يقول بعض الاقتصاديين "انه كي تكون المعادلة الاقتصادية متوازنة ومحفزة للتنمية وتحقق أهداف المعيشة الكريمة لعناصر أي مجتمع فيجب أن يكون معدل النمو الاقتصادي ضعف معدل النمو السكاني"، وكل الدول المتقدمة اقتصادياً تتراوح معدلات النمو الاقتصادي لها في حدود ال 10 % ومعدلاتها السكانية لا تتجاوز 2% وأقل من ذلك بكثير.
فماذا عن الاقتصاد السعودي؟ تتوقع المصادر الاقتصاديه أن يبلغ معدل النمو الاقتصادي للمملكة في عام 2013م حوالي 4.5% بينما يبلغ معدل النمو السكاني لآخر تعداد حوالي 2.9 % وبالتالي هناك فجوة قدرها 1.3 % بالناقص لابد من رفع النمو الاقتصادي لكي يتحقق الحد الأدنى من هدف التنمية وبالرغم من أنه ليس لدي خبرة اقتصادية في تحليل هذه المعدلات والمؤشرات الاقتصادية إلا أنه من الواضح والمؤكد أنه لدينا خللا واضحا في ادارة الاقتصاد، تبلغ ايرادات الدولة من البترول أرقاما قياسية تجاوزت 1.08 تريليون ريال في ميزانية الدولة الأخيرة ووصل معدل الإنفاق الحكومي معدلات قياسية أيضاً حيث وصل إلى 862 مليار ريال من المفترض أن تكون كافية لتحريك عجلة الاقتصاد لاسيما أن هناك طلبا كبيرا بوجود أكثر من 28 مليون نسمة واستمرار الدخل وايرادات الدولة بشكل متصاعد خلال العشر سنوات الماضية.
السؤال المطروح هل لدينا أزمة اقتصادية ونحن في هذه الظروف والمداخيل المرتفعة؟ من المؤشرات والدلائل الواضحة تكون الإجابة نعم لدينا أزمة اقتصادية فكيف أصبح لدينا أزمة اقتصادية ونحن أكبر اقتصاديات الشرق الأوسط وانضممنا مؤخراً لدول مجموعة العشرين كأهم 20 اقتصاد على مستوى العالم.
في رأيي ان نجاح الاقتصاد يعتمد على عدد من المؤشرات إن توفرت اصبح ناجحاً وإن لم تتوفر فيعتبر فاشلاً، إذا كنا ولله الحمد نحظى بالأمن والاستقرار السياسي الذي هو العامل الأول والأهم فكيف أصبحنا دولة بها بطالة مرتفعة تجاوزت ال 10 %؟ كيف أصبح لدينا حالات فقر في المجتمع وزادت مخصصات الضمان الاجتماعي للمحتاجين؟ كيف أصبحت المعيشة اليومية تتسم بالصعوبة وغلاء الأسعار؟ كيف أصبح أكثر من نصف السكان بدون سكن تمليك؟ كيف تجاوزت القروض على المواطنين 300 مليار ريال؟ كيف انفتح البلد ل 8 ملايين أجنبي يزيدون بمتوسط مليون تأشيرة سنوياً وأبناؤنا وبناتنا عاطلون.
إذا أردنا أن نعالج هذه الأزمة الاقتصادية فيجب أولاً الاعتراف بها وثانيا وضع خطة انقاذ واقعية للاقتصاد وعلى وجه السرعة. فمن الصعوبة تقبل وضع اقتصاد بهذا الحجم ويتعرض لأزمة. لدينا خلل واضح في ادارة الاقتصاد ومن الضروري التنبه ووضع الاحتياطات ووسائل العلاج قبل أن يقع الفأس في الرأس فالوطن غالٍ وليس له إلا التضحيات والعمل المخلص وترك المصالح وليس هناك مستحيل.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع