تقرير وكالة الطاقة العالمية بعنوان WEO-2012 (الصادر قبل شهر ونصف الشهر) يحتوي على توقعاتها لتطورات اسواق الطاقة في العالم الى عام 2035. تقول الوكالة في احد سيناريوهاتها بأن ازدهار انتاج بترول الولايات المتحدة غير التقليدي سيجعلها تتخطى المملكة كأكبر دولة منتجة للبترول في العالم قبل عام 2020. بالإضافة الى ان ازدهار انتاج بترول الرمال الكندية سيجعل شمال امريكا (الولايات المتحدة وكندا) مصدرة للبترول بحلول عام 2030.
الكثيرون تأثروا بنتائج هذا التقرير واصبح لديهم تخوف (كما يلاحظ على بعض كتابنا) بأن تشكّل هذه الطفرة في انتاج البترول غير التقليدي في امريكا الشمالية خطرا على بترولنا لأنه قد يؤدي الى خفض اسعار البترول وكذلك سيخفّض الطلب على بترول المملكة.
بالقاء نظرة فاحصة نجد انه لايوجد خطر على بترول المملكة الا خطر الاسراف في انتاجه وبلوغ بترولها السهل ذروته فترتفع تكاليف انتاج المتبقي من بترول المملكة، وبالتالي تقل قيمته الاقتصادية. اما تطوير البترول غير التقليدي فسيفيد (ولا يضر) بترول المملكة لأنه سيخفّف الضغوط العالمية على دول الخليج بمطالبتها زيادة انتاج بترولها فوق احتياجاتها، وبالتالي تراكم الفوائض المالية التى قد يتم صرفها على مصروفات استهلاكية ومشاريع هشّة ومعونات فتضيع الاموال هباءً بالساهل، كما جاءت بالساهل، اضافة الى انها تؤدي الى مضاعفة معدلات التضخم (ضياع بركة الريال) وسوء توزيع الثروة وانتشار الفساد، باختصار ستتحوّل نعمة البترول الى مايسميه البعض لعنة البترول.
ادناه سأوضّح على عجل تأثير تطوير البترول غير التقليدي على اسعار البترول، وكذلك تأثيره على الطلب على بترول مجلس التعاون.
-التأثير على الاسعار: تكاليف انتاج البترول غير التقليدي أضعاف تكاليف انتاج بترول المملكة الآن ولا يمكن خفض تكاليف انتاج البترول غير التقليدي الى التكاليف الحالية لانتاج البترول التقليدي ما سيجعل امكانية الاستمرار في انتاج البترول غير التقليدي يتطلب شرطا اساسيا هو استمرار ارتفاع اسعار البترول عن مستوياتها الحالية سنة بعد سنة. هكذا يتضح ان تطوير البترول غير التقليدي سيضع حدا ادنى لاسعار البترول لا يمكن ان تنخفض عن مستوياتها الحالية تدافع عنها شركات وحكومات الدول المنتجة للبترول غير التقليدي.
لكن تطوير البترول غير التقليدي قد يحد من سرعة ارتفاع اسعار البترول فبدلا من ان يرتفع السعر الى اكثر من 625 دولاراً مثلا عام 2035 سيرتفع الى 312.5 دولار مثلا.
-التأثير على الطلب على بترول المملكة: دول مجلس التعاون جميعها تنتج الآن اكثر كثيرا من احتياجاتها المالية (مضحيّة بنصيب اجيالها القادمة) في سبيل ان لايؤدي نقص عرض البترول الى ركود اقتصاد العالم، وبالتالي فإن تطوير البترول غير التقليدي سيكون في صالحها لأنه يؤدي الى اعفائها من تحميلها وحدها مسؤولية انقاذ اقتصاد العالم، وبالتالي تستطيع ترشيد انتاج (وتطويل عمر) بترولها استجابة لدعاء وجه ملك الانسانية ابو متعب - حفظه الله - داعياً للبترول بطول العمر.
موضوع الاسبوع القادم – ان شاء الله – بعنوان: صندوق الاجيال والصناديق السيادية (ضرورة توضيح المفاهيم).
بالرغم من عدم موافقتي لما ذكرت (خصوصا انه تجاهل اثر الغاز)، لكن اعتقد ان الاثر السياسي هو الخطر الاكبر و هو ما ينبغي تسليط الضوء عليه، حيث ان اهمية دول الخليج للولايات المتحدة ستتدهور بشكل كبير خلال السنوات القادمة. هذا يحتم بناء تحالفات جديدة (سيأخذ وقتا طويلا جدا) أو الاستعداد لبناء أنظمة اكثر قدرة على البقاء و مواجهة التحديات ليست الاقليمية فحسب بل و الداخلية منها بشكل أساسي (قد يتطلب تغييرات جوهرية و صعبة و ستأخذ وقتا اطول بكل تأكيد).
الأمر ربما لا يخرج من احتماليين: 1) إما أن الدعاية الغربية ضخمت أمر هذه الاكتشافات لإدارة سعر النفط لدفع الاقتصاد العالمي أو 2) أن الأمر حقيقي وحينئذ لن تعيقهم التقنية "طويلا" لتخفيض تكلفة استخراج النفط فهم روادها. فرضية الكاتب حول صمود معوق التقنية فيما إذا كانت خاطئة ستحيل التحليل رأسا على عقب. بغض االنظر ، أسعار النفط ستهبط في الحالين وستنخفض صادارت الخليج منه وسيزيد ذلك من الضغط على حكومات هذه الدول لا سيما وقد تزامن ذلك مع تصريح حديث وغير مباشر لأوباما حول رفع الوصاية عن حكومات هذه الدول.
اتفق معك 100%. و بالنسبة لكونها دعية ام لا فأنا أأكد لها انها اكبر من مجرد دعاية بناء على بحوث مطوله في هذا الموضوع بالذات. بالتالي المسألة حتمية، و بناء على المشاريع القائمة و مواعيد تشغيلها (2016 ستكون سنة سيئة)، ستبدأ الاسواق باخذ الموضوع بجدية و بداية التأثير على الاسعار (في رأيي الشخصي) من عام 2014 و سيشتد احساسنا بذلك سياسيا و اقتصاديا بشكل ملحوظ. و كما ذكرت، تصريح اوباما جاء أبكر بكثير مما كنت اتوقع!
خلينا نفتك من امريكا وسيستها الوصخه في المنطقه
من المؤسف أن بعض الكتّاب يعتقدون أن كميات إنتاج البترول لدينا تكون مدفوعة بعوامل خارجية فقط !!!... وهم بذلك يتجاهلون العوامل المحلية التي تفرضُ مستوى معين لا يقل عن كذا مليون برميل لحاجة الإقتصاد والمرافق العامة إلى كميات الغاز المصاحبة للبترول في الصناعة الوطنية... وقد ينادي البعض بتعظيم الإستفادة من الغاز غير المصاحب للبترول .. دون الإدراك مرةً أخرى بأن تكلفة النوع الثاني من الغاز قد تتجاوز ضعفي النوع الأول!!!!.. والله أعلم.
قد يكون رفع الولايات المتحدة الامريكية يدها كوصي على دول الشرق الاوسط فاتحة خير، فهي كانت ومازالت وراء التوتر في دول الاقليم، وهي وراء استنزاف دول الخليج وابتزازها عبر صفقات التسلح وتخويف دول المنطقة بعضها من بعض. ان الخطر الاكبر الذي يتهددنا هو الهدر الرهيب في الثروة النفطية عبر الانفاق المتعاظم الذي لا يجلب المنفعة الا لفئة قليلة من المواطنين ويجلب منفعة كبرى على الوافدين الذين تغرق دول الخليج في بحرهم اللجي. يجب ايقاف هدر النفط بسرعة الان وقبل فوات الاوان. ويجب ان يتم استثمار فوائض النفط في اصول منتجة في جميع دول العالم كما يفعل علية القوم عندنا في استثماراتهم. لا يجب هدر الاموال على مشاريع في الداخل فالاقتصاد كله يعتمد على حنفية النفط فاذا اغلقت الحنفية سقطت كل هذه المشاريع. يجب ان نستثمر في الخارج في كل العالم. ولنتخلص سريعاً من طبقة الشحوم التي تنهك ميزانيتنا بوزنها (الوافدون).
أمريكا دولة صديقة لنا شاء القوميون العرب والاسلاميون أم لا. سبب ثراءنا وتقدمنا في الخمسين سنة الماضية يعود بفضل الله أولاً وأمريكا ثانياً. أمريكا لم تحاربنا يوماً من الأيام أبداً، بل كانت معنا ضد نزعات عدوانية من أشقائنا العرب، حفظهم الله. الكلام الهش الذي يردده العوام ويكرس وكأنه حقيقة هو كلام منقوص للأسف، يأتي بدوافع عقدية وانتقامية، حان الوقت للتخلص منه.
لا بد من تقليل الإعتماد على البترول وتعجيل توطين الصناعة .. وشكراً لك ..
نتظر قلمك وفكرك تجاه الشهادات الاكاديمية الوهمية واثرها في المجتمع سواً اقتصادياً او غيره
يلفت انتباهي كثيرا طبقة المثقفين الذين يعتقدون بأن حق الاجيال القادمة في الثرورة النفطية يجب ان يبقى لهم كمادة سائلة تحت الارض فقط !!!! وهم لا يعلمون ان انشاء المدن الجامعية في العصر الحالي انما هي مرافق تعليمية للاجيال القادمة ولا يعلمون ايضا ان بناء المدن الطبية حاليا انما هي محاولة استباقية لتوفير فرص العمل لاطباء المستقبل من الاجيال القادمة وان بناء المدارس اليوم انما هي مواقغ للعلم والعمل للاجيال القادمة من طلاب ومعلمين من الجنسين!!!!
قرأت تقرير ان تكلفة انتاج Oil Shale تتراوح بين 45 الى 50 دولار للبرميل وهناك تقنيات جديده يتم الان تجريبها لخفض كلفة الانتاج .. بدون الاظرار بالبيئة