أعان الله مهد الذهب!!

13/12/2012 10
سليمان المنديل

أعرف بأن برامج تلفزيون شعبية مثل برنامج ياهلا، قد تحدث عن قضية معاناة أهلنا في منطقة مهد الذهب، بسبب المشاكل الصحية التي تتهم شركة معادن بالتسبب بها لساكني المنطقة، نتيجة تلويث البيئة، وما نتج عن ذلك من مشاكل صحية خطيرة، منها الفشل الكلوي، وغيرها من المشاكل، ولم أكن لأعود للموضوع لولا أنني شعرت أن هناك حاجة لتسليط الضوء على تلك الحالة كمثال لحالة الفشل الإداري في معالجة قضية من ذلك الحجم، أبطالها جهات متنفذة، مقابل مواطني منطقة يزيد عددهم عن أربعين ألف،ولكن لاحول ولاقوة لهم مقابل من تسلط ، وهو يقدم الأرباح على حساب صحة سكان المنطقة، ودعوني أوضح: -

-ورثت شركة معادن (المملوكة من شركة أرامكو، والجمهور) من مؤسسة بترومين منجم مهد الذهب، وهو منجم صغير للذهب، يقال أنه موجود منذ عهد النبي سليمان، ولذلك هو له رمزية فقط، لإثبات وجود مختلف أنواع المعادن لدينا، وإلا فإن إنتاجه لا يبرر تكاليفه، مقارنة بما هو موجود في روسيا، أو أفريقيا، أو أمريكا الجنوبية.

-إذا قبلنا بشكاوي الأهالي من وضعهم الصحي،وإذا عرفنا أن مثل تلك المناجم، متى ما غابت الرقابة عنها، فهم يستخدمون مواد مضرة، وربما سامة، مثل الزئبق، والزرنيخ، لإنجاح عملياتهم، فما هي درجة الربط بين الوضع الصحي المتردي لأهالي مهد الذهب، وأعمال الشركة؟

-لم يجد الأهالي أي إستجابة، ولذلك تقدموا بشكوى للمحكمة، ومؤخراً قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية (هل أنتم جاهزون: للمرة الرابعة عشر)، بإنتظار التقرير الفني لشركة أرامكو؟!.

-ماهذا، وإسمحوا لي أن أسميه العهر الذي يمارس تجاه صحة البشر من قبل شركة تبحث عن الربح بأي ثمن؟؟ بل سأسأل المزيد من الأسئلة:

-شركات البتروكيماويات تراقبها الهيئة الملكية بدقة، فيما يتعلق بالبيئة، والبشر، لماذا تترك عملية المناجم، إما لأرامكو وهي طرف ذي مصلحة، أو هيئة الأرصاد الجوية، وكلنا نعلم أنها صورية، لا تملك مختبراً واحداً؟!

-مستشفى مهد الذهب، وكلنا يعرف الإمكانات فيما سميت مستشفيات، وهي في الواقع مستوصفات، لا يمكنها أن تتعامل مع حالات التلوث، وإحتياجات العلاج، ورأيي أنه على أرامكو، أو معادن، إن رغبت الإستمرار في منجم الذهب، أن تلتزم بعلاج السكان، مع إلتزامها بالمتطلبات البيئية العالمية لعملية الإستخراج.

-كيف يؤجل القضاء قضية للمرة الرابعة عشر، للحصول على التقرير الفني من أرامكو، وأين هو في مطالعتة الأولى للقضية؟ وألم يكن بإمكانة طلب تقرير محايد من جامعاتنا؟ أم أن جامعاتنا نائمون في العسل؟

-أخيراً وليس آخراً، سأدعي لو أن شركة أرامكو مازالت أمريكية، وهي التي قامت بمسؤوليات إجتماعية لا تنسى تجاه أهل المنطقة الشرقية، وعلى إمتداد خط التابلاين، أخالها لن تقبل، ولن تسمح لشركة معادن أن تقدم موضوع الربحية على حساب البيئة، وعلى حساب ساكني منطقة المناجم، أينما وجدت.

الله يذكر شركة أرامكو الأمريكية بكل خير!! وعظّـم الله أرباح شركة معادن، وأعان الله نظامنا القضائي، والأهم أعان الله أهلنا في مهد الذهب!!