تقييم الأسهم بطريقة التحليل الأساسي

05/11/2012 3
محمد الشميمري

هذه سلسلة من المقالات للتثقيف سيتبعها تكملة لكل موضوع سأضعه بالفا بيتا لتعم الفائدة وبلله التوفيق . يعتبر التحليل الأساسي من أشهر الطرق في تحليل الأسهم ويسمى من يستعمل هذه الطريقة بالأساسيين. والمستثمرون الذين يستخدمون هذه الطريقة ينظرون إلى أساسيات الشركة محل البحث بتحليل البيانات والمعلومات الاقتصادية والمالية بهدف التنبؤ بما ستكون عليه ربحية المنشاة ومخاطر الاستثمار فيها. وتمثل تلك المعلومات الأساس في تحديد السعر العادل للسهم  ومقارنته بالسعر الفعلي للسهم في السوق وعلى هذا الأساس يقوم المحلل باتخاذ قرار الاستثمار فاذا كان سعر السهم في السوق اقل من السعر العادل اتخذ قرار الشراء واذا كان سعر السهم في السوق اكثر من السعر العادل اتخذ قرار البيع اذا كان يملكه او عدم الشراء اذا كان لا يملكه.

وقد اعتمد هذا النوع من التحليل من أشهر المستثمرين في وول ستريت من أمثال ويرن بافيت وبيتر لينش في الأموال التي تحت إداراتهم مما نتج عن عوائد مجزية على مر السنين.
وتعتمد طريقة التحليل الأساسي على الاستثمار في الأسهم لمدة طويلة والنظر في تغير السهم وقطاعه على مر (6 إلى 18) شهراً. كما يعتمد المحللون الأساسيون على النمط العام في الاقتصاد والنظر في حالة القطاع المعين ونوعية السهم وجودته بين منافسيه. وينظرون أيضاً إلى مختلف القطاعات بحيث يقوم اختيارهم على أقوى قطاع في الدورة الاقتصادية الحالية ويقسمون القطاعات إلى أربعة أقسام قطاع الصناعات الدفاعية، قطاع الصناعات المرتبطة بالدورات، قطاع الصناعات المتنامية، قطاع الأسهم ذات الوضع الخاص.

1- قطاعات الصناعات الدفاعية : (Defensive Industries)

يتضمن قطاع الصناعات الدفاعية على أسهم اقل تأثراً بحالة السوق والاقتصاد بحيث توفر للمستثمرين حماية في حال تذبذب السوق والاقتصاد لاستمرار توزيعاته.

ومعظم أسهم هذا القطاع تعتمد الصناعة فيه على أشياء لا يقل الطلب عليها في حال قوة الاقتصاد أو ضعفه مثل الأطعمة، التأمين، الأدوية، الطاقة الكهرباء.

ففي حال نزول السوق تبقى أسهم قطاع الصناعات الدفاعية أقل تأثرا من غيرها من القطاعات. أما في حال صعود السوق والاقتصاد فإن هذا القطاع يكون أقل صعوداً من غيره من القطاعات والعائد على الأسهم أقل.فالاستثمار في هذا القطاع هو أقل مخاطرة من غيره وبالتالي أقل بالعائد ربحاً أو خسارة.

2- قطاع الصناعات المرتبطة بالدورات : (Cyclical industries)

يتعامل قطاع الصناعات المرتبطة بالدورات مع الاقتصاد والسوق عكس قطاع الصناعات الدفاعية فهي تتأثر بالدورات الاقتصادية تأثراً مباشراً هبوطاً أو صعوداً رواجاً أو كساداً.

فمبيعاتها تزدهر مع ازدهار وانتعاش الاقتصاد، وتنخفض مع موجات الكساد. ويشمل هذا القطاع الصناعات التي يمكن الاستغناء عنها أو تأجيل شراءها في أوقات هبوط السوق من أمثل الثلاجات وأجهزة التلفاز والغسالات، السيارات .. الخ، ويضاف إلى ذلك الخامات التي تدخل في الصناعات مثل الحديد والاسمنت والألمنيوم، الورق المعدات الثقيلة. ففي حال الكساد تؤجل المصانع الاستثمار في خامات جديدة. فمن الناحية الاستثمارية تعتبر الصناعات السابقة داخلة في القطاعات التي تتأثر بالدورات الاقتصادية.

ومعنى ذلك أنه في أوقات الكساد تكون ردة فعل صناعات القطاع المرتبطة بالدورات الاقتصادية الهبوط أكثر من قطاعات الصناعات الدفاعية، وفي حال الرواج الاقتصادي تكون إمكانية نمو قطاع الصناعات الدفاعية، وفي حال الرواج الاقتصادي تكون إمكانية نمو قطاع الصناعات المرتبطة بالدورات الاقتصادية أقوى وعلى هذا فإن الاستثمار في هذا القطاع يتخلله مخاطرة أكبر ومن ثم عائد أكبر ربحاً أو خسارة.

3- قطاع الصناعات المتنامية : (Growth Industries)

إن كل قطاع من القطاعات بما في ذلك منتجاته يمر بأربع مراحل منذ إيجاده فالمرحلة الأولى هي مرحلة تقديم المنتج وهو البداية والمرحلة الثانية مرحلة نمو المنتج والمرحلة الثالثة مرحلة اكتمال دورة المنتج والمرحلة الأخيرة مرحلة كساد المنتج أو هبوطه. فيعتبر القطاع متنامي حينما يكون نمو القطاع المعين أكثر وأقوى من السوق والاقتصاد بسبب تكنولوجيا جديدة مثل قطاع الكمبيوتر أو الانترنت في بدايته أو قطاع البتروكميكل في السعودية  ولعل تعريف القطاع بان يكون العائد فيه على حقوق المساهمين 15% فاكثر. وبما أن أسهم قطاع الصناعات المتنامية في مرحلة النمو فإن الشركات نادراً ما توزع أرباحاً لأنها تعيد استثمار أرباحها لزيادة نموها ويعتبر الاستثمار في قطاع الصناعات المتنامية أكثر مخاطرة بسبب ارتفاع توقعات المستثمرين فيها وعلى هذا فإذا خالف أحداً منهم هذا القطاع التوقعات يكون هبوطه أسرع من غيره من القطاعات.

قطاع الأسهم ذات الوضع الخاص : (Specialization stocks)

ويقصد بهذا القطاع الشركات التي تعود أسهمها بأرباح هائلة غير معهودة بسبب تغير جذري في الإدارة أو بسبب اكتشاف جديد أو منتج جديد واجه إقبالاً شديداً من المستهلكين .. فعلى سبيل المثال شركة فور كدز (4 Kids) حينما أخذت حقوق توزيع ما يسمى بالبوكمون وهو برنامج أطفال يروج أشكالاً مختلفة لشخصيات رسوم متحركة فبعد ما أخذت حقوق التوزيع وبدأت ترويجه في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا كانت عوائد هذه المنتجات هائلة لدرجة أن سهم الشركة في سنة 1999 م ارتفع من 9$ دولارات إلى 93$ دولاراً في أقل من سنة بسبب مبيعات البوكمون.

وبعد توضيح الأربع قطاعات التي ينظر إليها المحللون فإن المحللين الأساسيين يختارون من بين هذه القطاعات الأربع أفضلها نوعياً وتوقيتاً فيستثمرون فيها.

ولاشك أن القانون الأساسي في تحرك الأسهم صعوداً أو نزولاً كأي سلعة تجارية هو العرض والطلب، فالعرض والطلب هو ما يحرك سعر السهم في السوق المقال القادم التقييم عن طريق المكررات بمشيئة الله تعالى.