تشكل التنبؤات السيئة لهذه السنة مرة أخرى مجموعة من الأحداث السلبية على وجه الخصوص، والتي يمكن لأي منها تغيير المشهد المالي وفي بعض الحالات الوضع السياسي الراهن.
من المغري دائماً عند القيام بالتنبؤات النظر إلى التغييرات الجذرية التي تطرأ على المشهد في السوق، ولكن ومع صدور هذه النشرة منذ أكثر من عشر سنوات، نأمل أن القيمة الحقيقة لما نعرضه على قرائنا هي في تعريفهم بأهم الأحداث والأخطار غير التقليدية "والسيئة" ولكن احتمالية حدوثها أكبر مما هو متوقع وقد تكون الآثار المترتبة عليها كبيرة على عوائد الاستثمارات(غالباً ماتكون سلبية جداً) في السنة الجديدة.
يتمثل تخوفنا الوحيد مع اقتراب عام 2013 هو الجمع الغريب الحاصل حالياً بين الرضا الشديد عن المخاطر الناتجة عن صناعة السياسات الشاملة التي تعتمد نهج تقديم الدعم والتظاهر بالقدرة على الاستمرار ، بينما نرى في الوقت نفسه توترات اجتماعية متسارعة بشكل مضطرد بما يمكن مع تهديد استقرار السوق السياسي وبالتالي السوق المالي. تلاقت دعواتنا الأخيرة بشأن أزمة أسلوب إطفاء حرائق الغابات والتي يمكن أن تكون قصيرة ومخيفة، ولكنها بالمقابل تؤسس لظروف صحية للمضي قدماً، مع رد الفعل الصحيح تاريخياً والمتمثل باستحالة حدوث التغيير الفعلي إلا كنتيجة لمقتضيات الحرب.
قبل أن يصفنا أحدهم بالسوداويين، دعونا نعبر عن ذلك اقتصادياً؛ نحن نعيش الآن ظروفاً مالية اعتدنا عيشها في أيام الحروب حيث وصل عبء الديون والعجز المالي في العالم الغربي إلى مستويات لم نشهدها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
قد لا نتقاتل في الخنادق، لكننا سوف نفعل في الشوارع قريباً. إن الاستمرار بسياسات تقديم الدعم والتظاهر بالقدرة على الاستمرار التي تتبعها الحكومات حالياً يعني مواصلة حرمان شرائح واسعة من الناس – خصوصاً الشباب- الذين سوف يعتنون بنا عندما نصل إلى خريف العمر والخرف. لن نلومهم إذا أحسوا أنهم يفرطون في عطائهم لنا. وبعبارة أخرى، إن نوع المواجهة التي نخشى حدوثها ليست عسكرية ، بل ذلك الصراع بين الشباب الذي أسيئت معاملته والرجعيين القدامى الذين يعتقدون أنهم يستحقون كل ثروات المجتمع وفعل أي شيء للدفاع عن الوضع الراهن. إننا نشهد بطريقة ما عودة الوضع الذي كان سائداً في ستينيات القرن الماضي ، على الرغم من وجود صراع أعمق تعود أصوله إلى الاقتصاد والسياسة، ألا وهو المواجهة بين الـ1 بالمائة والـ99 المتبقية، لاستنساخ الأسلوب الاكثر شيوعاً لرسم خطوط المعركة. كانت مظاهرات "احتلوا وول ستريت" مجرد مزحة وتحذير مسبق لهذه الظاهرة. الأسواء قادم قريباً إذا لم نغير أساليبنا.
يقودنا كل ذلك للإعتقاد أن المجتمع سوف يميل بشكل مضطرد نحو التطرف في أوروبا في العام 2013، حيث سيجد اليمينيون واليساريون المتطرفون أرضية خصبة عن طريق جذب الناخبين المحرومين الذين لا يملكون الكثير ليخسروه في حال تجاوبهم مع الرسائل التي يرسلها هؤلاء المتطرفون. يعيش التيار السياسي الأوروربي المعاصر في أيديولوجية فارغة دون أن يتمك هؤلاء من إظهار فهمهم للجزء الممثل للديمقراطية النموذجية.
لا يملك الاقتصاد الشمولي أية مخزون يذكر لتحسين وجهة النظر هذه. كل ما يمكننا القيام به هو الصلاة من أجل غد أفضل، حيث لاحظنا أن السياسات الشمولية الحالية تشبه النفخ في قربة مقطوعة لاستحالة العثور على سعر حقيقي في السوق بعد الآن. تم تحويلنا إلى مجموعة من مراقبي البنك المركزي نتطلع فقط لاصلاح السيولة القادم تماما كمدمني الهرويين. لدينا رأسمالية مبدئية مع شمولية في السوق في واقع الأمر. هل يمكننا استعادة أسواقنا الحرة من جديد لو سمحتم؟
بالنظر إلى قائمة التنبؤات العشرة الخاصة بنا، قد لا تبدو رهيبة في بعض الحالات، ولكن تذكروا أننا نشهد تقلباً منخفضاً جداً في كل فئات الأصول نتيجة العجز عن اكتشاف السعر الحقيقي. وفي ظل هذه الأجواء فإن هذا يعني أن أي تحرك خارج اثنين من الانحرافات المعيارية يتحول إلى تحرك مخيف، بما أنه يعني فقدان الشموليون قبضتهم.
وكما يجب علينا القيام به في كل سنة، لا بد لنا أيضاً من التنويه بأن الأحداث العشرة هذه ليست التصريحات الرسمية الخاصة ببنك ساكسو للعام 2013. وعلى الرغم من ذلك، من المفارقة أن بالإمكان إثبات ارتباطها الوثيق بالمستثمرين وذلك بسبب التأثير الهائل إذا ما رأت أي من هذه الأحداث العشرة النور في السنة الجديدة. قبل التجارة والاستثمار، يجب علينا معرفة السيناريو الأسوأ والمتمثل في حتمية الحفاظ على رأس المال وحاجة سنداتكم التجارية للصمود في وجه عاصفة هوجاء، أو في تلك الحالة أية عاصفة.
مع إقتراب نهاية العام 2012 فإن الدعوات الجامعة المتعلقة بـ إس أند بي 500 سوف ترتفع بنسبة 10 % في السنة القادمة، ولا يرى أي محلل هبوط السوق في 2013 – لا أتذكر أننا شهدنا رضاً بهذا المستوى منذ عام 2000 عندما استقال كل الذين أعرفهم من وظائفهم على أمل اكتساب ثروة من خلال التداول اليومي. إن أحد الأشياء التي بامكاننا تعلمها من التاريخ هو أننا نادراً ما نتعظ بدروسه.
مع أطيب التمنيات في 2013
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع