السياحة الخارجية.. احتراف الكذب!

11/11/2012 4
عبد الحميد العمري

من جديد وكالعادة الموسمية لشركات السفر والسياحة المحلية، تتفجّر فقاعة أكاذيبها على لسان رؤسائها، لتطلق لأجل أهدافٍ ومآرب أصبحت مكشوفة للعلن تصريحاتها المغلوطة؛ مليون سعودي يغادرون إلى دبي! ونحو ذلك الرقم إلى تركيا، ونصف مليون إلى البحرين، حتى أنّك لو دققت أحياناً وجمعت تلك الأرقام قد تكتشف أنه لم يبق في السعودية من أهلها إلا القليل!

أتتْ الأرقام الرسمية في توقيت جيد وفوري، يستحق مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس)، التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار كل الشكر والتقدير لقطعه دابر هذه الأكاذيب. حيث كشفتْ الإحصاءات الرسمية (لماس) عن أعداد السياح السعوديين المغادرين خلال إجازة عيد الأضحى للعام الجاري (للفترة 1 ذي الحجة – 17 ذي الحجة)، عن مغادرة نحو 780 ألف سائح سعودي من المملكة للخارج، أنفقوا نحو 3.2 مليار ريال، بمتوسط إنفاق طوال تلك الفترة للسائح الواحد بلغ 3990 ريالاً. فيما بلغ عدد القادمين إلى المملكة من غير القادمين لغرض الحج نحو 369.3 ألف، أنفقوا نحو 1.8 مليار ريال، بمتوسط إنفاق يبلغ 4875 ريالاً للشخص الواحد. وحسب ما تضمنه تقرير (ماس)؛ حلّتْ مملكة البحرين في المرتبة الأولى كأكثر الوجهات السياحية استقبالاً للسياح السعوديين المغادرين بـ276.6 ألف سائح، وفي المرتبة الثانية الإمارات العربية المتحدة بـ 128.7 ألف سائح، وثالثاً دولة الكويت بـ 125.8 ألف سائح، شكّل مجموع المغادرين لهذه الدول الثلاث نحو 68.1 % من إجمالي المغادرين.

تحت مظلة الشفافية، وتوافر الإحصاءات الرسمية، تصبح حيلة مكاتب وشركات السفر والسياحة عارية تماماً! لا تسأل لماذا تحترف مثل هذه المكاتب الفقيرة الكذب؟ فهذا آخر رهاناتها الواهمة على أنَّ وجودها كنشاطٍ تجاري وخدماتي لايزال مصدراً للربح! العقبى لبقية الأجهزة الحكومية لتنشر أية إحصاءات تتطلّب الحاجة نشرها بأسرع وقت، قطعاً لطريق الانتهازية والكذب والزيف الذي يكون ضحيته الأكبر المستثمرين والمستهلكين الأفراد.