من صعوبات حالياً سببه عدم ملاءمة نموذج الأعمال المطبق ولا يمثل وضعاً مؤقتاً تمر به هذه المشروعات يبرر قيام الدولة بتقديم قروض ميسرة أو دعم مالي لها.
وللخروج من هذا الوضع فإن أفضل خيار ممكن هو ضم مشروعات المدن الاقتصادية التي تم البدء في تنفيذها إلى الهيئة الملكية للجبيل وينبع، ليطبق عليها نموذج الأعمال القائم حالياً في هاتين المدينتين، فهو نموذج مناسب ثبت نجاحه، ويعوض حملة أسهم الشركات الموكل إليها إدارة وتطوير هذه المدن وفقاً لصيغة مناسبة تأخذ في الاعتبار عدم وجود أي إمكانية لنجاح هذه المشاريع دون دعم حكومي.
نقلا عن جريدة الجزيرة
كنت اتمنى مناقشة موضوع المدن الأقتصاديه, واسباب فشلها رغم الوقت الطويل الذي اخذ في التنفيذ, وما كان يعلن من وعوود من توفير فرص عمل للسعوديين بالاف الوظائف: وسؤالي لماذا تم استخدام هذا النموذج والألتزام بها كل هذه الفتره رغم ثبات فشله, وكيف تكون افضل التجارب كتجربة سنغافوره قائمة على نموذج قيام الدولة عبر شركه مملوكه ببناء هذه المدن, ويتم استخدام نموذج مختلف.......ومن هو المسئول عن هيئة الأستثمارات العامة لمحاسبتها في مثل هذه الكوارث الوطنيه والهدر المالي لمقدرات الوطن.....؟؟؟؟؟؟
سلمت اناملك اخي العزيز
يجب توجيه الوزارات و كبريات الشركات السعودية للاستثمار في هذه المدن الاقتصادية,....اذا لم نستثمر فيها نحن كيف نتوقع ان يستثمر العالم في هذه المدن. لا يوجد وضوح في الصورة و استقلالية كاملة ((( تملك الاجانب للعقار في المدن الاقتصادية ..كمثال: مازال ملفا معلقا )))) لقد عاود اقتصاد العالم التحرك بعد جمود انهيارات 2008 م .......و عاودت الشركات العالمية البحث عن التسهيلات و الفرص. يجب ان نتحرك سريعا.....و نتذكر ان في المدن الاقتصادية حلول ناجعة للكثير من اوجة الخلل الاقتصادي السعودي ((( ملف البطالة و انخفاض الدخل , ملفات الاسكان , ملف اعتماد الاقتصاد على النفط فقط و تنويع الاستثمارات, ملف سحب التركز السكاني و الفرص في المدن السعودية الكبرى,نقل الخبرات والتقنيات العالمية للسعودية ,دخول الدولة في شراكات باهداف غير مباشرة غير الربح المالي,القيمة المضافة للبلد و اسمها, و.. غيرها من المميزات ))) ******************************* ............في لقاء الوليد الاخير :اشاد الامير...بتجربة دبي و الدوحة في ادارة الدولة كشركة عصرية , مدننا الاقتصادية و شركاتها عندنا بالعكس تدار بعقلية الدولة الروتينية البيروقراطية الهرمة.... لنستفد من نجاحات الاخرين و لنجنب المصالح جانبا...فعمر الطفرات بالنسبة للاوطان قصير جدا و هذه الطفرة لن تكون موجودة في 2020 م و الله اعلم .
كلام كبير من رجل خبير