النفط.. كان صرحاً من خيالٍ فهوى!

14/11/2012 12
عبد الحميد العمري

ليستْ أوّل المفاجآت ولن تكون آخرها تلك الأخبار حول مستقبل النفط! ورغم أن تواردها مؤخراً أصبح محمّلاً بما يقضُّ المضاجع، إلا مضاجع سياساتنا الاقتصادية (الحصيفة). وهْم (الحصيفة) ها هنا كأنه الذي تحدّث عنه إبراهيم ناجي بمنطق عصرنا الراهن: وأنا أقتات من وهم عفا … وأفي العمر لناس ما وفى!

قبلاً؛ أتى تقرير سيتي جروب مطلع سبتمبر الماضي، منذراً بتحوّلنا إلى مستوردٍ للنفط بحلول عام 2030م، ولم نحرّك ساكناً! ولماذا نحرّك ما يُعد (حصيفاً) منذ 1970م؟ الآن تأتي الأخبار بالطامّة الأدهى والأمرّ؛ وكالة الطاقة الدولية تعلن أن الولايات المتحدة ستتخطى السعودية كأكبر منتج للنفط في العالم في 2017م، وأنها تقترب من تحقيق الاكتفاء الذاتي بفضل زيادة حادة في إنتاج الغاز والنفط الصخريين، وأوضح كبير اقتصادييها (فاتح بيرول) أن الولايات المتحدة ستتقدم على روسيا كأكبر منتج للغاز بفارق كبير بحلول 2015م، وفي 2017م ستصبح الولايات المتحدة أكبر دولة منتجة للنفط في العالم!

كأن المرء يكرر عبارة الممثل Chiwetel Ejiofor في فيلم نهاية العالم 2012م، حينما حانت ساعة الصفر بإخلاء البقاع المأهولة من الأرض، وكان ينظر من خلف الزجاج إلى بطل الفيلم John Cusack وهو يداعب ولديه: (ظننتُ أن هناك مزيداً من الوقت)! ما أسرع هذه السنوات، تشعر في نهايات القصص أنها مرّت كثوانٍ.. هل بالإمكان إنجازُ أي شيء يستحق الرهان عليه فيما بعد 2017م؟ لا أحد منّا يعلم. مُنحنا أكثر من 42 عاماً لإنجاز ما يمكن أن يرسّخ أقدامنا في هذا الوجود بما يكفي لنقف أقوياء، تحقق القليل وبقي الكثير، والكثير جداً! ما يزيد الألم؛ أن صوت من يرى هذا المنجز (القليل) هو الكثير جداً، لايزال صدّاحاً بالوهم في كل أرجاء المعمورة.