ظاهرة من الظواهر الصحية هو اهتمام بعض أعضاء مجلس الشورى النشيطين (طوّل الله أعمارهم) مؤخراً بإثارة النقاش في بعض مواضيع شؤون البترول:كالاحتياطي والإنتاج والاستهلاك المحلي والتصنيع. اليوم سأركّز على موضوع الشأن الأخير أي تصنيع البترول.
الذي يجعلني أُحاول الآن توضيح الفرق بين تكرير البترول وبين تصنيع البترول هو الحماس المتزايد للمطالبة بتصدير البترول بعد تكريره بدلاً من تصديره خام. بينما المفروض (وأعتقد أنه الشيء الذي يعنيه مجلس الشورى) هو المطالبة بتصنيع البترول.
الفرق كبير بين التصنيع وبين التكرير، فتصنيع البترول هو تحويله إلى منتجات (طيبات) نهائية لا تعد ولا تحصى لإشباع حاجات المستهلك النهائي تضيف أعلى قيمة مضافة يستحقها البترول (الذهب الأسود) بينما تكرير البترول بغرض تصديره لاستخدامه (بالأحرى حرقه) كوقود في الواقع لا يضيف كثيراً (كما يعتقد البعض) إلى الايرادات الصافية عن ايرادات تصديره خاماً.
الحقيقة التي قد تكون خافية على البعض هو أن الفرق الكبير بين سعر البرميل الخام وسعر البرميل المكرر ليس هو بسبب القيمة المضافة للتكرير بل إن معظم الفرق بين السعرين يذهب لإيرادات حكومات الدول المستهلكة (الضرائب الباهظة) ثم إيرادات التوزيع (النقل والتأمين ومحطات البيع) ثم أقلها كثيراً إيرادات المصافي التي بعد خصم تكاليف التكرير وضريبة القيمة المضافة VAT لا يتبقى لها كربح (دخل صافي) إلا جزء صغير لم يعد يغري المستثمرين على إنشاء مصاف جديدة وهذا في اعتقادي هو الذي يدفع أرامكو إلى أن تتحمل إنشاء المصافي في أماكن الاستهلاك العالي للبترول لإيجاد سوق وليس لأنها ستحصل على ايرادات أكثر من تكرير البترول الخام.
مثال للتوضيح:لقد قمت بإجراء حسابات مبدئية لحساب الفرق بين سعر برميل البترول الذي ستبيعه أرامكو لو صدرته خاماً وبين سعر البرميل لو صدرته بعد التكرير فوجدت أنه إذا كان سعر البرميل الخام 100 دولار مثلاً فسيكون سعر المكرر 103.3 دولارات تقريباً.سيقول البعض أن فرق 3.3 دولارات في البرميل الواحد يعني أننا سنحصل على عشرين مليون دولار في اليوم إذا تم تصدير ستة ملايين برميل وهذا يعتبر خيراً كثيراً.الحقيقة أن ال 3.3 دولارات ليست هي دخلاً صافياً لأرامكو لأنها ستدفع منها تكاليف التكرير وكذلك تكاليف الزيادة في نقل المكرر عن الخام بل حتى زيادة تكاليف التأمين.
إذن تكرير البترول ليس هو تصنيعه كذلك المصافي ليست هي مصانع أي أن مجرد إنشاء مصافي لتكرير البترول ثم تحميله مكرراً على ظهر السفينة لتصديره للخارج لا يفرق كثيراً عن إخراجه من البئر وتحميله خاماً على ظهر السفينة لتصديره للخارج.
الخلاصة هي:
-يجب ألا نخدع أنفسنا فنتصور أن مجرد تحولنا من دولة مصدرة للبترول الخام إلى دولة مصدرة للبترول المكرر سيجعلنا دولة صناعية.
-كذلك يجب ألا نخدع أنفسنا فنتصور أن مجرد تحولنا من دولة مصدرة للبترول الخام إلى دولة مصدرة للبترول المكرر سيضيف كثيراً إلى ايراداتنا من تصدير البترول.
موضوع الأسبوع القادم - إن شاء الله - هو اقتراح وضع استراتيجية ناجحة - باذن الله - لتصنيع البترول في مصانع داخل الوطن بأيد عاملة وطنية مائة في المائة.
وفقك الله يا دكتور انور لكل خير....مزيدا من العطاء .
انت عبقري بصراحة والمفروض يتم اقالة النعيمي ووضعك بدلا عنه
امتعنا يا دكتور انور برأيك عن مصفاة جازان.هل هي مجزية؟ ام شر لا بد منه؟
شكرا للفائده التي لم نكن نعلمها .
شكراً دكتور أنور وبانتظار المقترح الاستراتيجي لصناعة البترول ، بإذن الله تعالى .. جزاك الله خير ونفع بعلمك وأمد بالطاعة عمرك ..
الله يوفقكم
بارك الله فيك وجزيت خيرا ً على مثل هذه المواضيع التثقيفية لرفع الوعي الاقتصادي لدى القراء . ( نحتاج فهم كيف تسير الامور قبل ان نناقش او ننتقد الاخرين )
وهل سيكون هناك خلق وظائف جديده
الخلاصة التي ذكرتها : الكل بما فيهم الاشخاص العاديين يعرفون بان فيها ارباح هائله هل تعرف بان دول مثل مصر يوجد بها مصافي اكثر منا وكذلك دول غير منتجه لنفط مثل كوريا , اتمنى ان اجد سعودي فاهم في مجال النفط
في أوروبا تنخفض حالياً هوامش أرباح تحويل النفط إلى وقود انخفاضاً كبيراً، حسب بنك يو بي إس. وما تدفعه المصافي مقابل النفط انخفض رغم ارتفاع أسعار البنزين والديزل. تواجه عمليات المصافي منذ فترة طويلة مشاكل صعبة. ففي سبعينيات القرن الماضي اعتقدت شركات النفط أن تعطش العالم للوقود لتزويد السيارات الكبيرة سيزداد إلى الأبد، ولذلك قامت ببناء المصافي لتلبية تلك المتطلبات المتوقعة. غير أن المطلوب من النفط في العالم المتقدم بعد أن بلغ ذروته يقل حالياً مسبباً للقطاع سعة مفرطة هائلة. في الوقت ذاته، تتزايد التنافسية في الشرق الأوسط والصين والهند، إذ أن أداء مصافيها الجديدة يتجاوز المصافي القديمة في أوروبا والولايات المتحدة رغم الاستثمارات الكبرى التي أنفقت على تطويرها في السنوات الماضية. من السهل نقل الوقود المصفى في أنحاء العالم مثله مثل خام النفط فزادت تجارته باطراد. يسبب فرط السعة أضراراً على جانبي الأطلسي، وعلى سبيل المثال انهارت شركة بتروبلس - المصفاة السويسرية - في شهر يناير، وفي نهاية شهر يونيو قالت شل إنها وشركاءها يعتزمون شراء كوبترون وهو عبارة عن مصنع تابع لبتروبلس يقع شرقي لندن وتحويله إلى مخزن والاستغناء عن معظم عماله. وفي الناحية الأخرى من المحيط الأطلسي ينتظر قريباً أن توقف أكبر مصفاة في أميركا سونوكو فيلادلفيا أعمالها. كما أغلقت مصاف في بنسيلفينيا وفيرجن ايلندز والتي تزود المنطقة أيضاً، ومثلها مثل نظرائها في أوروبا انتهى نشاطها بسبب اعتمادها على الخام الخفيف المحتوي على قليل من الكبريت واللزوجة الباهظ الثمن. لقد ساعد تحويلها المصافي الأوروبية التي في مقدورها معالجة أنواع من النفط الأثقل والأرخص، ولكن حتى بالنسبة لهذه المصافي ينتظر أن يكون انفراجها قصير الأجل. هي مجهزة لإنتاج البنزين سواء للسوق المحلية أو للتصدير إلى أميركا أثناء ذروة طلبها في الصيف. إن الطلب على البنزين يتقلص على جانبي الأطلسي: فأصحاب السيارات يقطعون مسافات أقل ويشترون سيارات ذات وقود أكثر كفاءة، وفي أوروبا يتحولون إلى السيارات المزودة بمحركات ديزل. إن التطويرات التي ستجرى على خطوط الأنابيب ستتيح للمصافي في أنحاء خليج المكسيك أن تضخ فائض ما تنتجه من بنزين تجاه الشمال لتقلص الواردات الأوروبية.
مصر بها 9 مصافي طافتها الإجمالية 733 الف برميل يوميآ.السعودية بها 8 مصافي طاقتها الإجمالية 2.5 مليون برميل يوميآ.عدا مصفاتين ياسرف و جازان 400 الف لكل منهما.