يمكن للقيمة السوقية لأي شركة أن تكون أعلى أو أدنى من القيمة الدفترية للشركة أو مساوية لها، وذلك بسبب اختلاف رؤية السوق لما تستحقه الشركة من قيمة سوقية. فقد تكون القيمة الدفترية لإحدى الشركات عشرة ريالات بينما يتم تداول أسهمها عند 50 ريالاً، وأخرى لها القيمة الدفترية ذاتها إلا أن المستثمرين لا يودون دفع أكثر من ستة ريالات لشراء أسهمها. فما السبب في تفاوت القيمة السوقية بهذا الشكل الكبير على الرغم من أن القيمة الدفترية واحدة؟ للإجابة عن هذا السؤال، علينا النظر إلى طبيعة القيمة الدفترية ومكوناتها، وعلاقة ذلك بالقيمة السوقية وبأصول الشركة.
القيمة الدفترية هي القيمة الكلية لصافي أصول الشركة، أي مجموع ما تملكه الشركة من أصول مثل الحساب النقدي وما شابهه والأراضي والمباني والمعدات والأجهزة والرخص التجارية والحكومية كحقوق الامتياز والشهرة، وأي أصول أخرى ملموسة أو غير ملموسة، متداولة أو غير متداولة، مخصوماً منها جميع الالتزامات التي على الشركة. هذا يعني أن القيمة الدفترية هي القيمة المحاسبية المقيدة لصافي أصول الشركة، وهي القيمة المفترضة للشركة لو أنها قررت التصفية الكاملة ببيع جميع أصولها وتسديد ديونها، وتوزيع ما يتبقى على المساهمين. إلا أن هذا التعريف البسيط يخفي خلفه العديد من التعقيدات والتقديرات التي غالباً ما تكون مخالفة للواقع. ولو أن القيمة الدفترية المقيدة في قائمة المركز المالي سليمة 100 في المائة، بمعنى أنها تعكس القيمة العادلة لصافي أصول الشركة، لما أمكن تداول سهم الشركة بأقل من هذه القيمة، إلا بقدر بسيط يعود إلى مفهوم القيمة الحاضرة واختلافها عن القيمة المستقبلية. أي أنه حتى لو كانت القيمة الدفترية مكونة من الحساب النقدي للشركة فقط، فستكون القيمة السوقية أقل بقليل من القيمة الدفترية، لأن ريال المستقبل أقل ثمناً من ريال اليوم، إلا أن هذه جزئية هامشية لا تعنينا هنا.
لماذا إذاً تقيم شركة قيمتها الدفترية عشرة ريالات بـ 50 ريالاً في السوق؟ يعود السبب لاعتقاد المستثمرين بأن ربحية الشركة ونموها المستقبلي سيحقق أرباحاً عالية تجعل 50 ريالاً سعراً مناسباً لهذه الشركة. ليس غريباً أن تجد شخصاً يعرض مبلغ مليون ريال لمالك مطعم صغير لم يكلف مالكه أكثر من 100 ألف ريال، بسبب نجاح المطعم وجاذبيته للزبائن، وبالتالي احتمال تحقيقه أرباحا عالية على مدى السنوات القادمة. فعملية تبرير السعر السوقي المرتفع كثيراً عن القيمة الدفترية تعود للمستثمرين ونظرتهم للشركة، ولو كانوا على خطأ فهم من يتحمل المسؤولية، هذا على فرض عدم وجود أي معلومات خاطئة أو مضللة من الشركة أو من خارج الشركة.
لكن كيف نفسر تداول أسهم شركة بسعر يقل كثيراً عن القيمة الدفترية؟ هناك بعض التفسيرات، أترك للقارئ تقدير أقربها لواقع الشركات في السوق السعودية. أحد هذه التفسيرات هو أن المستثمرين ببساطة مخطئون في تقديرهم سعر السهم، حيث يعتقدون أن نمو الشركة المستقبلي وما ستحققه من تدفقات نقدية يقل بكثير عن القيمة الدفترية، التي نفترض أنها سليمة بمعنى أنها تعكس القيمة العادلة لصافي أصول الشركة. أي أن هؤلاء المستثمرين قاموا باستخدام أساليب خاطئة لتثمين الشركة، وبهذا فالقيمة السوقية غير صحيحة، لأن سعر السهم يجب - على الأقل - أن يساوي القيمة الدفترية! من الصعب جداً حدوث مثل هذه الحالة في سوق تتمتع بكفاءة عالية يتم فيها تقييم الأصول بناء على معلومات كافية من قبل جموع كبيرة من المحللين.
ماذا لو كانت التقديرات سليمة وتم استخدام أفضل الأساليب والنماذج التحليلية المعروفة مثل مكررات الربحية وتثمين الأرباح الموزعة المستقبلية وتثمين التدفقات النقدية الحرة والتثمين بناء على مفهوم الدخل المتبقي أو الدخل الاقتصادي أو غيرها من الأساليب، وتبين للمحللين أن سعر السهم يجب ألا يتجاوز ستة ريالات، بينما القيمة الدفترية للسهم عشرة ريالات؟ مرة أخرى، لو كانت القيمة الدفترية سليمة لما أمكن لهؤلاء المحللين التوصل لهذا السعر، ما يعني أن هؤلاء المحللين لم يعتمدوا على القيمة الدفترية المعلنة، لأنهم لو اعتمدوا عليها، وهي تعكس القيمة الحقيقية العادلة، لما قدروا سعر السهم بأقل من عشرة ريالات مطلقاً.
هل يجب أن تعكس القيمة الدفترية القيمة العادلة لصافي الأصول؟ هذا في الواقع ما يسعى إليه العرف المحاسبي لكنه غير ممكن وغير عملي، والسبب هو أن الأصول تسجل بطريقة معينة وتعالج محاسبياً وفقاً لطرق وقوانين محددة ليست إلا مجرد محاولات لقيد الأصول بقيمتها العادلة. على سبيل المثال، يحسب استهلاك الأصول بطرق تقديرية أشهرها مبنية على قسمة تكلفة الأصل بعدد سنوات العمر الافتراضي للأصل، وهذه مجرد وسيلة تقديرية غالباً لا تعكس القيمة العادلة للأصل. كما أن الأراضي تسجل بتكلفة الشراء ولا يخصم منها أي استهلاكات سنوية، مثلها مثل أصول أخرى كثيرة غير متداولة لا تُعرف قيمتها الحقيقية، مثل بند الشهرة أو امتلاك مشاريع قائمة أو تملك شركات خاصة.
عندما تشذ القيمة السوقية عن القيمة الدفترية بشكل لافت، سواء إلى الأعلى أو إلى الأسفل، فإن ذلك يستوجب حذر المستثمرين ويقظة الجهات المشرفة على السوق. فبينما هناك اتفاق على أن الأنظمة المحاسبية لن تتمكن من جعل القيمة الدفترية تعكس بشكل دقيق القيمة العادلة لصافي الأصول، هناك بالمقابل اتفاق على ضرورة قيام المحلل المالي بتقدير قيمة صافي الأصول بنفسه وعدم الاعتماد على ما هو مقيد في سجلات الشركة. لا توجد في السوق السعودية آلية لمتابعة القيم الدفترية للشركات من قبل الجهات المعنية، أي أن مسألة إعادة تقييم الأصول بسبب الهبوط في قيمة الأصول متروك لإدارة الشركة. فإن كانت إدارة الشركة أمينة – وجريئة - فستقوم باستخدام المعيار المحاسبي المعد لهذا الغرض، الصادر من الجمعية السعودية للمحاسبين القانونيين، وإن لم تقم بذلك فلا أعتقد أن هناك من سيقوم بمساءلتها – مع الأسف. هناك الكثير من الشركات السعودية التي لديها أصول غير متداولة، أعرف بعضاً منها لا يزال مسجلاً بعدة أضعاف قيمته العادلة، علماً أن الأصول غير المتداولة أسهل بكثير لإعادة التقييم من الأصول غير الملموسة، مثل براءات الاختراع والرخص التجارية وحقوق الامتياز وغيرها.
خلاصة القول إن القيمة السوقية تكون غالباً أعلى مصداقية من القيمة الدفترية، إلا أن القيمة السوقية ذاتها تعتمد على صحة القيمة الدفترية، ومتى كانت القيمة الدفترية مغلوطة أو مضللة أو صحيحة محاسبياً، لكن بعيدة عن القيمة العادلة، فإن القيمة السوقية ستكون غير صحيحة، إلا في حالة وجود سوق أسهم كبرى، تحتوي على جيوش من المحللين والخبراء والمراقبين. أحياناً في السوق السعودية نحن أمام معضلة كبيرة، إن صدقنا القيمة الدفترية وجب أن تكون القيمة السوقية خاطئة، وإن صدقنا القيمة السوقية وجب أن تكون القيمة الدفترية خاطئة!
هل هناك معادلة يادكتور تقريبية ممكن الإعتماد علية ؟
أخ أحمد أفضل طريقة هي مقارنة مكرر القيمة الدفترية للشركة مع أخرى شبيهة وتفضيل المكرر الأقل.
ليس في كل الاحوال فالقيمة الدفترية للسهم لا تعكس القيمة الفعلية لحقوق المساهمين من اصول وخلافه فالاعراف المحاسبية المتبعة في المملكة متحفظة في تقييم الاصول فالاهلاكات نسبها عاليه والاهم ان الاصول العقارية مثلا تقيم بسعر السوق او الشراء ايهما اقل يعني لو شركة شرت ارض بمئة مليون وبعد خمس سنوات وصل سعرها خمسمئة تقيد بالسعر الاقل وهو مئة ولذلك اذا بيعت الارض بعد خمس سنوات فالمبلغ ينعكس ايجاباً على تقييم السهم دفترياً...هنا نجد فارقاً جوهرياً بين السعر الحقيقي للسهم والسعر الدفتري على الشركات العقارية مما ينعكس على السعر السوقي ايجاباً حتى لو لم تحقق الشركة ارباحاً دفترية تذكر.
أخي الكريم/د. فهد الحويماني: الإجابةُ على سؤال المقال هي : لا أصدقُ الأثنين!!.. ولكن أسترشدُ بهما في تحدد القيمة (السعر) المناسبة لي في ميزان المخاطرة/العائد... ذلك أن القيمة الدفترية قد تشتملُ على إفتراضاتٍ (أراء) لأصول غير ملموسة (مثل الشهرة) في جانب الخصوم ... أو المبالغة في قيمة الأراضي (إن وجدت) وأمثالها في جانب الأصول!!!.. أما القيمةُ السوقية فجُلّها هي القيمةُ العادلة للشركة مع بعض مكونات تشويش المضاربين ومصالح كبار الملاك الأستراتيجية!!.. وأنا لستُ من هاتين الفئتين !!!... والله أعلم.
كلام سليم مخاوي الذيب لا تصدق أي منهما، ولكن حتى الاسترشاد بهما فيه إشكاليات. مثل ما ذكر في المقال، حتى القيمة السوقية هي بذاتها تعتمد على القيمة الدفترية المعرضة للخلل!
هما وجهان لعملة واحده ..
بارك الله فيك د. فهد ،،، مواضيعك مميزة كالعادة شخصيا لا اتعامل بالقيمة الدفترية بمعزل عن مؤشرات أخرى ،، وكل ما كانت عوائد الشركة اتقبل مكرر قيمة دفترية أعلى
حسب ما ورد: "لو كانت القيمة الدفترية سليمة لما .....لما قدروا سعر السهم بأقل من عشرة ريالات مطلقاً". بالطبع اختلف مع ذلك تماما... لأنه يتضمن افتراض خاطئ بأن القيمة السوقية تعتمد "فقط" على المعلومات التاريخية التي تعكسها القوائم المالية! إذا سلمت بعدالة القوائم المالية المدققة كمدخلات في عملية التقييم - بغض النظر عن قصور الاطار المحاسبي في عكسه للقيمة العادلة للأصول - تصبح المتغيرات الأخرى المستخدمة في عملية التقييم هي موضع البحث. على الأقل نعلم بأن المعلومات المالية التاريخية تحكمها وتخرجها معايير دقيقية تفرض الجهات النظامية ذات العلاقة حوكمتها وتطبيقها ومراقبتها. كذلك نعلم مواطن القصور في هذه المعلومات ويمكن للمقيم تصحيحها. لكن عملية التقييم بشكل شبه كامل لا تخضع لأطر نظامية مماثلة وتحكمها فقط معايير "مرنة" ومتغيرة. كما تتأثر عملية التقييم بمتغيرات كثيرة - لا مجال لحصرها - تخضع لحكم وتقديرالمقيم فقط!!! وهذا هو مربط الفرس.
هلا أخوي Squdi CFO، هذي هي النقطة بالضبط، إن القيمة الدفترية إذا كانت صحيحة بمعنى أنها تعكس القيمة الحقيقية والعادلة لصافي الأصول فيجب أن لا يقل السعر السوقي عن القيمة الدفترية... ليس المقصود إن القيمة الدفترية تساوي القيمة السوقية.
كلاهما مكمل للاخر فى سوقنا
هل من الممكن ضرب امثلة حية من شركات السوق لتوضيح الفكرة
الأخ سلمان الهواوي ينشر قوائم مقارنة القيمة الدفترية بالسوقية ويمكنك الاطلاع عليها.
وأخيراً أضيف إن القيمة الدفترية لا تعكس القيمة العادلة لصافي الأصول إما لخلل أو تضليل بها، أو بسبب القصور في الطرق المحاسبية (قد لا تكون الشركة غلطانة بل مطبقة للأعراف المحاسبية بحذافيرها).
مقال جميل شكرا
ببساطة, markets are not efficient.
وهذا سبب وجود الفرص بالاسواق. يقول وارن بفت ""I'd be a bum in the street with a tin cup if the markets were efficient."
صحيح معظم الأسواق غير كفؤة والسبب اختلاف التقديرات والآراء وغيرها.... ولكن السؤال هو عن مدى قدرتنا كمستثمرين الاعتماد على القيمة الدفترية (لا لأخذها كقيمة سوقية ولكن للاعتماد عليها في تحديد القيمة السوقية)؟
فاهم قصدك يا دكتور. لكن هل فيه شيء ممكن اعتماده في تحديد القيمة السوقية اصلا؟ سواء قيمة دفترية أو غيرها؟ فحتى لو كانت القيمة الدفترية دقيقة وكان السوق كفاءته عالية (فحتى لما يصنف سوق على انه من الاسواق العالية الكفاءة لا يعني ذلك الكفاءة المطلقة), ممكن يجيك احد يقول والله انا علي من العائد على القيمة الدفترية, اما هي بحد ذاتها لا تعنيني بشيء وان سهم شركة قيمتها الدفترية 50 لكن الشركة تحقق خسائر او مهددة بقانون جديد ممكن يضر بارباحها او ان القيمة الدفترية مرتفعة نتيجة استثمارات باسهم وممكن تنخفض باي وقت..أو أو... الاحتمالات والعوامل المؤثرة كثيرة. لذلك كل محلل وكل مستثمر له رأي بالموضوع . لكن لو قيل يجب ان تكون القيمة الدفترية دقيقة حتى يستطيع المستثمر الاعتماد عليها (لو بشكل جزئي) بتحديد القيمة السوقية للأصول (وليس للسهم) بحال الاستحواذ على الشركة وبيعها, فهنا صحيح صعب اعتماد القيمة الدفترية.
كلامك صحيح لو كنت في دولة القانون فوق الجميع بمعنى ان اي لص في منصب لايفلت من المسائله ولكن في دولتنا الله يستر المسؤول محمي ولذالك فقد ينشر لشركة ما ان قيمتها السوقيه 50 ريال واصولها تبلغ المليارات والسهم يوزع عوائد 7 ريال وتنزل نشره رسميه
هل من الممكن التعليق على سهم بنك الرياض و سهم دار الاركان؟؟ من ناحية القيمة الدفترية!!
هلا pclo، ما عندي تعليق خاص بالشركتين ولكن أعيد ما قلته للأخ مبارك: أنا أزعم إن أي شركة تباع بأقل من قيمتها الدفترية تكون إما إن المستثمرين غلطانين! أو إن القيمة الدفترية لا تعكس حقيقة القيمة العادلة لصافي الأصول.
جزاك الله خيردكتور فهد عدي استفسار صغير .. انا شخصيا راكز على احتياطيات الشركه في تقييم القيمه الدفتريه ...هل هذه الاعتماد كافي ام يجب رؤيه اشياء اخرى ايضا ؟؟ وكيف تفسر بيع بعض الاسهم فس اسواق مجاوره ب 75 % من قيمتها الدفتريه ؟؟ هل المستثمرين متشائمين من اداء الشركه المستقبلي ؟؟
أخوي مبارك، القيمة الدفترية تشمل الاحتياطيات ورأس المال والأرباح المبقاة وجميع حقوق المساهمين. أنا أزعم إن أي شركة تباع بأقل من قيمتها الدفترية تكون إما إن المستثمرين غلطانين! أو إن القيمة الدفترية لا تعكس حقيقة القيمة العادلة لصافي الأصول... هذا هو كا ما يتحدث عنه المقال.
جزاك الله خير يا دكتور
شكرا للكاتب الكريم د. فهد على هذا المقال. لا أتفق مع المقال إلا في كلمة واحدة "إلا أن هذا التعريف البسيط يخفي خلفه العديد من التعقيدات والتقديرات التي غالباً ما تكون مخالفة للواقع." مع تعديل كلمة "غالباً" إلى "دائماً. القول أن القيمة الدفترية تصلح لأن تكون مؤشراً للقيمة السوقية بعيد عن الصواب. ومقارنة القيمة السوقية بالدفترية يقتضي أن سعر السهم سيتغير مرة واحدة كل ربع عندما تعلن الشركة عن قيمتها الدفترية. كتبت مدونة خلاصتها جحود مصطلح "القيمة الدفترية" وعنوانها: "أكذوبة القيمة الدفترية " http://www.argaam.com/comment/repliestostatuscomment/commentid/42585
هلا أخوي المعتصم بالله، قرأت مدونتك وطرحك واضح وجميل... وأتفق معك في أنه لا يمكن الاعتماد على القيمة الدفترية، وأنا استخدمت كلمة غالباً، بدلاً من "دائماً" لأن هناك حالات قليلة تكون فيها القيمة الدفترية الحد الأدنى للسعر السوقي، ومنها الحالة التي ذكرتها في مدونتك .... "القيمة الدفترية حقيقية وعادلة عندما تكون نقداً أو دينا على مليء، غير ذلك تكون القيمة الدفترية محل نظر ولا يمكن تفضيل شركة على أخرى بسبب القيمة الدفترية كرقم مجرد.".
انا اتفق مع مستثمر باحث انه يوجد فرص في سوق الاسهم ولقد جنى وارن بافيت ثروة من هذه النظرية under valued stocks . كل ما تحتاج اليه هو الصبر وان لا تتأثر بالمضاربات اليومية للسهم لانها لا تعكس القيمة الحقيقية للسهم.
أخي / الدكتور فهد .... تحياتي وخالص تقديري لشخصك الكريم ... لقد كتبت ( مدونة ) أخذت فيها في الإعتبار ( 3 ) مكونات مهمة ( القيمة السوقية - ربح السهم - و دون إغفال للقيمة الدفترية ) لأهميتها في نظري وهي : - كـــم ســــتكون أســـعار ( بعض الأســــهم ؟! .... عنـــدما تشــتري السهم ( بمكرر 10 ) + ( الفرق بين القيمة الدفترية - القيمة الإسمية للسهم والتي هي = ( 10 ريال ) لكل ســـهم من أسهم السوق ... ؟!؟ مثــال على ذلك ... سهم يربح 4 ريال سنويا ... قيمته الدفترية 20 ريال .. فكم يكون ســعره ؟ يكون سعره كالتالي ..( 4ريال *10 ) + ( 20-10 ) = 40+10= 50 ريال
المهم في العملية هو : أن يكون (المقياس) الذي يعتمده المرئ ( موحد ) لجميع شــركات السوق ، لتتكون للشخص فكرة أولية عن قيمة ( كل ) الشركات ... ( ثم ) بعدها تدخل أشــياء ( أخرى ) في عملية الإنتقاء مثل : الإدارة ، الموسمية ، الأرباح الغير متكررة ، التوقف عن الإنتاج - وتأثير مثل ذلك على أرباح ذلك الربع أو ما يليه من أرباع .
مثــال - لذينا ( 3 ) شــركات ( ا،ب،ج ) ، تأسست منذ (5 سنوات ) ، ربح السهم لكل من الشركات ( 4 ريال / للسهم سنويا ) - شركة أ -- توزع 1 ريال ، وتبقي 3 ريال ( للإحتياطي ) - شركة ب -- توزع 2 ريال ، وتبقي 2 ريال -شركة ج -- توزغ 3 ريال ، وتبقي 1 ريال فبعد ( ال5 سنوات ) تكون القيمة الدفترية أ = 3*5=15+10 القيمة الإسمية = 25 ريال بينما = ب = 2*5=10+10 - = 20ريال أمــا = ج = 1*5 = 5+10 - = 15 ريال فقط. فلو إفترضـــنا -- سعر ( كل ) الشركات متساوية = 40 ريال ( فيكون العائد / الإستثمار ) = 10% ( للجميع ) --- ويكون العائد / حقوق المساهمين ( أ = 4ريال ربح السهم / 25 ريال = 16% فقط ) - (ب = 4/20 ريال = 20% ) بينمــــا - شركة (ج = 4/15 ريال =26.66% ) فبالرغـــم -- من أن العائد على حقوق المساهمين للشركة (ج أعلاها ) -- والشركة ( أ أدناها ) -- فـــسوف أختــــار (أ ) غلى الشركتين ( ب ، ج ) ---- لإرتفـــاع قيمتها الدفترية --- ودمتم بعين الله محروسين / أخوك ابن الشيخ
كلامك أخي الغالي ابن الشيخ به منطق كثير وقد يتقبله الاكاديمي والمحلل الأساسي. عندما نضيف للمعادلات تاريخ الشركة (المشابهة ل "أ" - مثل سافكو وجرير) نرى الشركة قوية وكريمة ثم نرى شركات تشبه "ج" صحيحة شحيحة مثل الدوائية والاتصالات السعودية وغيرهما. كيف أُفسِّر جودة الأوليين مقارنة بالاداء المتوسط أو المتواضع للأُخريين؟ لا أعلم. أرحب بالمداخلات التعليمية والتوضيحية!!! تحياتي
الحل الأمثل (من وجهة نظري الواقعية والمتواضعه): أريد أن أرى العائد على حقوق المساهمين يتزايد ربعياً وسنوياً بالاضافة الى زيادة حقوق المساهمين. أي أن مقارنة نتائج الشركة هذه الفترة بالفترات السابقه يجب أن تُرينا تحسّن في هذه النسبة. يوماً سعيداً أخي العزيز.
هلا ابن الشيخ، مثالك جيد وأنا أختار الشركة "ج" لأن العائد على حقوق المساهمين أعلى من "أ" و "ب"، على فرض أن بقية العوامل واحدة، والسبب إن الشركة "ج" تحقق عائد أكبر مقابل ما تم ضخه من أموال المساهمين، ولو استمرت في توزيع الأرباح لاسترجع المساهمين رأس مالهم بالكامل، وأي شيء يحققونه بعد ذلك يعتبر ربح مجاني... بينما في شركة "أ" و شركة "ب" لا يزال رأس المال مربوط في الشركة ومعرض للمخاطرة.
خلاصة الكلام إن القيمة الدفترية في أفضل الحالات ممكن تكون الحد الأدنى للسعر السوقي، هذا إذا كانت بالفعل تعكس القيمة العادلة لصافي الأصول، ولا يمكن لها أن تكون مؤشر للحد الأعلى للسعر السوقي، مها كانت جيدة.
... أهلا بك دكتورنا الغالي / فهــد ... وأنا كمستثمر ( جديد ) وبما أني سأشتري السهم ( بما له / وبما عليه ) ســـاشــتري السهم ( أ ) ، لأني ســاحصل على أربـــاح ( ســابقة ) ربحتها الشركة و لم تقم الشركة بتوزيعها ... ودمت بود ... والإختلاف لا يُفسد للود قضية ...
فكرتك واضحة يابن الشيخ حيث تقول: ســـاشــتري السهم ( أ ) ، لأني ســاحصل على أربـــاح ( ســابقة ) ربحتها الشركة و لم تقم الشركة بتوزيعها. ممكن تكون هذي الطريقة جيدة حسب وضع الشركة المعنية ، لكن في كتب الاستثمار هناك مفهوم أو شبه نظرية تسمى Bird in the Hand أو عصفور في اليد، بمعنى أرباح في اليد خير من أرباح لدى الشركة. الشيء الثاني هو إن مثالك افترض شيء صعب أن يكون وهو إن الشركات الثلاث بعد 5 سنوات أسعارها السوقية متساوية (40 ريال)، بالرغم من اختلاف التوزيعات في كل منها. وأنت تعرف إن السعر السوقي ينخفض بمقدار التوزيع. لذا الشركة "ج" في مثالك الافتراضي هي الأفضل بدون منازع! لأنها وزعت الكثير ولا زال سعرها السوقي مثل الشركتين "أ" و "ب" .... ومشكور على المداخلة.
أخي العزيز / المستسمر ... و تكون القيمة الدفترية ( مرتفعة ) .... تارة بعدم توزيع عادل للأرباح بحيث يكون التوزيع منخفضاً ( أمثلة ... إسمنت العربية ، الخزف ، البنوك وأخص بالذكر الأمريكي والفرنسي ) أو بما جرى لبعض الشركات من زيادة رأس مال ( بعلاوات ) في الأيام الغابرة + عدم توزيعات مجزية ... وأخص بالذكر كما ذكرت الدوائية والمتطورة ... فتبقى القيمة الدفترية عالية ، ويأتي يوم لابد من أن تقوم الشركة برسملتها عن طريق ( منحة أو زيادة في التوزيعات ) ... ... بقي أن أقول بالنسبة للشركات ... ( أ، ب ، ج )... ولو أن العائد / حقوق المساهمين ( إختلف ) ولا يعكس مدى جودة السهم ( أحيانا ) .... فستجد العائد / القيمة السوقية للجميع 10% = أي المكرر 10 ... وستجد أيضا العائد / رأس المال (القيمة الإسمية ) والذي = 40% ( متســاوٍ) لجميع الشركات أيضــاً.... ودمت أخي بصحة وعافية ...
تعجبني نقاشاتك الهادئة والهادفة. أواصل شرح وجهة نظري: عندما تزيد السيولة وباقي الأصول، وتقل المطلوبات ثم لا تزيد نسبة العائد عليها يصبح لدي مشكلة! أريد شركة تزيد العائد على حقوق المساهمين (الموجودات- المطلوبات) سنة بعد سنه. يبدأ الخوف من الفساد أو عدم تواصل الابداع مع زيادة السيولة وبقاء العائد على حقوق المساهمين متدنياً أو بنمو متواضع. تحياتي!
انا معك 100% في أنه عندما ترتفع ( حقوق المساهمين ( والتي) تُعبر عنها القيمة الدفترية للسهم ) يبدأ الخوف كما ذكرت ... وهناك أسباب للخوف ( مبررة !؟ ) .. فانظر إلى ( الصفقات ) التي تمت -- لسابك وجي إي -- الإتصالات وصفقاتها في مختلف البلدان -- اسمنت العربية والقطرانة -- إسمنت الشرقية واستثماراتها في اليمن -- وكثير -- كثير من الإستحواذات ( بإسم ) الإستحواذ على شركة ( شــــقيقهههه ) ... فلو ... قامت الشركة ( بزيادة ) التوزيعات والمنح ، لتم تفادي كثير من المشاكل من هذا النوع . وهو الواجب الذي ( يجب ) أن تقوم به الشركة ( المحترمة ) كجرير وسافكو.. كما ذكرت كمثال !؟ ... فالواجب ...عندما تكون فرصة الشركة ( منعدمة ) في ( إيجاد ) عائد أكبر من إستطاعة المساهمين ، ( يجب ) عليها التوزيع السخي -- وكل واحد يتصرف بفلوســـه ... وتحياتي لك مشفوعة بالتوفيق ...أخوك / إبن الشيخ
مقال رائع .. ومشاركات إثرائية أروع .. شكراً جزيلاً لكم جميعاً .. شخصياً أتفق مع رأي أخي الكريم / المستسمر .. أميل للشركات التي تحقق عائداً أعلى حقوق المساهمين + توزيعات نقدية مرتفعة .. بالإضافة لنمو الربحية والتوزيعات النقدية والمحافظة على الهوامش على المدى المتوسط والطويل ..
- التوزيعات النقدية تعتبر إحدى أدوات التحوط Hedge ، وهي المال الذي لايمكن أن تخسره لوهبطت استثماراتك .. - العائد / حقوق المساهمين هو إحدى أدوات قياس كفاءة الإدارة وتشغيل رأس المال .. لذا يجب أن لايتم إغفاله..
شخصياً، القيمة الدفترية أعتبرها آخر مقياس الجأ إليه. أرى أن المقاييس الأخرى مثل العائد على حقوق المساهمين و عائد التوزيعات على سعر السهم و نسبة التوزيع النقدي إلى ربح السهم أهم بالنسبة لي. فالأول يعتبر دليل على كفاءة الإدارة في تحويل حقوق المساهمين إلى أرباح. و الثاني يعتبر دليل على العائد الذي سأستلمه سنوياً. والثالث يعتبر دليل على النمو المستقبلي للشركة.
طـــولت علــــينا يـــــا / دكــــتور فهــــد .... إشـــتقنا لمواضيعك الشـــيقة ، عســـى المانع خــــير ، وعــسـاك بخـــير وصحة وعافية
هلا ابن الشيخ وكل من سأل، أنا موجود وأكتب في الاقتصادية ولكن يبدو إن الاقتصادية لا تسمح لألفا بيتا بنشر مقالاتي، هداهم الله!