الفكرة السائدة أن أسعار النفط ستبقى وبصفة عامة شبه مستقرة خلال الأعوام الباقية من هذا العقد. توقعات وكالة الطاقة العالمية الممثلة لمصالح الدول الغربية تسير في هذا الاتجاه.
ذلك لأن توقعات كتوقعات صندوق النقد الدولي في ''آفاق الاقتصاد العالمي'' عدد الخريف الماضي، تذهب إلى تحقيق نمو ضعيف في الاقتصاد العالمي على المدى القصير. أما على المدى المتوسط، فإن الصورة بها ضبابية،ولكن التعافي يتطلب وقتا.
كان ينظر إلى أن الصورة السابقة (مع عوامل أخرى) تحد من توقع ارتفاع كبير في أسعار النفط خلال السنوات الباقية من هذا العقد.
لكن دراسة صدرت لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (أو إي سي دي) في مطلع مارس الجاري في نحو 45 صفحة بعنوان ''سعر النفط .. هل سيعاود الارتفاع؟''، حملت تفكيرا آخر لمسار أسعار النفط خلال بقية هذا العقد.
توقعت الدراسة أن تصل أسعار نفط برنت الخام إلى نحو 200 دولار للبرميل عام 2020. بل قالت باحتمال أن تصل إلى أكثر من ذلك للبرميل.
علام قامت توقعات المنظمة؟ أجريت توقعات على تشكيلة من معادلات الطلب النفطي لدول التعاون والتنمية الاقتصادي ودول أخرى. وعملت افتراضات عن سلوك العرض النفطي، لتحليل تأثير تشكيلة من مشاهد (سيناريوهات) اقتصاد كلي وسياسات على مسار سعر النفط المستقبلي.
وأعطى تحليل هذه المشاهد مقترحات خلاصتها أن عودة النمو الاقتصادي العالمي إلى مستويات أقل، لكنها قريبة من المعدلات المحققة قبل الأزمة المالية العالمية سيكون منسجما مع زيادة عالية في أسعار نفط برنت الخام مع نهاية هذا العقد مقارنة بأسعار مطلع 2012.
ما محرك هذه الزيادة؟ التوقعات في الغالب تشير إلى طلب أعلى من دول غير منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. وبالأخص من دولتي الصين والهند.
لكن من البعيد أن تحدث تلك الزيادات المتوقعة في الأسعار حدوثا منتظما. التغيرات الفجائية في العرض أو الطلب أو كليهما في المدى القصير تسبب تأثيرات كبيرة على الأسعار.
قامت الدراسة على ملاحظة كيف استجاب استهلاك النفط في دول عديدة على التغيرات في الناتج المحلي وأسعار النفط خلال السنوات الـ 20 الماضية. واستخدمت الملاحظة على المستقبل. مثلا، لوحظ أن الطلب على النفط في الصين والهند وإندونيسيا قد نما نموا يعادل تقريبا النمو في الدخل خلال السنوات الـ 20 الماضية.
ويتوقع أن الأسواق الصاعدة ستأخذ نصيب الأسد في النمو العالمي خلال بقية هذا العقد والعقد القادم.
لدراسة منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية منتقدوها طبعا. من أسس الانتقادات قضية الترشيد في استخدام الطاقة. بمعنى أن الاستهلاك في دول مثل الهند والصين قد يتجه إلى أنماط أكثر رشادا في استهلاك النفط، كما حدث للغرب من قبل.
رغم احتمالية حدوث هذا، لكن هناك عاملا آخر ربما كان أكثر تأثيرا. توقع استمرار زيادة متوسط الدخل للفرد في الدول الصاعدة اقتصاديا بمعدلات أعلى من الغرب. متوسط الدخل أقل من الغرب في الوقت الحاضر بفارق شاسع.
انتقد البعض تقرير المنظمة على أنه مبسط، ويعتمد على نظرة كلية ويتجاهل التفاصيل. أجاب آخرون على المنتقدين بأن التعقيد لا يعطي بالضرورة نتائج أفضل.
المتوقع ارتفاع أسعار النفط، لكن هذا الارتفاع قد لا يكون بالمعدلات التي توقعتها الدراسة.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع