3 تطورات يراقبها المستثمرون خلال الأشهر القادمة

13/11/2012 13
د. أحمد المزروعي

بعد أن تم تنحية الانتخابات الرئاسية الأمريكية من قائمة اهتمامات المستثمرين بدات الأنظار بالاتجاه الى تطورات أخرى ينتظر أن تطغى على اهتمامهم خلال الأشهر القليلة القادمة ... فبعد الأزمات المتتالية خلال السنوات الـ 5 الماضية أصبح هناك توجس وتخوف من أي تطور أو حدث من شأنه اعادة الاقتصاد العالمي للركود..

الآن لايزال الاقتصاد العالمي يعايش الآثار التحفيزية التي نشأت جراء التحفيز الكمي الثالث في امريكا والتحفيز الآخر الذي اعلنه البنك المركزي الاوروبي قبل شهرين تقريبا ، وبالرجوع بالذاكرة للخلف نجد أن التيسير الكمي الأول وكذلك الثاني فقدت فعاليتها لاحقا على اثر تطورات سلبية طرأت..

1. الهاوية المالية (Fiscal Cliff)
بكل بساطة هناك قوانين صدرت من أيام الرئيس بوش بتخفيض الضرائب وينتهي أمدها في 1 يناير 2013 ، كما ان اتفاق الكونجرس العام الماضي بخصوص الدين العام تضمن تخفيضا للانفاق بالميزانية يبدأ أيضا في 1 يناير 2013..

وكلا الأمرين ايجابيين للاقتصاد الامريكي على المدى البعيد كونهما يساهمان في تخفيض العجز ، ولكن يخشى أنه في حال عدم تمديد الضرائب المخفضة واقرار تخفيض الميزانية في نفس الوقت (1 يناير 2013) أن يؤدي الى نشوء ركود اقتصادي خلال العام القادم ... ويبدو أن الامريكيين يهمهم الوضع على المدى القصير على أمل أن تحل المشاكل نفسها مع الزمن..

من المنتظر أن يتوصل الكونجرس الى اتفاق بخصوص تمديد خفض الضرائب وعدم تخفيض الميزانية قبل يناير 2013 لكن المستثمرين يتخوفون من تكرار نفس البلبلة التي رافقت رفع سقف الدين العام الماضي وابرام الاتفاق في اللحظة الاخيرة وهو ما جعل "ستاندرد آند بورز" آنذاك تخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأمريكية..

2. نمو الاقتصاد الصيني
تباطأ النمو في ثاني اقتصاد بالعالم لسبعة أرباع متواصلة وذلك من المستويات السابقة بحدود 10 % وأكثر الى 7 – 8 % (الربع الثالث 2012 كان النمو عند 7.4 % وهو أدنى مستوى خلال 3 سنوات ) ...  ويعد الاقتصاد الصيني والاقتصاديات الناشئة الأخرى مهمة جدا بالنسبة للاقتصاد العالمي أكثر من اي وقت مضى وذلك بسبب الركود في أوروبا والبطء في اقتصاديات صناعية وعلى رأسها أمريكا...

وقد أحدث هذا التباطوء مخاوف من تأثيراته السلبية على الاقتصاد العالمي إلا أن المفاجأة أن البيانات الاقتصادية والمصرفية التي نشرت الاسبوع الماضي جاءت مطمئنة حيث سجلت تحسنا واضحا مما قد يوحي ولو بشكل مبدئي أن التباطوء قد توقف وأن نمو الناتج المحلي قد يسجل أول تسارع له منذ سنتين خلال الربع الأخير من هذا العام .. وجاء ذلك مدعوما بانخفاض التضخم الى 1.7 % خلال شهر اكتوبر مما يساعد البنك المركزي على تخفيف السياسية النقدية واعطاء مزيد من الزخم للاقتصاد خصوصا وأن هدف البنك المركزي هو ابقاء التضخم تحت 4 % وللتذكير فإن مستوى التضخم سجل مستوى 6.5 % قب 15 شهرا فقط ..

وعلى ذلك سيظل المستثمرون يتابعون التطورات شهرا بشهر لاستقراء أثر ذلك على مجمل الاقتصاد العالمي..

3. الأزمة الأوروبية
بمرور عامين ونصف تقريبا منذ استفحال الأزمة (صندوق الاستقرار الأوروبي أعلن في مايو 2010) يبدو أن الأسواق العالمية استوعبت تداعياتها وبدأت المخاوف تنحسر من امتداد الأزمة لدول أخرى ، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال انخفاض الفائدة على السندات طويلة الاجل بشكل واضح للدول الأضعف مثل اسبانيا وايرلندا والبرتغال خلال الاشهر الماضية ..

ولكن يبقى الانتظار والترقب حول ما اذا كنا فعلا قد مررنا باسوأ نقطة في الأزمة أم أن هناك المزيد من التطورات السلبية في الأشهر القادمة..

وبالاجمال يمكن تلخيص ذلك بأن الأنباء الايجابية خلال الشهرين او الثلاثة القادمة هي اتفاق مبكر على حل الهاوية المالية ، تأكيد تسارع نمو الاقتصاد الصيني أو استقراره ، عدم ظهور تطور سلبي آخر في الأزمة الأوروبية..

اما الأنباء السلبية التي لايرغب بها المستثمرون فهي تأخير الاتفاق على حل الهاوية المالية لآخر لحظة أو عدم حلها نهائيا ، عودة الاقتصاد الصيني للتباطوء ، تطور جديد سلبي بالأزمة الاوروبية.