السلع تفقد زخمها بسبب الهاوية المالية وقوة تشبث الدولار بسعره العالي

09/12/2012 0
ساكسو بنك

شهد الأسبوع الأول من شهر ديسمبر فقدان العديد من الأسواق بعضا من الزخم الإيجابي الذي كانت قد شهدته في شهر نوفمبر الماضي، ليس أقله، بسبب المخاوف المستمرة المتعلقة بالهاوية المالية الأمريكية -أو ما يمكن تعريفه بالأثر الاقتصادي لعدد من القوانين التي (إذا لم تتغير) يمكن أن تؤدي إلى حزمة من الزيادات الهائلة للضرائب الاتحادية وخفض الإنفاق والتي من المقرر أن تصبح نافذة المفعول في نهاية عام 2012 و أوائل عام 2013 وينجم عنها خفض في العجز في الميزانية الاتحادية لعام 2013- والتي اقترب موعدها الأخير. إذا بقي الوضع بدون حل، فإن مسألة الميزانية التي باتت ملحة سوف تؤدي إلى تخفيضات هائلة في الإنفاق وارتفاع في الضرائب، مما قد يعيد الإقتصاد الأمريكي -وربما العالمي أيضا- مجددا إلى الركود. أما أوروبا التي دخلت بالفعل في حالة ركود، فإنها تكافح لرؤية الكثير من الضوء في نهاية النفق بعد خفض البنك المركزي الأوروبي توقعاته المتعلقة بالنمو في منطقة اليورو لعام 2013 إلى أقل من 0.3 في المئة. أثار هذا التخفيض إمكانية مواصلة البنك المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة على المدى القريب، كما ساعد على المزيد من انخفاض قيمة اليورو مقابل الدولار الأميركي، مما أدى بالتالي إلى إزالة الدعم عن السلع المسعرة بالدولار.

قطاع الطاقة الأسوأ أداء
نشر المؤشران الرئيسيان للسلع أنباء عن عوائد سلبية خلال الأسبوع مما أدى إلى استمرار أدائهما عن الفترة الممتدة من بداية العام وحتى هذا التاريخ يتأرجح حول الصفر. شهدت المعادن الصناعية انتعاشا قويا في الأسابيع الأخيرة متلقية الدعم -في المقام الأول- من البيانات الاقتصادية المحسنة من الصين، أكبر مستهلك في العالم. يجعل هذا الأمر الآن قطاع الطاقة القطاع الأسوأ أداء وقد أوجد -في المقام الأول- تأثيرا على أداء مؤشر كل من ستاندرد اند بورز وجولدمان ساكس للسلع، مع نسبة تعرض تبلغ حوالي 70 في المئة لهذا القطاع. أما المعادن الثمينة فهي تسير خطوة بخطوة بمحاذاة الزراعة، مع أن الأخيرة تُدفع فقط وبشكل شبه كامل من قبل الأداء القوي للمحاصيل الرئيسية مثل القمح والذرة وفول الصويا.

أداء القطاع للعام 2012 (%)

فول الصويا تتعافى من عمليات البيع المكثفة بأسعار منخفضة التي شهدها في شهر نوفمبر
متحولين إلى أداء السلع الفردية الرئيسية، فإن القليل جدا قد تمكن من تحقيق عائدات إيجابية، خاصة فول الصويا الذي بدأت أسعاره بالتعافي من عمليات البيع المكثفة بأسعار منخفضة التي شهدها في شهر نوفمبر-وهي الفترة التي كانت خلالها المشاركة في عمليات الشراء الكثيرة التي قام بها مديرو الأموال قد بلغت أكثر من النصف. عادت الصورة الرئيسية في الآونة الأخيرة نحو الظهور على أنها داعمة على احتمال أن تكون المحاصيل في أمريكا الجنوبية متدنية بسبب الأحوال الجوية السيئة. في الوقت نفسه،فإن صادرات أمريكا من فول الصويا الأمريكي التي التقطت أنفاسها لاتزال تحت خطر التعرض للإعاقة بسبب انخفاض منسوب المياه في نهر المسيسيبي، وهو الطريق الرئيسي للنقل من الغرب الأوسط إلى خليج المكسيك.

البنزين – الطاقة الأسوأ أداء
باتت الأربع سلع التي تحتل المراكز الأخيرة من حيث الأداء كلها من قطاع الطاقة وكان البنزين الأسوأ من بينها،وذلك عقب صدور بيانات أسبوعية عن المخزونات قفزت فيها المخزونات قفزة هي الأكبر منذ الهجمات الإرهابية التي تعرضت لهامدينة نيويورك في 11/9. ساعد هذا الإنخفاض سائقي السيارات على الاستفادة من انخفاض أسعار بيع البنزين بالتجزئة في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها منذ 5 أشهر. ومرة أخرى، فإن هذه النقلة النوعية في مجال إمدادات الطاقة العالمية بسبب زيادة الإنتاج من أساليب الإنتاج المتقدمة في الولايات المتحدة سيكون له تأثير عميق على القدرة التنافسية بين المناطق والبلدان - مع استفادة قصوى للصناعة الأميركية والمستهلكين من انخفاض أسعار النفط الخام والغاز.

أداء مدته أسبوع واحد (%)

المعادن الثمينة تنخفض وفي مقدمتها الفضة
واصل قطاع المعادن الثمينة معاناته من بعض الركود في التداول مع وجود تداول ضعيف للذهب والفضة طوال الأسبوع، في حين أن البلاديوم لا يزال يواصل انتعاشه على مدى الشهر بأكمله على خلفية توقعات بحصول عجز هيكلي. كان أداء الفضة غير جيد حيث بلغ سعر أونصة الذهب أكثر من سعر 51.8 أوقية من الفضة. بلغ سعر تداول الذهب أقل من 1700 دولار / للأونصة، ولكنه تلقى دعما نتج عن تعليقات أطلقها رئيس البنك المركزي الأوروبي رفع فيها احتمال خفض معدل منطقة اليورو في وقت مبكر من العام الجديد؛ ومع ذلك، فإن الشعور السائد بات أن العديد من التجار سواء من خلال العقود الآجلة -وخاصة صناديق الاستثمار المتداولة- قد تميلوا إلى الإمتناع عن إضافة أي شيء عن المواقف السائدة أو حتى التقليل من التعرض مع اقتراب نهاية العام- مما يخلق بعض الرياح المعاكسة التي قد تؤثر على الذهب والفضة والتي قد تستمر حتى أواخر ديسمبر.

لجنة السوق المفتوحة الاتحادية قد تزيد من الدعم
دخلت المعادن الثمينة في المزيد من نقاط الضعف يوم الجمعة عقب صدور تقرير الوظائف الأمريكية لشهر نوفمبر –والذي اتضح أنه أقوى مما كان متوقعا مع استمرار معدل البطالة في الانخفاض-. هذا التقرير هو الأخير لهذا العام وهو عبارة عن المؤشر الأخير الذي يسبق الاجتماع النهائي للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لعام 2012 الذي سينعقد بتاريخ 12 ديسمبر.

بسبب هذا العامل، زادت التوقعات المتعلقة بتدابير إضافية للتيسير الكمي التي ستعلن في هذا الاجتماع المزمع أن ينعقد في يوم من أيام شهر ديسمبر. تحول نقاش السوق في هذه اللحظة نحو عملية تويست التي تشرف على الانتهاء والتي بموجبها باع بنك الاحتياطي الفيدرالي السندات القصيرة الأجل لشراء آجال استحقاق طويلة الأمد، وربما تستبدل كليا أو جزئيا باستخدام برنامج شراء السندات التقليدية. ومن شأن هذا الإجراء زيادة فعالية برنامج طباعة المال الذي شوهد فعليا في الجولة الثالثة من التيسير الكمي التي أطلقت في سبتمبر الماضي. إذا أُعلن تصريح بهذا المعنى، فإنه قد يعيد محاولة ذات ضرورة ملحة متعلقة بالذهب والفضة، وينبغي أن تقدم المزيد من الدعم إلى الاعتقاد أن الذهب لا يزال يمتلك امكانات جيدة للارتفاع. إن تنامي الشكوك مصحوبا بانخفاض في السيولة سوف يجعلان الاسبوعين المقبلين في منتهى الصعوبة من وجهة نظر تجارية. يمكن العثور على المجال الرئيسي للدعم بين 1672 و1661 دولار للأونصة- وهو الانخفاض الأخير ومعدل التحرك لل200 يوم، بينما تبقى المقاومة في مستويات فيبوناتشي البالغة 1711 و 1728.


أسعار النفط الخام تنخفض بسبب وفرة الإمدادات وقوة الدولار
شهدت أسعار كل من (برنت وخام غرب تكساس الوسيط) المزيد من الانخفاض خلال الأسبوع على الرغم من أن تقرير تحسن الوظائف الأمريكية قد ساعد على تخفيف وطأة الهبوط. عموما، فإن ارتفاع الدولار أزال الدعم بينما جاء ضغط البيع الإضافي من بناء أسبوعي آخر لمخزونات الطاقة في الولايات المتحدة، وخصوصا البنزين الذي شهد أقوى ارتفاع أسبوعي منذ هجوم 11/9 الإرهابي. اندلعت موجة بيع أخرى بسبب توقعات صادرة عن البنك المركزي الأوروبي بشأن النمو الخافت في أوروبا تفيد بأن العودة إلى النمو قد تتطلب المزيد من الوقت.

أعرب وزير بترول المملكة العربية السعودية مرة أخرى عن ارتياحه إزاء الأسعار الحالية قبل اجتماع أوبك المقبل في فيينا المرتقب بتاريخ 12 ديسمبر. ومما لا شك فيه، فإن أوبك سوف تعمل على تخفيض إنتاجها الذي استمر في الانتاج عند مستويات مرتفعة لعدة أشهر وسط دلائل على أن العرض العالمي قد بدأ الآن يفوق الطلب، لا أقله بسبب استمرار الزيادة الحادة في إنتاج الولايات المتحدة الذي عاد الآن إلى مستويات لم يشهدها لما يقرب من 20 عام. على الرغم من أنه من غير المرجح أن يحدث في هذا الاجتماع، فإنه من المحتمل جدا أن مثل هذا الإعلان سوف يأتي خلال الجزء المبكر من عام 2013.يسبب هذا تحولا نوعيا في أسواق النفط مع إمكانية تعرض المنتجين التقليديين للخسارة التدريجية لنفوذهم. سوف تكون زيادة كمية الطاقة الفائضة جيدة للجميع، لأنها سوف تخفض تقلبات أسعار النفط وعلى الأرجح تمنع الأسعار من الصعود إلى مستويات أعلى في المستقبل المنظور.

عادت أسعار نفط برنت الخام إلى ما دون 108.50 دولار للبرميل خلال الأسبوع، وبات الآن من الممكن أن تستقر عند نطاق يتمحور حول 107 دولار للبرميل مع خطر أن تُلقي تصفية آخر السنة الطويلة الأمد والتي يقودها التجار المضاربون مرة أخرى بوزنها على الأسعار.