كتب لارس كريستنسن، المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي لساكسو بنك آخر مشاركة مدونة له حول خطة إنقاذ قبرص.
أمرٌ مُثِيرٌ لِلاشْمِئْزاز!
من الصعب أن تصف صفقة خطة إنقاذ قبرص التي حدثت في مطلع هذا الأسبوع بطريقة أخرى. إن مصادرة 6.75 % من أموال صغار المودعين و 9.9 % من أموال كبار المودعين هو سابقة لا مثيل لها مما يمكن أن أتخيله في مجتمع من المفترض أن يكون متحضرا وديمقراطيا. ولكن أليس من الممكن أن الاتحاد الأوروبي لم يعد ديمقراطية متحضرة؟
سمعت شائعات عن هذا الإجراء عندما زرت ليماسول الأسبوع الماضي، ولكنني رفضتها واستبعدتها لأنها كانت غريبة تماما، ولكن ها نحن الآن فيها. إن العواقب لا يمكن التنبؤ بها، ولكننا نتطلع لنقلة نوعية هامة.
إن هذا الأمر المروع يشكل خرقا لحقوق الملكية الأساسية، وهو إملاء أُمْلِيَ على دولة صغيرة من قبل القوى الأجنبية من شأنه أن يجعل كل مودع أودع أمواله في بنك في أوروبا يرتعد من هول الموقف؛ وعلى الرغم من أن الممثلين في المؤتمر الصحفي المخصص لتغطية عملية الإنقاذ قد حاولوا أن يقدموا الأمر على أنه شيء لا يمكن أن يحدث إلا لمرة واحدة، فإنهم لم يكونوا على استعداد لاستبعاد تدابير مماثلة في أماكن أخرى – على أن ذلك لن يكون على أي قدر من الأهمية الآن وقد فقدت الثقة على أي حال. بات الآن من الصعب أن نتوقع أي نوع من القيود قد يكون -فيما يتعلق بالتدابير التي قد تتخذها الترويكا والاتحاد الأوروبي- عندما تبدأ الأزمة فعليا بالتأثير والتفاقم.
إذا استطعت أن تتخذ هذا الإجراء مرة، فإنك تستطيع أن تتخذه كل مرة وإذا كان باستطاعتك مصادرة 10 % من أموال عملاء أي بنك، فإنك تستطيع مصادرة 25 أو 50 أو حتى 100 في المئة من تلك الأموال. أعتقد الآن أننا سنرى الأسوأ كلما تفاقم الهلع، مع استمرار السياسيين في محاولاتهم اليائسة للإبقاء على الاتحاد الأوروبي حيا.
لا بد أن المودعين في غيرها من البلدان ذات عمليات الإنقاذ المرتقبة قد فروا مذعورين - هل يكون من الآمن إبقاء المال في أحد البنوك الإيطالية أو الإسبانية أو اليونانية بعد الآن؟ قد يكون الجواب "لست أدري". هل من الحكمة أن نجازف؟ عليك أن تقرر. أخشى أن يؤدي هذا إلى تدفقات مالية ضخمة تخرج من الدول الضعيفة في منطقة اليورو، وهو آخر شيء يرغبون في حدوثه في الوقت الحالي. وحتى الاتحاد الأوروبي ككل –على ما أظن- بات معرضا للأمر ذاته لأن الاتحاد المصرفي قائم في معظم بلدان الاتحاد أساسا.
إن هذا تغيير رئيسي وكبير جدا في قواعد اللعبة وسوف تلازمنا تداعياته لمدة طويلة آتية. أعتقد أن ذلك يمكن أن يكون بداية النهاية لمنطقة اليورو لأن ذلك يمثل ضربة يصعب تصديقها موجهة إلى الثقة التي تتعرض أساسا لتحديات قد تكون باتت سائدة في أوساط المستثمرين. التحدث عن هدف شخصي ممكن.
رد فعل السوق؟ قد يكون هذا الأمر جيدا جدا بالنسبة للذهب – وبالنسبة للدول التي تمثل ملاذا آمنا مثل سويسرا وسنغافورة والدول الغير أوروبية ذات الاقتصاد السليم مثل الدول الاسكندنافية، على سبيل المثال. وأعتقد أن اليورو والأسواق المرتبطة به سوف تكون مشمولة بزيادة انعدام الثقة عندما تصبح الآثار الكاملة واضحة للمستثمرين.
إن هذا لانقلاب للاشتراكية بأتم معنى الكلمة وما زلت لا اصدق أن هذا الأمر قد حدث فعلا.
توخوا الحذر هناك ...
"ترويكا" أظهرت وجهها الشرير و سرقت إدخرات المتقاعدين و العاملين و أعلنت للعالم أن لا أمان لليورو،،،أنظروا إلى قبرص الشمالية آلت تحت سيطرت الأتراك و عملتها الحره التركية الجديده لا توجد مشاكل!