يبدو أن هذا السؤال يتكرر كثيرا ويبرز جليا في هذه الأيام من كل عام. فالبعض لا يرى تأثيرا واضحا لأرقام الإنفاق الحكومي، والبعض الآخر يرصد هذا الإنجاز في المشاريع المنفذة، ونمو الاقتصاد، وزيادة التوظيف، وتحسن الرعاية الصحية، وتحسن التعليم، وزيادة الطرق وقدرتها الاستيعابية، وغيرها من المؤشرات. وهناك من يرى أن التأثير يجب أن يكون مباشرا عن طريق زيادة المرتبات، والإقراض المباشر من صناديق الدولة كصندوق التنمية العقارية.
في هذا المقال أحاول أن أوضح كيف يحدث تأثير الميزانية للدولة في الحياة العامة للناس بطريقة مبسطة حتى يمكن للقارئ أن يستوعب موضوع الإنفاق الحكومي وتأثيره في حياته بطريقة مباشرة وغير مباشرة. يذهب معظم إنفاق الحكومة على التعليم والصحة ومنها إعلان المشاريع الجديدة للوزارتين. والهدف من التركيز على هذين القطاعين هو استثمار مباشر في تعليم وصحة المواطن مما يرفع من المستوى المعيشي له.
فعلى سبيل المثال في نهاية الثمانينيات والتسعينيات لم يكن هناك توسع ملموس في التعليم والصحة بسبب العجز في الموازنة وانخفاض أسعار النفط إلى مستويات متدنية وصلت في 1998 أقل من عشرة دولارات للبرميل. في ذلك الوقت كان يجد الفرد صعوبة كبيرة في إيجاد قبول في الجامعات والمعاهد الفنية والمهنية، وكان يجد الباحث عن وظيفة صعوبة كبيرة في الحصول عليها، وقد يأخذ من الشخص الجاد في البحث عن وظيفة – لمعظم الخريجين – أكثر من سنتين. أما اليوم وفي السنوات الأخيرة ومع زيادة الإنفاق على التعليم والتعليم العالي، فإن من الصعوبة ألا يجد خريج الثانوية قبولا في جامعة ما، وهناك قدرة للحصول على وظيفة للباحث الجاد عن العمل. ولأن النفقات الحكومة أصبحت تنفق بشكل كبير على مشاريع البنية التحتية والنقل والموانئ، وتشجع القطاع الخاص على الاستثمار في الصناعات الكبيرة مثل الحديد والبتروكيماويات والمصافي، وشركات التمويل والتطوير العقاري عن طريق زيادة رأسمال صندوق التنمية الصناعي ومشاركة صندوق الاستثمارات العامة في رؤوس أموال تلك الشركات، فإنها تهدف في المقام الأول إلى زيادة توظيف السعوديين في القطاع الخاص بأجور أعلى مما تقدمه الحكومة.
وفي مجال الإسكان قامت الحكومة بزيادة رأسمال صندوق التنمية العقاري وضخت 250 مليار ريال لتوفير 500 ألف مسكن. كل هذه البرامج والزيادات لن تستطيع الحكومة توفيرها لو لم تكن تتمتع بإيرادات عالية من النفط. ولو أن أسعار النفظ ظلت منخفضة في السنوات الماضية لما استطاعت الحكومة توفير مثل تلك البرامج، ولأصبحت مستويات المعيشة أصعب بكثير مما عليه الآن.
صحيح أن هناك صعوبة وعوائق في التنفيذ مما يخلق انطباعا بعدم لمس حقيقة تلك النفقات الحكومية، وصحيح أن إيرادات الحكومة الضخمة قد تدعو إلى التلكؤ في تنويع الاقتصاد بعيدا عن تأثيرات النفط. إلا أننا يجب أن نستغل تلك الموارد الضخمة في استثمارات ضخمة أيضا تخدم الجيل القادم. فوجود احتياطيات تجاوزت 2.2 تريليون ريال، وتبني مشاريع طاقة بديلة تتجاوز تكاليفها 100 مليار ريال، ووسائل نقل متقدمة باستثمارات مستقبلية قد تتجاوز 100 مليار ريال أيضا هي استثمار مستقبلي للأجيال القادمة. إذاً فالنفقات الحكومية ليست لنا نحن فقط، فهي أيضا للأجيال القادمة.
وحتى يتضح تأثير تلك النفقات الحكومية بشكل أسرع، فإنني أرى أن على الحكومة العمل على تحسين الأنظمة والتشريعات في كثير من القطاعات، وحث موظفيها على زيادة الإنتاجية والشفافية والإفصاح. والمضي قدما في تحسين هيكلية سوق السلع والخدمات، والحث على دفع برامج التوظيف الحالية بشكل أفضل بحيث لا يؤثر في النمو المتواصل.
باختصار نلحظ أن الميزانية الحكومية تأخذ في الاعتبار الصورة الكلية لمعوقات الاقتصاد واحتياجات المجتمع ككل وتعمل على التركيز عليه بزيادة أو خفض الإنفاق بصورة تراعي القدرة الاستيعابية للقطاعات لامتصاص تلك النفقات. ويظل التطبيق البطيء والسلبيات التي تحدث أثناء التنفيذ والتي تؤثر في شريحة معينة من المجتمع أمرا واردا.
نتظر قلمك وفكرك تجاه الشهادات الاكاديمية الوهمية واثرها في المجتمع سواً اقتصادياً او غيره
كيف يشعر المواطن بأثر الميزانية العامة للدولة؟ الجواب بسيط ولايحتاج لمقال طويل ولت وعجن ... يشعر المواطن البسيط بأثر الميزانية العامة للدولة عن طريق زيادة دخله بشكل مباشر وذلك عن طريق زيادة الاجور للمواطنين وكذلك تقديم المنح والتسهيلات المجانية او المدعومة من الدولة بشكل مباشر .. ولن يحصل ذلك الا بايقاف الفساد المستشري في الدولة عن طريق عقود المقاولات الملياريه الفالصويه والتي تنخر في الميزانية بدون اي فائدة تذكر
متحدث رسمي لوزارة المالية!! يبغا منصب!!! شهادة مزورة وعضو مجلس ادارة العقارية عشان مقالاته!! هذي نمط صحفيي الورقية!!
الفسدا يضرب باطنابه في اللبلد ولا اثر للتنية لأن التضخم ضرب كل شي!! ويكفي من الفساد ان شركة غربيية تنقب في بلدنا عن الذهب ونحن لا ندري!! فاي فساد ومن المسؤؤل !!!
أخ عبدالوهاب، لا يمكن تجتمع مقالة من هذا النوع المنافق في زمن ارتفع فيه سقف حرية الاعلام ووعي الناس والمجتمع عموماً، وأن تكون تطمح للحظوة والقبول ممن هم سبب تأخر واقعنا التنموي!! ابدا لا يمكن أن تجتمع، لذا قد يكون من الانسب تعتزل الكتابة وتنضم لهم وتفكنا من رفعة الضغط... ترانا مو ناقصينك