سأنقل (اترجم) بإيجاز من الملاحظات الواردة في هامش الفصل الثالث (ص 176- 178) من رسالتي للدكتوراه أرقام احتياطي بترول المملكة حتى منتصف عام 1988.
تقول الملاحظة رقم 8 بالنص المختصر: يجب أن نفرّق بين البترول في الموقع (الكمية الكلية الموجودة تحت الأرض) والبترول القابل للاستخراج (الكمية التي يمكن احضارها إلى سطح الأرض). النسبة النهائية التي يمكن رفعها إلى سطح الأرض تعتمد على: خصائص المكمن، والتكنيك المستخدم لرفع البترول من القاع إلى سطح الأرض، ومعدل الاستخراج (عدد البراميل المنتجة في اليوم).
وفقاً لتقديرات أرامكو (قبل سعودتها) تبلغ الكمية الكلية في الموقع للحقول المكتشقة بحوالي 530 مليار برميل. لكن النسبة التي يمكن استخراجها تتراوح من 30% إلى 50%، وبالتالي تضع أرامكو ثلاثة تصنيفات كالتالي:
– الاحتياطي المؤكد 110.4 مليار برميل (20 % من البترول في الموقع)
– الاحتياطي المحتمل 177.6 مليار برميل (34 % من البترول في الموقع)
– الاحتياطي الممكن 248.1 مليار برميل (47 % من البترول في الموقع)
في عام 1973 كانت أرامكو (قبل سعودتها) تستخدم الاحتياطي الأضخم (248.1 مليار برميل) لوضع خططها الإنتاجية ولكن فيما بعد خفّضت أرامكو (قبل سعودتها أيضاً) الhحتياطي إلى الاحتياطي الأوسط (177.6 مليار برميل) لوضع خططها الإنتاجية.
أرامكو لم تقل حينذك لماذا خفّضت الاحتياطي الأضخم (248.1 مليار برميل) إلى الاحتياطي الأوسط (177.6 مليار برميل) لوضع خططها الإنتاجية.
سأكتفي بنقل هذا الجزء من الملاحظة (للمهتمين يمكنهم الرجوع إليها) وانتقل للتعليق على عامل واحد (معدل الاستخراج) من العوامل الثلاثة (المذكورة أعلاه) التي تحدد النسبة النهائية التي يمكن رفعها إلى سطح الأرض لأن العاملين الآخرين أوّلهما (خصائص المكمن) هي من صنع الله، والعامل الثاني (التكنيك المستخدم لاستخراج البترول) يخضع للتكنولوجيا المتاحة التي ترى الشركة المنتجة (سواء صواب أو خطأ) وفقا لإمكانياتها أنها تلائم خصائص المكمن. لذا فإن معدل الاستخراج (عدد البراميل المنتجة في اليوم) هو العامل الذي يكاد يخضع بكامله للقرارات الإدارية للشركة المنتجة.
عندما يكون ضخ البترول من قاع البئر إلى سطحه بتؤدة على مهل (عدد البراميل المنتجة في اليوم صغير) ترتفع نسبة الكمية النهائية لتي يمكن استخراجها من تحت الأرض وتنخفض نسبة الكمية النهائية المفقودة تحت الأرض، وعندما يكون الإنتاج بلهوجة على عجل (عدد البراميل المنتجة في اليوم كبير) تنخفض نسبة الكمية النهائية التي يمكن استخراجها وترتفع نسبة الكمية المفقودة تحت الأرض. فعلى سبيل المثال إذا كان معدل الاستخراج النهائي URR 50 % في حالة إنتاج مليون برميل في اليوم فقد ينخفض إلى 40% مثلاً إذا كان الإنتاج مليوني برميل في اليوم.
السبب في هذه العلاقة العكسية (السالبة) بين معدل الاستخراج اليومي ومعدل الاستخراج النهائي هو أن الاستخراج ببطء يتيح للمشرفين على إدارة المكامن التعرف على خصائصها ومخابئها ومزاياها وعيوبها والاختيار المناسب لعدد وأماكن حفر الآبار ومتابعة ما يطرأ من مفاجآت– لم تكن في الحسبان – والتعامل معها أولاً بأول والاستفادة بالجديد في تكنولوجيا إنتاج البترول وهكذا.
ببساطة بعيداً عن التعقيدات الفنية يمكن تلخيص الفكرة في الحكمة القائلة: "العجلة من الشيطان والتأني من الرحمن".
موضوع زاوية السبت القادم – ان شاء الله – عن تطورات احتياطي البترول وفقاً لتصريحات المسؤولين في أرامكو.
شكرا على هذه المعلومات المفيدة (و الجديدة علي فعلا). لكن ذكرني المقال بإشكالية الأكاديميين السعوديين (مقارنة بنظرائهم في الدول المتقدمة) و هي أن الإنتاج البحثي لهم يتوقف بعد الحصول على الدكتوراه و يعيشون ما بقي من حياتهم على إرث هذا الإنتاج. وبالكاد يضيفون بحث هنا أو هناك و قد تكون حقيقة أقل من المستوى المأمول.
بلاد الله مبارك فيها و المستقبل يبشر با الخير
"" (47 % من البترول في الموقع) "".. من أهم ما ورد في المقال، تحتاج لتوقف وتمعن.
المعلومات المذكورة بالتقرير مبني وقتها على التكنولوجيا المستخدمة في ذلك الوقت والتي طرا عليها تطور كبير جدا جدا والتي تغير من الاحتياطيات المذكورة راس على عقب اي انة ممكن تكون الاحتياطيات اكبر كثيرا من التي موجودة بالتقرير وبارقام فلكية والحمداللة