منذ ثلاثين سنة، مثّلت صندوق الاستثمارات العامة، في مجالس إدارة عدد من الشركات المساهمة، ومنذ 18 سنة، وأنا أعمل في شركة مساهمة، ولذلك أود أن أنقل للقارئ بعض الحقائق، حول إدارة الشركة المساهمة،إما كعضو مجلس إدارة، أو كمسؤول تنفيذي:
1 - إذا كان في الشركة المساهمة ملكية حكومية، وعندما يحل موعد انتخاب مجلس الإدارة، فالجهة الحكومية (صندوق الاستثمارات، أو مؤسسة التأمينات، أو مؤسسة التقاعد) كل منهم يأتمر بأمر رئيسه، بالتصويت لمندوبي الصناديق الحكومية فقط، ولكنهم يكسرون القاعدة، عندما يحلو لهم، ويريدون فرض شخصاً ما، من القطاع الخاص، ويصوتون للشخص، وهذه العادة مستمرة منذ عقود، وخير مثال على التدخل الحكومي في تعيينات مجالس الإدارة، هو ما يحدث، بعيداً عن الأنظار، لتعيين مجالس إدارة البنوك، من قِبل محور وزارة المالية - مؤسسة النقد.
2 - في أي شركة مساهمة، فإن التناغم بين رئيس المجلس، والمدير التنفيذي، هو ما يحكم أداء الشركة (وليس أداء باقي أعضاء مجلس الإدارة)، وهذا هو الواقع، لأننا مجتمع نقدّر الأبوية، أو القيادة، ونبتعد عن نقد كبير القوم في أي موقع كان، ولذلك نجد أن كثيراً من الشركات المساهمة تعاني من طول فترة بقاء رئيس المجلس، والذي بدوره (يحمي) المدير العام، وكل ذلك يقود إما إلى أمور فساد، أو على الأقل إلى عملية جمود في الشركة، وأترك للقارئ، أو الباحث التحقق من ذلك، من خلال استعراض الشركات المساهمة السعودية، وكم فترة رئاسة رئيس المجلس، والمدير العام، وأنا أحدهم.
أما بقية أعضاء مجلس الإدارة، فجيل الشباب منهم نشط، ويحاول إيجاد موقع له، من خلال إثبات وجوده في اجتماعات المجلس، ولكن هناك شريحة، ليست قليلة، من الأعضاء الذين ترسل لهم مذكرات الاجتماعات،ورقياً،في مظروف، ولا يفتحها أولئك الأعضاء إلا في الاجتماع، كما أرسلت لهم!! وكثير من تلك الشريحة يُجدد لهم،بسبب دعم ما؟!
3 - هناك أنظمة وقواعد للحوكمة، مصدرها هيئة السوق المالية، وأخرى لوزارة التجارة، وهناك اشتراطات لوجود مراجع خارجي، ومراقب داخلي، لكل شركة مساهمة، وكذلك مراقبة مؤسسة النقد على شركات التأمين،والبنوك... إلخ، ولكن، وأنا لا آتي بجديد هنا، متى ما قررت إدارة شركة ما التلاعب، فهناك ثغرات كبيرة،وكافية،للنفاذ إلى الفساد، وهي تبدأ بطبيعة أسلوب الإفصاح، والذي يمكن بسهولة أن يكون مضللاً، أو إخفاء المشاكل حتى موعد لاحق، أو إضفاء عملية تجميلية على صورة سلبية، وهنا لا بد من الاستدراك، بأنه نادراً ما يكون مجلس الإدارة بكامله مشاركاً في تلك العملية، لأن أكثرها يكون نابعاً من العقل الشرير للإدارة التنفيذية (ولكن شريطة وجود دعم ما، أو على الأقل تهاون ما).
4 - ما هو دور هيئة السوق المالية في كل ذلك؟!
أولاً: لا بد أن أقول بأنني لا أتمنى لعزيز عليّ أن يكون رئيساً، أو عضواً في مجلس إدارة الهيئة، لأنني أعرف أنهم،دائماً وأبداً، تحت فوهة المدفع، بسبب نقد كل من يتضرر من أداء السوق، أو من قبل المستثمرين،المتنفذين،الذين يريدون أن تطلق أيديهم للعب في السوق، كما لو كانت لعبة نايتيندو، تعودوا عليها منذ طفولتهم!!
نعم هيئة السوق تبذل جهوداً لسد الثغرات، ولكنها لم تتمكن من ضبط إيقاع تداولات شركات التأمين، وبالتأكيد قضية الشركة المتكاملة، ما زالت بدون حل.
ختاماً، لا أعني أن أبدو متشائماً، ولن أخلص بأن أقول لزملائي المديرين التنفيذيين: «كبروا المخدة، ما حولكم أحد!!» فهذا ما لا أتمناه، لمعرفتي بأهمية دور سوق المال، ومعها الشركات المساهمة، لإيجاد مناخ استثماري إيجابي، يساهم في إيجاد وظائف لأولادنا، وبناتنا.. ولكن لخلق بيئة استثمار قوية، وجاذبة، ومعها آلية مراقبة فاعلة، فالطريق أمامنا طويل.
كلام جميل وصريح من صاحب خبرة والله المستعان
وهل يا أستاذ سليمان إعلانات المجموعة وبتروكيم وتوقيت توقف المصانع وتشغيلها تأتي من باب الشفافية أم لخدمة مضارب السهم؟ ظهر الفساد في البر والبحر. كنت تدعو الشركات البتروكيميائية للإفصاح الشهري كالمجموعة, ولكن بعد تشغيل بتروكيم لمشروعها تعذرت بصعوبة الإفصاح الشهري! ما الذي تغير؟
انا واحد من الذين كانوا مستثمرين بقوة في المجموعة لللاستثمار الصناعي منذ عام 2004و كنت مستعد لانتظار ثمرة هذا الاستثمار خمس سنوات واكثر حتى فقدت الثقة في مصداقية الشركة بسبب افصاحاتها المظللة عن سبق اصرار لخدمة اناس خاصين يضاربون في السهم (عرف عن المجموعة انزال اعلانات لغرض ما ثم الحاقها بعد اسبوع بتصريح مغاير)
اساذ سليمان: الكل يعرف اللعب الذي يحصل في الشركات المساهمه وسوق المال وهناك محافظ كبيره تدار لكبار القوم تدار من قبل محترفين في التضليل والمضاربه ناهيك عن الفساد المتجذر في الوزارات وبنسب متفاوته وهذا شيء خطيرومؤلم وليس لدينا الا الدعاء والصبر فنحن شعب مستضعف والله يرحمنا برحمته
الحق إن الرجل يتكلم بأمانة ويطرح أمور ومواضيع صعب الوصول إليها، خصوصاً إنه على رأس العمل ولديه مصالح مع كثير من الجهات التي يتكلم عنها. لذا يجب علينا الوقوف احتراماً له، وإذا كانت إفصاحات المجموعة غير كافية (للإخوان أعلاه) إذاً الله يعينكم شوفوا لكم سوق ثاني ولا تحملون الرجل أكثر مما يحتمل، واحمدوا ربكم إن فيه شخص صريح وصادق معكم.
إخواني الاخ سليمان يشرح لنا بيئة العمل التي تطبخ فيها مصالح الشركات ومساهميها تصورو الحالة التي اجبرت الغنيم علي الاستقاله عندما اختلف اسلوب العمل (revalotion& evaluation) بين المدير والرئيس فمابالك عندما تتضارب المصالح .... تخيلو بنك الديون المعدومة فيه تساوي٣١٪ من راس ماله ويخرج علينا رئيس المجلس ويقول انه انقذ البنك( مماذا) !! وله اكثر من عشر سنوات علي راس المجلس شكرًا للمبارك عندما رفض التجديد له للمرة الرابعه
قصدك evolution&revolution
بيض الله وجهك أبرأت ذمتك وقلت كلمة حق في زمان جاير لا يعين على الصدق والشفافية أما خوفاً او كل الأشياء في الظلام تتساوى شكراً لك شكراً لك !!!؟
سلمت يداك
الصف السياسي الأول بحاجة لتكوين قطط اقتصادية سمينة ترتبط معه في المصلحة والمصير. التغيير السياسي حينئذ يصبح بالغ الصعوبة لأن هذه القطط تشكل الصف الأول في مقاومة التغيير. اليس هذا ما أردت ايجازه على استحياء؟
قلت واسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي!!!
ياهل ترى زنيبل والاربعين حرامي!! من اي صنف في مجالس الادرات؟؟!! الاكيد انه اسوأ من اي تصنيف !! صنف به من قبله!! هو صنف غير صالح للاستهلاك الادمي!! ومنتهي الصلاحية!!
أتمنى أن لا تكون شركتك أيضاً من ضمن الشركات التي يشملها البلاء. بشكل عام أشكرك على شجاعتك في طرح هذا الموضوع...
( صراحة جريئة ) منك استاذ سليمان وطرح جميل وصدقت ( فالطريق امامنا طويل ) للللك تحياتي
شكرا لك استاذ سليمان على طرحك الصريح والمفيد
وشهد شاهدٍ من اهلها ، شكرا جزيلا على هذه الصراحة والطرح البناء ،،، نحن بحاجة الى الخروج من النظرة الأبوية لرئيس مجس الإدارة ، لإن الأب صعب الإعتراض عليه أو إنتقاده
اغرب اعلانات مضللة بالنسبة لي كانت اعلانات بتروكيم عن العطل. في البداية قالو بان الاصلاح سيستمر لمدة تصل الى ابعة اسابيع (يعني يمكن يصلح قبل). بعد انقضاء الاربعة اسابيع قالو في اعلانهم التالي بما في معناه ومع العلم بأن الرؤية لم تتضح بعد وعطو موعد مططاطي يصل الى نهاية يناير. وعندما قرب الموعد خلوها عايمه بدون معلومات واضحة المصنع يشتغل بدون تحديد درجات التقدم ولا نعلم متي سيتم الاصلاح. الكارثة في الموضوع ان كلها غامضة ولا نعلم هل العطل ميكانيكي او تركيب كيميائي او خطر حريق. خاصة انهم قالوا في نهاية الاعلان الاول (لمعالجة الوضع بطريقة امنه) وكان متزامنا مع انفجار ناقلة الغاز فتوقعنا ان العطل بسيط قد يكون من خطر تسرب مواد كيماوية خلال التصنيع او نحوه ، ولا اعلم حتى الان لم ذا تم استخدام لكمة أمنة ؟؟؟!!!!!!
شجاعة بعد١٨ سنه و ٣٠ سنه ، ناوي انه يريح ،قمة الشجاعه !!!!!!!!!!!!!!!!!!
نقاش الفكرة اهم من نقاش شخص الكاتب
شكرا استاذ سليمان فقد اجدت الوصف واجدت التنبيه,,,,, بقي ملاحظه ان هناك اكثر من 4 جهات حكوميه لها علاقه بعمل بعض الشركات,,, فلدينا وزارة التجاره والصناعه,,ولدينا هيئة سوق المال ولدينا مؤسسة النقد وتحكمها في كل صغيره وكبيره في قطاع البنوك وشركات التأمين, ولدينا وزارة البترول وتحكمها في الوقود لشركات الاسمنت وفي اللقيم لشركات البتروكيماويات,, واخيرا لدينا هيئة الاتصالات ومرجعية شركات الاتصالات لها,,, وقبلهم وبعدهم لدينا مجلس الوزراء وسياديته في اعطاء التراخيص لبعض الانشطه مثل الترخيص للبنوك, ولشركات التأمين ولشركات الاتصالات,, واخيرا وزارة الزراعه(( والتي نسمع بدور لها في ممارسة انشطة بعض الشركات الزراعيه ومنتجي الالبان)), فمثل هذا التعدد كفيل بتسرب بعض الاخبار قبل ان تعلم نفس الشركات المعنيه
للاسف هذا الحاصل وحتى على مستوى الشركات في تعيين واعفاء المعينين في المناصب .الفساد متجذر ويفضلون من يكون كبش فداء لتعليل الفشل في عشوائيه العمل في الشركات .لاتحل هذه المعضلات الا من اعلى سلطه وبالنسبه للتناغم بين رئيس مجلس الاداره والمدير التنفيذي فهذا مطلوب ولكن لايهمش دور الاعضاء الاخرين. اتمنى ان تعطي رايك في كيفيه القضاء على هذه المعضلات.التي ذكرتها في مقالك