صدر الأسبوع الماضي تصنيف برنامج الأمم المتحده الإنمائي لتقرير التنمية البشرية في العالم للعام 2013م ويغطي التقرير 186 بلدا في العالم ويقيس مستوى التنمية البشرية؛ التعليم والصحة ودخل الفرد التي تعتبرها هيئة الأمم المتحدة أهم المؤشرات لقياس مدى تقدم الشعوب ورفاهية المواطن.
وضع هذا التصنيف المملكة في المرتبة 57 عالمياً والخامسة عربياً والأخيرة خليجياً وهذا المركز يصنف ضمن مجموعة الدول المرتفعة وليست المرتفعة جداً. وقد تراجعت المملكة مركزاً واحداً عن العام الماضي.
في الحقيقة وتعليقاً على هذا الخبر من غير المنطقي الحكم عليه وعن مدى تمثيله للواقع أو توافقه مع المقومات والأوضاع الخاصة بمحددات المؤشر. ولكن من سياق مسمى المؤشر أنه يركز على مجالات التعليم والتدريب أكثر من مجالات الصحة ودخل الفرد ولذلك سوف يتم التركيز عليه كمؤشر معرفي وتعليمي كحصيلة للتنمية البشرية، في الواقع سبق أن أعلن البنك الدولي أن المملكة تحتل المرتبة 80 عالمياً في التعليم وعلى المستوى المحلي تشير الأرقام أن المملكة انفقت أكثر من 1.2 تريليون ريال على التعليم خلال ال 10 سنوات الماضية ويشكل الانفاق على التعليم والتدريب حوالي 24 % من حجم ميزانية الدولة أي بحوالي ربع الميزانية ووصل إجمالي الانفاق على التعليم العام والعالي والتدريب حوالي 168 مليار ريال في الميزانية الحالية وهو أضخم مخصصات على القطاع في تاريخ الميزانية السعودية.
إذاً على هذه الأرقام الضخمة هل احتلالنا المركز 57 عالمياً يعتبر منطقياً؟ بالطبع إذا حيدنا الصحة والدخل وهي عوامل مهمة في حساب مؤشر التنمية البشرية كما يصنفها برنامج الأمم المتحده وأخذنا التعليم كمؤشر رئيسي في المعادلة فما هو إذاً السبب الذي أوصلنا إلى هذا المركز؟، البعض يرى أن هذا المركز ليس متأخراً ونحن نتنافس مع دول لها باع طويل في بناء الإنسان وتأهيلة سواء في دول أوروبا أو أمريكا أو آسيا فهم يسبقوننا بمراحل طويلة ويجب أن نعترف بذلك وأظن أن هذا الترتيب لا يبدو سيئاً بدرجة كبيرة، إلا إذا قارنا أنفسنا مع دول عربية وعددها ست دول ومجلس التعاون فهنا قد نسأل لماذا؟ ولكن الأهم من ذلك هو هذا السؤال... هل هذا الإنفاق يدار وينفق في الوجة الصحيح مثل بيئة التعليم والمناهج والتطوير والإبداع والعلوم التكنولوجية وبراءات الاختراع ونقل المعرفة وغيرها لكي نحس بتقدمنا المعرفي والتنمية البشرية للإنسان السعودي؟ وبعد ذلك نرى انعكاس هذه التنمية في مركزنا في الترتيب؟
لسنا متشائمين من هذا المركز ولكن نحن متفائلون وطموحون لتحقيق نتائج أفضل مع استثمار هذه الفوائض الكبيره لبناء وتغيير المخزون المعرفي والبشري للمواطن السعودي.
شكراً أختي الكريمة على هذا المقال الحضاري .. ضخامة التريليونات المصروفة على برامج تعليمنا ليست قياسٌ حقيقي للتنمية البشرية!!!.. وهي لا تشابه مليارات الأخرين التي تصرف على برامج تعليمهم لسببين على الأقل: 1) أغلبية مناهج التعليم عندنا قائمة على مدرسة التلقين .. وليس الإبتكار وحلحلة المشاكل .. والأمل في برامج الإبتعاث!!!.. 2) إزاوجية المسار التعليمي (أولاد + بنات) الأمر الذي يؤدي إلى إزدواجية تكاليف المرافق التعليمية .. والمناهج التعليمية.. والإدارة التعليمية.. وهكذا !!!.. هل تعلمين أن نسبة الإنفاق على التعليم في المملكة نسبة إلى الناتج المحلي هي الأعلى عالمياً وبحدود 10%؟؟.. وهل تعلمين أن هذه النسبة تعادلُ، على الأقل، ضعفُ النسبة العالمية؟؟؟؟.. ثم ماذا عن جودة مخرجات النظام التعليمي وملاءمتها لحاجات سوق العمل؟؟؟... هنا الطامة الكبرى!!!... فلالا حولَ ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. والله المستعان على قادم الأيام.
التعليم و الصحة ينطبق عليها المثل اسمع جعجعة ولا أرى طحنا