تشويه السوق

07/02/2013 20
عبدالله الجعيثن

بعد طرح الاتصالات ثم البلاد وموبايلي وتزاحم الملايين على الاكتتاب فيها، وتحقيقهم أرباحاً كبيرة (البلاد مثلاً تضاعف تسع مرات).. بعد ذلك أقبل الجمهور على السوق بشكل غفير، وكأن السوق أصبح مصباح علاء الدين الذي يحقق الثراء بسرعة، استدان كثيرون من البنوك، وباع بعضهم عقاره، ومع ارتفاع أسعار النفط وقلة عدد الأسهم وثورة الاتصالات وكثرة منتديات الأسهم كانت الجماهير الزاحفة على السوق فوق طاقته، ما أدى إلى ارتفاع السوق بشكل سريع وغير معقول (٢٠٠٥) ونفخت البنوك في الفقاعة بخلق طلب مصطنع على الأسهم عن طريق تكثيف القروض والشراء على المكشوف..

وبعد أن انهار السوق كما هو متوقع ومعروف، ظهرت مذاهب جديدة في الاستثمار لا تعتمد على المناهج التقليدية التي تنظر للعائد.. بل وجد ما يشبه (الفرق الانتحارية) التي تطمع في استعادة خسائرها بسرعة، ووجِد (تكتلات) و(إدارة محافظ في الظلام) فكثر التدوير على أسهم الشركات القليلة العدد، وتوجهت لها سيولة مهولة، وأخذت تتراقص ارتفاعاً وانخفاضاً كالمجنونة..

ولا ننسى أيضاً ما حدث لسهم شركة أسمنت الشمالية يوم الثلاثاء الماضي حيث تذبذب السعر في أول يوم من ١٨ ريالاً إلى ٦٨ ريالاً(!!) خلال ساعات(!!)..

ولاشك أن ذلك شوّه السوق، وأخرجه عن المسار السليم وصرنا نجد شركات خاسرة يزيد سعر سهم الواحدة منها على سهم سابك والاتصالات والبلاد والكهرباء مجتمعة.. والتشويه لا خير فيه.