شكراً.. كفّيت.. ووفّيت!!

28/01/2013 20
سليمان المنديل

عندما أُعلنت أسماء أعضاء مجلس الشورى للدورة الجديدة، لم يستثر انتباهي إلا اسم واحد، هو سليمان سعد الحميد، وظننت أنه بسبب تشابه الأسماء في منطقة نجد، فربما أن الشخص المعني هو شخص آخر، وليس محافظ مؤسسة التأمينات الاجتماعية، حتى دققت، ولاحظت لقب معالي قبل اسمه، والأخ سليمان (أبو سعد)،هو من أكفأ المسؤولين الحكوميين، وقد يكون أكثرهم صراحةً، ووضوحاً، ولكن فضل أبو سعد على المؤسسة،وعلى هذا الوطن، أنه قاد استثمارات مؤسسة التأمينات الاجتماعية، وعلى مدى ثلاثين سنة، إلى تحقيق أعلى الأرباح، وأفضل النتائج، وبذلك حقق لمؤسسة التأمينات الاجتماعية، الاكتفاء من أن تلجأ إلى الحكومة لطلب الدعم، وهذا عمل عظيم، تفشل مؤسسات تقاعد أخرى من تحقيقه، حول العالم.

هنا سأورد قصة، توضح مثلاً واحداً، من حسن ما قام به أبو سعد، وخلفه رئيسه الدكتور غازي القصيبي، رحمه الله، وهو أنه عندما أقرّ مجلس الوزراء تأسيس إحدى شركات الاتصالات، ضمّن مجلس الوزراء قراره، بأن تساهم كل من مؤسستي التقاعد، والتأمينات، بنسبة 5%، لكل منهما. وعندما جاء القرار إلى أبي سعد، أخضعه للدراسة من قبل شركات استشارات عالمية، وكان رأيها عدم جدوى المساهمة، من ناحية استثمارية بحتة،وقُدّمت نتائج الدراسة إلى مجلس إدارة المؤسسة، برئاسة معالي الدكتور غازي القصيبي، وشعر الدكتور غازي بحرج في رفض قرار مجلس الوزراء، ولكنه كان من الشجاعة، بأن طلب دراسة مستقلة عما قدمته مؤسسة التأمينات، وجاءت نتائج الدراسة المستقلة، مؤيدة لما توصلت إليه دراسة التأمينات، ولم يكن أمام الدكتور غازي، إلا أن يذهب إلى مجلس الوزراء، ويطلب إعفاء مؤسسة التأمينات الاجتماعية من المساهمة، وتمّ ذلك.

هذا هو حال مؤسسة التأمينات الاجتماعية، عندما كان رئيس مجلس إدارتها غازي القصيبي، ومحافظها سليمان الحميد.

شخصياً، وكمواطن، لا أتمنى أن يبقى مثل أبو سعد رئيساً لمؤسسة التأمينات للأبد. فالوقت يتطلب إتاحة فرصة للجيل الجديد، ولكنني أنظر إلى أرصدة، واستثمارات التأمينات الاجتماعية، على أنها بحاجة إلى مشاركة، وربما قيادة من مثل أبو سعد لها، لأن مؤسسة التأمينات، واستثماراتها، هي جزء مهم من ممتلكات، وإنجازات الوطن،ولا بد من حمايتها من عبث العابثين.

قرار حماية استثمارات الوطن، ومنها استثمارات مؤسسة التأمينات الاجتماعية، هي أمانة في عنق كل مسؤول، ولكن تولية القوي، الأمين، هي عملية دقيقة، وصعبة، في ظل الوضع الحالي.

شكراً أبا سعد على جهدك، في كل إنجازات مؤسسة التأمينات الاجتماعية، فقد كفّيت ووفّيت.