2,5 مليون طفل و77 بليون ريال

12/03/2013 3
راشد الفوزان

حين نفتح ملفاً مهماً هم أطفال يعيشيون بيننا وقد يكون طفلي وطفلك أو أي مواطن آخر، إنني اتحدث عن أطفال "فرط الحركة وتشتت الانتباه" هل نعلم وللعلم أن نسبة 15% من أطفال المملكة يعانون من هذا المرض؟ وأن هؤلاء يشكلون عدداً وفق تصريحات الدكتورة سعاد يماني المسؤولة والمديرة لجمعية "أفتا" مايقارب الآن 2,5 مليون طفل؟

هل نعرف ماذا يعني هذا المرض حين يصل هؤلاء لسن المراهقة ومن الجنسين بالطبع، يقول التقرير الذي تحدثت عنه الدكتورة سعاد يماني انهم ممكن أن يصبحوا "مدمنين للمخدرات" أو "مجرمين" أو "يسجنون نتيجة جريمة"،وأن نسبة الجرائم عند هؤلاء ترتفع بنسبة 46% دون غيرهم من الأسوياء، وأن نسبة اعتقالهم تصل للنصف وهؤلاء مرضى بالطبع وليس أسوياء ولكن ما هو مرض "تشتت الانتباه وفرط الحركة" سأتحدث عن سلوكهم لا سبب المرض وتفصيلاته فالأطباء هم المتخصصون ولكن هؤلاء يصبحون غير قابل للتعليم بل بضعف شديد ولا يتقبل بسهولة ويحتاج تعليما خاصا ومتخصصا من متخصصين ويكونون انطوائيين لا يكوّنون صداقات ويصعب عليه معرفة الربط بين الأقرباء بمعنى ابن خالة بنت عم وهكذا، لا يستطيع أن يقود سيارة غالباً ومصاعب زواج أو العمل أيضاً ويدمن على أشياء معينة قد تكون جيدة نسبياً كتلفزيون أو لعبة أو تكون سلبية كما ذكر التقرير تدخين ومخدرات وغيره.

ما المطلوب الآن؟ هؤلاء 2,5 مليون هم طلبة بسن الطفولة أو المراهقة يحتاجون تعليما ورعاية طبية خاصة وأدوية ويحتاجون معلمين ذوي مهارات خاصة ومدارس خاصة تؤهلهم بدلاً من الوضع الحالي السيىء لهم لأنهم الآن لا يجدون تعليما متخصصا سواء من مدرسة أو معلم أو منهج ولكن هناك فصول دراسية لهم بالتعليم العام "وهي مجرد مسمى" وأتحدث من تجربة لطفل لدي، أيضاً تعاني الأسر من علاجهم فتكلفة العلاج لهم السنوية تقارب 20 ألف ريال ولا يعني أنهم سيشفون ولكن تساعد ولا تقدم حلولا جذرية وذكرت الدكتورة أن الخسائر المالية للعائلات من هذا المرض تقارب 13,8 مليار ريال(3,7 بليونات دولار) وأن خسائر المالية من دخل العائلات تقارب 77 بليونا وأن 75% من المرضى مدخنون ومدمنون وغيره.

السؤال هنا ماذا قدمنا لهؤلاء في بلادنا مقارنة بعددهم 2,5 مليون؟ كيف نواجه هذا الخطر الذي هو ليس ذنبهم لأنهم ولدوا بهذا المرض ولم يجدوا العلاج الكافي أو التعليم والتأهيل الكافي لأنهم سيتحولون إلى مجرمين بلا ذنب منهم أو مدمني مخدرات أو تدخين؟ نحن أهملنا هؤلاء وتركناهم بلا تعليم ولا هيئة ولا تمويل ووضعنا رؤوسنا بالرمل وكأن الخطر بعيد، يجب فتح ملف وضعهم "الإنساني" بالحلول طبيا وتعليماً وعملاً وهذا ما يجب أن يعلق الجرس وإلا سيكون هو ضحية وأسرته ومجتمعه ولكن من يرفع راية ذلك؟

نقلا عن جريدة الرياض