أكمل لإيضاحٍ أكبر من حيث انتهيتُ في مقال الأمس، وأنّ المواجهة الجسورة فعلاً لا قولاً تبدأ مع:
(1) من يدهس بقدميه مصفوفة الأنظمة دون اكتراثٍ لكائن من كان.
(2) التشوهات المتغلغلة في الأنظمة وإجراءات تسيير الأعمال، سواءً كانتْ قديمة متأخرة عن متطلبات الواقع الراهن، أو معقّدة جداً أفضتْ إلى عرقلة تقدّم وتيرة الحياة، بدل أن تنظمها وتسهل لها بما لا يُخل بالحقوق والمسؤوليات، التي سهّلت بدورها للمتورط الأول أعلاه لركلها بعيداً عن طريقه، وما دفعت غيره إلى تقديم الرشوة مستغلاً امتداد أيادي (الشحاذة)، وكثرة أعدادها كما سيأتي في النقطة القادمة.
(3) إنَّ استشراء الفقر وتدنّي الدخل والبدلات المالية للعاملين بالقطاع الحكومي، خاصةً في المفاصل الحيوية من الجهاز الحكومي، أقول إنّه سمح كثيراً أمام ما تقدّم أعلاه بانغماس الأنفس المهترئة داخلياً، والمحرومة مادياً من خارجها، والسقوط ضعفاً في وحْل الرشاوي، أو الانبطاح تحت أقدام داهسي الأنظمة والتشريعات.
لم تكن ولن تكون معرفة المداخل الدقيقة لمواجهة استشراء الفساد بالمستعصية، ولا حتى بتلك الدرجة من الغموض! فهي مكشوفة البطن والظهر على حدٍّ سواء أمام الجميع. كل ما تتطلبه تراه محصوراً فقط في قوةٍ وتمكين وصلاحياتٍ بالغة النفاذ، ويجب أن تتوافر لأية جهة تتولّى محاربة الفساد ومن يحمل ألويتهِ السوداء.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
اتفق معك جملة وتفصيلا ... مع الاسف اصبح الفساد هاجسا بعد ان استشرى واصبح ضاهرة واضحة تستلزم الحسم واعادة الامور الى نصابها .
وزاد الهياط الترزز والصراخ باي كلام
رب كناية أفضل من تصريح !! الكل يعرف الخلل الموجود المتسبب للفساد بما فيها الكاتب !!!