الأداء الحكومي محل نقد ونظر لا يتوقف وهذا منطقي ومبرر حين يكون هناك عجز وتأخير في أداء الأعمال، وهذا ملموس في كثير من الأداء الحكومي، فمَ الجديد؟ الجديد هنا برأيي أن لا يكون السائد والطاغي هو سوء الأداء الحكومي بحيث نفقد الثقة بكل شيء، ولكن يجب معالجة ذلك السوء والبطء الحكومي بأقل مستوى ممكن لكي يمكن أن يقوم بأداء الأعمال بقدر ما يتاح ويمكن، بالأمس نقرأ تقريراً أو خبراً نشر بمعظم الصحف السعودية منسوبا للسيدة فوزية العيسى وهي موظفة حكومة بدرجة مديرة القسم النسوي في فرع هيئة الرقابة والتحقيق في المنطقة الشرقية وقالت نصاً "إن أكبر قطاعين حكوميين يسجلان غياباً أو تأخيراً هما قطاعا التعليم والصحة".
وهنا نتوقف ونحن لا نتصيد الخطأ ولا نركز على شخص بذاته السؤال هنا؛ لماذا هذان القطاعان بالذات هما الأكثر غياباً وعدم حضور، هل يبرر ذلك كبر القطاعين؟ السؤال الآخر ما الأثر المباشر على الطلاب أو قطاع التعليم ككل؟ وأيضاً ما الأثر على المريض أو القطاع الصحي ككل؟ وما التكلفة المالية التي تخسرها الدولة من خلال هذا الغياب؟
تمنيت من هيئة الرقابة والتحقيق أن تنشر مزيدا من الأرقام؟ كم عدد الغياب للموظفين؟ أين يتركز؟ مبررات الغياب؟ كم ساعات الغياب؟ أي سن تتركز بها الغياب؟ أي دراسة كاملة وشاملة، والسؤال الآخر المهم؛ من يراقب من؟ فهل هذا الموظف الذي يغيب خضع لسؤال لماذا؟ هل تمت محاسبته؟ هل الظاهرة تزيد أو تقل؟ ما الأثر على بيئة العمل والمستفيد مباشرة هنا وهو الطالب والمريض وحجم الضرر و"العطل" الذي يتعرضان له؟ واضح أن فاقد الدولة كبير هنا ماليا وفاقد "المواطن" و"الطالب والطالبة" كبير أيضاً؟
لن توجد بيئة مثالية للعمل وحكومية وهذا نتفق عليه ولكن واضح أن هناك "انفراطاً" و"تسيباً" كبيرين ينتج عنهما يضافان لعقبات التعليم والصحة، نضيف لها "الموظف" نفسه أنه يغيب ولا يكفي بالطبع أن يكون حاضراً بجسده أو يحضره موظف آخر، ولكن ما هو المنتج والمخرج منه في النهاية أعتقد من المفترض والواجب أن نعيد هيكلة العمل الحكومي على مبدأين برأيي؛ ماذا أحتاج من الموظف وأريد؟ وماذا ينتج ويحقق وعندها يمكن أن ينصلح كل شيء من حضور وغياب وإنجاز؟
ويجب أن ننوه هنا أن هذا الغياب و"التسيب" الذي يحدث يقدم صورة غير جيدة وحسنة لقطاعين هما "الأهم" التعليم والصحة ويمسح ويضر جهود آخرين بهذين القطاعين يمكن أن يكونوا من أفضل العاملين ولكن السلبيات تعم والحسنات تخص. إعادة النظر مطلب وحاجة.
نقلا عن جريدة الرياض
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
سأختصر القول بقول "إذا كان رب البيت للدف ضارباً ... فشيمةُ أهل البيت كلهم الرقصٌ"