" العصر الحجرى لم ينتهى بسبب نقص الحجارة, وسينتهى عصر النفط قبل نفاذ النفط بوقت طويل" احمد زكى يمانى وزير النفط السابق.
فى فيلم وثائقى صدر عام 2006م بعنوان من قتل السيارة الكهربائية Who killed the electric car بدا واضحا ظهور ونجاح تجربة السيارة الكهربائية بشكل كامل فى منتصف التسعينيات الميلادية من قبل شركة جنرال موتر,
التى قامت بتاجير عدد منها من خلال اتفاقيات لعدد من الراغبين من سكان مدينة لوس انجلس ,فينكس وتوسان اريزونا مابين الفترة من عام 1996م الى عام 1999م وكان مستخدمى السيارة الكهربائية مرتاحين جدا لتجربة.
لكن وبشكل مفاجى وبدون مقدمات قامت شركة جنرال موتر باستعادنها وتهديد من رفض منهم بالملاحقة القانونية وبالفعل تم استعادة جميع السيارات وبداو باتلافها وسط معارضة مستخدميها السابقين, الفيلم الوثائقى يعطى العديد من الاسباب التى يرى بانها سبب ايقاف شركة جنرال موتر تصنيع السيارة الكهربائية,منها اسباب تقنية, بيئية, تشريعية, لوبى شركات النفط او لوبى شركات السيارات ومصانع قطع الغيار لان العشرات من قطع الغيار ستختفى بظهور السيارة الكهربائية وبالتالى ستؤدى الى انهيار مئات المصانع المصنعة لقطع الغيار و اختفاء العديد من الوظائف.
على اية حال ليس بغريب ان تنجح تجربة السيارة الكهريائية التى يعود تاريخها الى عام 1828م واصبحت السيارة الاكثر شعبية فى اواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين نظرا لتقدم التقنى التى تعيشة الولايات المتحدة والتحديات التقنية التى تجاوزتها خلال العقد الماضى من صناعة الطائرات و القنلبة الذرية الى غزو الفضاء ووصول اول انسان الى القمر, اذن السؤال الان هو ماذا يعنى ظهور السيارة الكهربائية ولماذا تشكل تهديدا للامن القومى الامريكى ؟ الجواب هو ان السيارة الكهربائية ستتسبب بانهيار كامل امدادات النفط حول العالم وبالتالى انهيار الاسعار الى اقل من 10 دولار تقريبا ونهاية عصر النفط كما نعرفة الان, ذلك لان اكثر من 50% الى 60% من النفط المستهلك يوميا حول العالم يذهب كوقود وزيوت للسيارات اى حوالى 45 الى 50 مليون برميل من النفط الخام على اعتبار ان العالم يستهلك الان حوالى 90 مليون برميل من النفط الخام يوميا,وتعد الولايات المتحدة المستهلك الاول فى العالم حيث تستهلك حوالى 25% من انتاج العالم من النفط يوميا تذهب النسبة الاعظم منها كوقود للسيارات.
تخلى العالم عن نصف المستهلك من النفط هذا سيؤدى بالتالى الى انهيار صناعة النفط والتى تشكل نسبة 10% تقريبا من اجمالى الناتج المحلى الامريكى بقيمة تصل الى 1,5 تريليون دولار امريكى و توفر فرص وظيفية وقوة شرائية لاكثر من تسعة مليون عامل سيصبحون عاطلين بسبب انهيار امدادات النفط حول العالم,
اضف الى ذلك ان ملايين من العاملين فى صناعة السيارات خاصة المصانع المصنعة لقطع الغيار سينظمون الى قائمة العاطلين عن العمل لان السيارة الكهربائية تستخدم تقنية نظيفة باقل قطع مستخدمة على غير السيارات التى تعمل بالبنزين.
الاسواق الامريكية هى الاخرى ستتعرض الى هزة قوية قد تؤدى بها الى الانهيار مثل سوق السلع, العملة و الاسواق المشتقة التى تستفيد وتعتمد بشكل رئيسى فى تعاملاتها على النفط حيث ان هناك تعاملات يومية مرتبطة بشكل مباشر وغير مباشر بالنفط تتجاوز قيمتها 9 تريليون دولار يوميا, الاسواق المشتقة حجمها يصل الى اكثر من 600 تريليون دولار هذا حسب المصادر الرسمية مصادر اخرى تضع حجم سوق المشتقات عند 1000 تريليون دولار تشكل عقود النفط الخام اغلبية السوق بنسبة تصل الى اكثر من 70% تقريبا ستتلاشى بظهور السيارة الكهربائية.
الخلاصة هى ان جميع الدلائل والمؤشرات تشير الى ان شركة جنرال موتور قضت او اوقفت مشروع السيارة الكهربائية بغرض حماية الامن القومى الامريكى المتمثل فى الدولار (البترودولار), الاقتصاد واسواق المال الامريكية من الانهيار.
نهاية عصر النفط كيف ومتى ستحدث؟
Loading the player ...