أمس «سنابل» واليوم «صندوق الاحتياطي».. وغداً؟!

24/11/2012 8
عبد الحميد العمري

تذكّرت على الفور بعد قراءة مقترح بعض أعضاء مجلس الشورى بإنشاء (صندوق الاحتياطي الوطني)، أقول تذكّرت شركة (سنابل السعودية) التي أسست عام 2008 لنفس الأهداف التي وضعها مقترح مجلس الشورى الأخير!

مضى نحو أربعة أعوام على تأسيس (سنابل السعودية)،أبهرتنا ورقياً وإعلامياً،لكنها لم تر النور حتى الآن! بمعنى أنّها كانت حلماً وطنياً،ومشروعاً عملاقاً نتذكّر جميعاً أصداءه حينما أُعلن عن أهدافه وغاياته،وتأمّلنا سنابل خيرٍ ستعم بنفعها على اقتصادنا ومجتمعنا! لكن كل هذا لا زال وأظنه سيمضي هكذا في (طي كتمان) وزارة المالية لعدة سنوات.

لا ألوم مجلس الشورى على اقتراحه الأخير (صندوق الاحتياطي الوطني)،فقد مُسحتْ من ذاكرتهم تماماً (سنابل السعودية)،التي غُمرتْ في المياه الغامرة لوزارة المالية! وإنْ قُدّر لمقترح الصندوق الأخير أن يظهر في (إعلانٍ بهيج)،فإنّ قدره المتوقّع أن يُقذف به إلى نفس مصير (سنابل)!

الأفكار الخلاقة،المشروعات الوطنية الرائدة،الطموحات المشروعة،كل هذه وغيرهامن التطلعات والأحلام الطموحة تبدأ قوية،وأحياناً تقترن بروحٍ وحماسٍ واندفاع مذهلة في مجموعها،لكنها سرعان ما تسقط وتموت إهمالاً وتعطيلاً تحت أقدام بيروقراطية (وزاراتنا)! وها هنا يخفو الحماس والتطلّع تجاه مقترح مشروع مجلس الشورى (صندوق الاحتياطي الوطني).كل من قرأ الخبر،أكاد أُجزم أنه تذكّر فوراً طيبة الذكر وزارة المالية،وأنّها ستحتضن هذا المشروع الحلم،ومن ثم ستطفئ نورفرحته داخل أحشائها بعد أن تبتلعه كـ(سنابل السعودية)،فلا تسمع عنه إلا آحاد الأخبار المتقطعة!

اعتاد الجهاز المالي عموماً،ووزارة المالية تحديداً على كتْم أنفاس الأحلام والمشروعات الطموحة داخل (صناديق سوداء)،صناديق لا أحد يملك عنها أي معلومة!يا مجلس الشورى،هل سألتم ذات يوم وزير المالية أين هي (سنابل السعودية)؟ حتى تقترحون عليه الآن (صندوق الاحتياطي الوطني)؟!