الثورة الأميركية في مجالي النفط والغاز قد ترفع الدخل الحقيقي للأفراد في دول الخليج ودول نفطية أخرى، فتحوُّل الولايات المتحدة إلى مصدّر للنفط والغاز سيساهم في رفع سعر صرف الدولار في مقابل العملات الأخرى، وسيزيد ارتفاع قيمة الدولار قيمة العملات المرتبطة به، وسيعني رفع قيمة هذه العملات رفع القيمة الشرائية لمداخيل الأفراد في دول الخليج.
تبنت الحكومة الأميركية خلال السنوات الماضية سياسة الدولار المنخفض لأسباب منها تشجيع الصادرات الأميركية، ما ساهم في خفض قيمة العملات المرتبطة بالدولار مثل العملات الخليجية، بما فيها العملة الكويتية المربوطة بسلة عملات لكن يبقى للدولار دور كبير فيها.
وساهم انخفاض الدولار في السنوات الأخيرة وما نتج عنه من خفض لقيمة الريال السعودي والدرهم الإماراتي، في خفض الدخل الحقيقي للفرد في هذه البلاد. ويعود ذلك إلى أن السعودية والإمارات تبيعان النفط والغاز المسال والبتروكيماويات بالدولار، وتستوردان جزءاً كبيراً مما تستهلكه أو تستخدمه من دول في آسيا وأوروبا، وهي دول ترتفع قيمة عملاتها في مقابل الدولار. وجعل الانخفاض المستمر في قيمة الدولار خلال السنوات الماضية قيمة الواردات من هذه الدول ترتفع باستمرار، ما خفض القيمة الحقيقية لدخل الفرد في هذه الدول.
وتبنت الولايات المتحدة سياسات نقدية ومالية تضمن بقاء سعر صرف الدولار منخفضاً في مقابل العملات الرئيسة، وما زالت مستمرة في هذه السياسات. لكن في ضوء زيادة إنتاج النفط والغاز، وانخفاض وارداتهما، انخفض العجز في الميزان التجاري في شكل ملحوظ، الأمر الذي بدأ يرفع قيمة الدولار، خصوصاً في مقابل اليورو، كما حصل خلال الأسبوعين الماضيين.
وتشير بيانات التجارة للولايات المتحدة إلى انخفاض العجز في الميزان التجاري في شكل ملحوظ في كانون الأول (ديسمبر) الماضي بسبب انخفاض واردات النفط من جهة، وزيادة صادرات المنتجات النفطية من جهة أخرى. فالعجز انخفض بمقدار 20.7 في المئة، وصادرات المشتقات النفطية ارتفعت إلى أعلى مستوى لها تاريخياً لتصل إلى 11.6 بليون دولار، بينما انخفضت واردات النفط إلى أقل مستوى لها منذ 1997.
وظهرت علاقة عكسية بين قيمة الدولار وأسعار النفط بين 2009 و2010 وجنى البعض منها ثروات ضخمة. لكن هذه العلاقة النادرة التي ترتفع فيها أسعار النفط مع انخفاض الدولار لا تقوم إلا في المدى القصير، ومن ضمن شروط معينة، إلا أن البيانات والتحليلات الإحصائية تشير إلى وجودها الدائم في المدى الطويل. وتشير هذه الدراسات إلى أن انخفاض الدولار يرفع الطلب العالمي على النفط، ويخفض معروضه في الوقت ذاته، الأمر الذي يرفع أسعار النفط. أما في المدى القصير، فالعلاقة العكسية بين قيمة الدولار وأسعار النفط برزت في الفترة التي انهارت فيها أسواق العقارات وعانت غالبية الدول الصناعية كساداً اقتصادياً واضطراباً كبيراً في أسواقها المالية.
وجعلت هذه الظروف الاستثمار في المواد الأولية، خصوصاً النفط، مغرياً، كما ساهمت في إيجاد حلقة مفرغة بين 2009 و2010، إذ نتج من ارتفاع أسعار النفط ارتفاع فاتورة الواردات النفطية، ما ساهم في زيادة العجز في الميزان التجاري، وأدت هذه الزيادة إلى انخفاض الدولار، ما أدى إلى رفع أسعار النفط، وهكذا.
وفي وقت يأمل فيه البعض بأن يؤدي ارتفاع قيمة الدولار، وبالتالي ارتفاع قيم العملات الخليجية إلى انخفاض معدلات التضخم، تشير البيانات إلى أن ذلك لن يحصل، وإن حصل فإن الأثر سيكون غير ملحوظ. ويعود ذلك إلى أن التضخم الذي عانته دول الخليج في السنوات الأخيرة لا علاقة له بانخفاض الدولار، وسببه المباشر هو زيادة الإنفاق الحكومي وعرض النقود في شكل كبير.
إذاً، ستخفض زيادة إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة الواردات، ومع بداية تصدير الغاز والنفط، سيتقلص العجز التجاري، وسيرتفع الدولار. ولن يؤثر ارتفاع الدولار كثيراً في أسعار النفط كما حصل بين 2009 و2010 بسبب تحسن وضع أسواق العقارات والأسواق المالية. لذلك لن يخفض ارتفاع الدولار أسعار النفط في المدى القصير.
ونظراً إلى ارتباط غالبية العملات الخليجية بالدولار، ستزيد القوة الشرائية لهذه العملات، ما يعني زيادة الدخل الحقيقي للأفراد، لكن هذه الزيادة لن تعني انخفاض معدلات التضخم لأن التضخم الذي عانته دول الخليج في السنوات الأخيرة لا علاقة له بقيمة الدولار. وخلاصة الأمر أننا قد نشهد فترة يرتفع فيها الدولار وأسعار النفط معاً.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
مقال ممتع و دسم ومن العيار الثقيل. شكرا لك د.أنس
وسائل الإعلام الأمريكية تتكلم عن هذه الثروة الهائلة من النفط وأصبح حديث الساعة حيث وجود مئات المليارات من براميل النفط المكتشفة والتي قد تغير معالم كثيرة وكبيرة في عالم الطاقة عالميا وبا لأخص في امريكا
إنخفاض الدولار في الوقت الحالي من مصلحة أمريكا والإقتصادات النفطية والإقتصادات المستورة للنفط أولاً وأخراً، والسعر الحالي للعملة السعودية والإماراتية والقطرية ،والتي تعد أكبر ثلاث إقتصادات خليجية وربطها مع الدولار مناسب جداً للوضع الإقتصادي الحالي وعلى المدى المتوسط. والسياسة المالية لتلك الدول والحوافزالإقتصادية والبيئة الإستثمارية لجذب الإستثمارات الأجنبية وإرتفاع الدولار تزامناً مع الحفاظ على الأسعار الجيدة للنفط في الفنرة المقبلة خصوصا بدء من 2015 من صالح إقتصادات دول الخليج للاستمرار على الانفاق الحكومي والإدخار المالي والإستثمار الخارجي لتحقيق أهدافها بتنويع إقتصاداتها النامية ورفاهية مواطنينها بعيد عن الثروات الطبيعية الناضبة. التضخم بدول الخليج هو أساسها محلي وبنسبة لاتقل عن 70% يرجع لزيادة الأنفاق الحكومي وأسباب محلية أخرى وأهمها أرتفاع تكاليف السكن وأرتفاع اسعار العقارات والتضخم المستورد ذو نسبة بسيطة لا يأثر على جيب المواطن كالتضخم المحلي وبعض التضخم المستورد مدعوم من الدول الخليجية وشكرا لك دكتورنا العزيز
وأفضل ادات لكبح التضخم وإستنزاف جيب المواطن وإنكماش الطبقة الوسطى بالمجتمع السعودي على المدين المتوسط والبعيد هو رفع الدعم الحكومي للقطاع السكني بشكل مباشر مع مراقبة شديدة لوصولها إلى المواطن بشكل مرضي حتى يستفيد الإقتصاد بشكل جيد يكي لايقع الدعم المادي على الاقتصاد عبئ بدلاً من تحفيز وهو الفساد الإداري والمالي بالدعم المادي لقطاع السكني، وكذلك مزيد من الإنفاق على الرعايا الصحية وعلى البحث العلمي وتحسين مستوى التعليم العام
لن يرتفع الدولار مع استمرار طباعته. ربما زيادة الطلب يخفف من حدة النزول فقط. مع انه اصلا نزل فوق ال 50% بالفترة الاخيرة يعني التأثير هامشي. ولا اتفق معه بان التضخم لا علاقة له بقيمة الدولار فنحن نستورد كل شيء ونستورد بالدولار الضعيف فاصبح كل شيء غالي عندنا. تخيل سعر صرف الريال 2 ريال لكل دولار؟ كم بتكون اسعار السيارات والخدم والكمبيوترات والجوالات ووووو؟ غير منطقي عدم الربط بين العملة والتضخم.
مع احترامي للدكتور انس والاخوة الكرام اعتقد والله اعلم ان سبب دعم الحكومة الامريكية لخفض قيمة عملتها (الدولار الامريكي) مقابل العملات الاخرى التالي: 1- هو للتشجيع على زيادة صادرتها. 2- هو للتشجيع على مواطينها بشراء منتجاتهم حيث ان المنتجات الوارده لبلادهم تعادل قيمتها منتجاتهم الوطنية. 3- المعلوم لدى الجميع ان امريكا العظمى تدين بالمال الكثير لكثير من دول العالم سواً كانت (سندات حكومية، اموال مودعة "كحال دول الخليج" ) وهي تريد سداد تلك الديون والتخلص منها وبحثت عن افضل وامثل طريقة ووجدتها هي بطباعة عملتها والبدء بالسداد "لربما تذكرون هذا الكلام عندما بداء الاعلام بالتطرق له في كثير من المجالات" وهنا فقط " بداء العالم بالشك واخذ الحيطة والحذر من الدولار الامريكي وسرعان ما بداو بالتخلص من امتلاكه وهنا بداء الدولار بالانخفاض فلا ننسى سياسة العرض والطلب < فعندما زاد المعروض من العملة "الدولار الامريكي" بدا بالانخفاض. الجدير بالذكر ان دولة كامريكا تعلم ماذا تفعل والى اي حد سـتــتمادى في عملها هذا، لذا وجب علينا الانتظار "كخليجين" كما اشار الدكتور وحينها سينخفض التضخم ويتحسن دخل المواطن الخليجي جراء تحسن عملتها المرتبطة بالدولار ويعود الدولار الامريكي للتحليق من جديد ويبدا حصاد الفوائد للخليجين ان شاء الله. هناك الكثير للحديث عنه ولكن لا يسع المكان له.
يعطيك العافية يا دكتور وعندي بعض النقاط والتي تثري الموضوع : 1- المشكلة الاقتصادية التي حصلت للولايات المتحدة الامريكية وانخفاض الدولار وهو العملة الرئيسية في العالم مما اثر على جميع دول العالم ، اعتقد ان الديون التي على امريكا لا تستطيع حملها لوحدها اي بمعنى اخر حتى تستطيع الولايات المتحدة تجنب او تخفيف الديون يجب توزيع هذا الدين على جميع دول العالم ، ونلاحظ انها سلاسله واصابة المرض اوروبا ، والاقتصاد العالمي مترابط . 2- التغيير في اسعار العملات : ينطوي على انتقال الثروات من بلد الى اخر كمفهوم بسيط . 3- السياسة الخارجية لجميع الدول لها الاثر الكبير لتجنب المشاكل الاقتصادية ، وزيادة الانتاجية ورفع الحواجز للتجارة العالمية بين الشعوب . خليجياً : 1- العملات الخليجية : تقويم سعره عملاتها بهذه الاسعار مجحف بحق شعوبها ، لديك عملة ولديك احتياطيات نفط كبيرة ، والبنية التحتية لتلك الدول مستمرة في انهائها ، هل من المعقول ان سعر صرف العملات الخلجية امام الدولار بهذا السعر ؟؟ . 2- زيادة الاستثمارات الاجنبية في الخليج هو مؤشر قوي لجودة الاستثمار في المنطقة وبشكل خاص عامل الامان ( امان الاستثمار ) . 3- منطقة الخليج بها نمو سكني ونمو نفقات ونمو الاعمال . 4- الهدر الواضح للثروات الخليجية : بشكل مبسط شف النفقات في الميزانية لاي دولة خليجية مع عدد سكانها وكذلك النفقات في الميزانية لي دولة عربية وعدد سكانها . ( ان النعم لا تدوم ) ، ويجب رفع كفاءة الانتاجية للمواطن الخليجي . وشكرا