القيمة المضافة

15/11/2012 36
عبدالله الجعيثن

 ذهبت إلى الطبيب أشكو من جفاف الأنف فوصف لي قطرة صغيرة (10 ملجم) سعرها 65 ريالاً.. قرأت النشرة فإذا القطرة تتكون من (زيت السمسم) النقي فقط..

وذهبت إلى البقالة فوجدت القارورة من زيت السمسم المعصور على البارد، والمستخرج من السمسم السوداني الممتاز بثمانية ريالات فقط، ومحتواها ربع لتر، أي ضعف محتوى القطرة (25) مرة، ومعنى هذا أن شركة الدواء باعت نفس كمية قارورة الزيت بمبلغ (1625) ريالاً!.. أي بأكثر من 200 ضعف الزيت العربي.. والذي أرجح أنه هو مصدر القطرة ذاتها!

معنى هذا أن القيمة المضافة تجعل أصحابها يكسبون الملايين، أما الذين يصدرون المادة الخام فيكتفون بالملاليم،مع العلم أن زيت السمسم المستخرج من السمسم السوداني الممتاز والمختار بعناية، والمعصور على البارد، ليس مجرد مادة خام، بل عمل كثيرون في انتقاء أجود مواده، وقاموا بعصره على البارد وهذا يكلف ضعف الآلات، ووضعوه في (زجاجة) كبيرة يعادل حجمها خمسين ضعف القطرة، والمحصلة واحدة: زيت السمسم!.. الفرق أن القطرة مدموغة باسم شركة دواء معروفة، والقارورة من شركة محلية.. هذا أيضاً يعني أن (الغرب) يستغلنا إلى أبعد الحدود في مضاعفة الأسعار بشكل خيالي، وتحويل موادنا الخام التي يشترونها برخص التراب.. إلى ذهب!

متى نستطيع تحويل الكثير من منتجاتنا البتروكيماوية الأولية إلى منتجات نهائية ليتضاعف الدخل؟