اختارت قوى السوق النفط والغاز والفحم لتكون المصادر الأساسية للطاقة في العالم، بينما اختارت الحكومات مصادر طاقة أخرى، ونتج عن هذا التدخل الحكومي هدر مئات البلايين من الدولارات، وفشل عدد كبير من المشاريع، وإفلاس العديد من الشركات. وثمة حقائق يجري تجاهلها جهلاً أو عمداً، أبرزها:
1 - كانت نسبة استهلاك الطاقة المتجددة من إجمالي استهلاك الطاقة في الدول المتقدمة أعلى منها اليوم، على رغم إنفاق عشرات البلايين من الدولارات على مشاريع الطاقة المتجددة أخيراً.
2 - أن نسبة استهلاك الطاقة المتجددة في الدول المتخلفة أعلى منها في الدول المتقدمة.
3 - أن كلفة إنتاج الكهرباء حالياً من الطاقة المتجددة أعلى من كلفة إنتاجها بالوقود الأحفوري.
4 - أن الكهرباء المولدة من طاقة الشمس أو الرياح متقطعة، ما يستدعي وجود محطات كهرباء عاملة على الغاز أو النفط أو الفحم كاحتياط تشغَّل عندما لا تستطيع المحطات الشمسية أو الهوائية تلبية الطلب على الكهرباء. ولا تشمل خطط بناء مشاريع طاقة الشمس أو الرياح عادة التكاليف الإضافية لبناء المحطات الاحتياط، ما يجعل التكاليف تبدو أقل.
5 - لا يرى البعض حاجة إلى محطات احتياط تعمل على الغاز أو النفط إذا كان الهدف من بناء محطات الكهرباء العاملة على الطاقة الشمسية أو الهوائية هو تلبية الطلب في فترة الذروة، والتي هي فترة ما بعد الظهر في فصل الصيف في المناطق الحارة مثل دول الخليج. لكن المشكلة أن تكنولوجيا الطاقة الشمسية الحالية لا تتحمل درجات الحرارة العالية، فكفاءتها تتناقص كلما ارتفعت الحرارة، ثم توقَف عن العمل تماماً خوفاً من تدمير الخلايا الشمسية في ظل حرارة عالية. أما طاقة الرياح، فلو كانت هناك رياح لما ارتفعت درجات الحرارة في شكل شديد. وهذا يعني أنه في وقت الذروة لن تنفع الطاقة الشمسية ولا طاقة الرياح.
6 - ولا بد من التذكير أيضاً بكل الدراسات التي أوضحت أن أفضل أداء لخلايا الطاقة الشمسية هو في البلاد الجافة التي لا تعاني أعاصير رملية، فالرطوبة المرتفعة تقلل من كفاءة الطاقة الشمسية، كما تغطي الأعاصير الرملية صفائح الخلايا الشمسية وتمنع وصول الضوء لها، ما يتطلب تنظيفها باستمرار، وهذه تكاليف إضافية، وتعني الخدوش التي تسببها الرمال تغيير سطح الخلايا باستمرار، وهي تكاليف لم تكن في المخططات الأصلية.
7 - هناك منافع للدول الصناعية من إنتاج تكنولوجيا الطاقة البديلة لا يمكن الدول النفطية المستوردة لهذه التكنولوجيا أن تحققها، مثل البحوث وإيجاد وظائف في مجال التصنيع.
وتعاني صناعة الطاقة المتجددة في شكل كبير، على رغم كل أشكال الدعم الحكومي، كما توضح أن حصة الغاز في كل أسواق الطاقة استمرت بالزيادة في السنوات الأخيرة، من دون أي دعم حكومي. ولعل أكبر صدمة لأعداء النفط كانت خفض كل شركات السيارات لأعداد السيارات الكهربائية التي تخطط لإنتاجها، وارتفاع أسعار الإيثانول في الولايات المتحدة بسبب الجفاف الذي خفض إنتاج الذرة المستخدمة في إنتاج الإيثانول.
وقبل أيام أعلنت شركة «أي 123 سيستمز» إفلاسها، وهي شركة أميركية لصناعة البطاريات للسيارات العاملة بالكهرباء. والسبب الرئيس هو عدم تقبل المستهلكين السيارات الكهربائية، على رغم ارتفاع أسعار البنزين، ما خفض مبيعات السيارات الكهربائية. وأفلست الشركة على رغم حصولها على دعم حكومي من إدارة الرئيس باراك أوباما مقداره 249 مليون دولار.
وأعلنت شركة «ساتكون» الأميركية إفلاسها بعدما حصلت على إعانات حكومية بثلاثة ملايين دولار. وكان سبب الدعم أن الشركة كانت تحاول بناء تكنولوجيا جديدة يستَغنى فيها عن المحولات الضخمة التي تستخدَم في تحويل الكهرباء من محطات التوليد الشمسية لتوزيعها على الخطوط الكهربائية. وقبل ذلك في كانون الثاني (يناير) الماضي، أعلنت شركة «أنر1» إفلاسها، وهي شركة بطاريات أخرى حصلت على إعانات تجاوزت 54 مليون دولار، وكادت ان تحصل على كمية مماثلة لولا إفلاسها. وكانت شركات كثيرة منتجة لصفائح الطاقة الشمسية أعلنت إفلاسها على رغم الدعم الحكومي الكبير لها مثل «سيلوندرا» و«أباوند سولار» و «كيو سلز» و«سولار ترست»، إضافة إلى العديد من الشركات الألمانية والفرنسية، وعدد من الشركات الأميركية الصغيرة. وتقدَّر الإعانات الحكومية الأميركية لهذه الشركات بمئات الملايين من الدولارات.
باختصار وفي ضوء فشل هذه المشاريع في الدول المتقدمة، على رغم وجود المختصين والخبراء والدعم الحكومي، ماذا يضمن نجاحها في الدول النفطية؟ هذه الشركات أفلست، لكن القطاعين الخاص والعام اشتركا في الخسارة. المشكلة في الدول النفطية أن مشاريع الطاقة المتجددة مملوكة كلها من قبل القطاع العام.
إن أكبر تطور حقيقي ومستقر، أثبت نجاحه خلال العقود الماضية، هو تحسن الكفاءة في استخدام الطاقة بأنواعها، فتحسن استخدام الطاقة لا يخفض التكاليف فقط بل يحسن البيئة أيضاً. وإذا نظرنا إلى مصادر الطاقة وطرق استهلاكها في الدول النفطية، فإن أفضل وسيلة لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في هذه البلاد هي زيادة الكفاءة في الاستهلاك.
شكرا لك. أثق بكلامك وسوف أقوم بايقاف جميع مشاريعي المستقبلية لإستخدام الطاقة الشمسية وسأركز على ترشيد استخدامي للطاقة وزيادة الكفاءة في استهلاكها. بس ربعنا شادين حيلهم وبينفقون مليارات في هذه المشاريع. شكل الحملة الاعلامية "النفط سينتهي" كان هدفها تبرير صرف هذه المليارات. صدق من قال : ابحث عن المستفيد!
الفرق عن عندنا الشركة بيكون لها سوق خاصة من الحكومة. مثلا انارة الشوارع تغذى بالطاقة من خلايا شمسية. الدعم الحكومي الأمريكي المباشر كان غبي.
يا ليت قومي ينصتون. الاجدى هو تطوير تقنية الاستخدام الامثل للطاقة و الترشيد.
لا فض فوك يادكتور انس. فعلا الحل في السعودية خصوصا ترشيد الاستهلاك او بمعنى اخر زيادة كفاءة الاستهلاك. بارك الله فيك وكل عام وانت بخير
أخي الفاضل الدكتور أنس,لا أشك في أنك تعرف أن التحول إلى مصادر بديلة للطاقة تحتاج إلى عشرات السنين ولذلك بدأت أغلب الدول بالخطوات الأولى لهذا التحول . لاشك أن أي دولة لا ترغب في التحول عن النفط (السائل السحري العجيب الذي لا مثيل له كمصدر طاقة) ولكن مع الأسف فإنه خلال عشرون سنة من الان يتطلب الحصول على مزيد من النفط أسعاراً لا يتحملها الإقتصاد ومن ثم سيبدأ تناقص الطلب على النفط وسيزيد الإعتماد على الطاقات البديلة . وفي كل الأحوال ترشيد الإستهلاك مطلوب ولكنه ليس كافياً. أخوك : ماجد الأحمدي
أنا مؤيد تأييد لسياسة الترشيد ووقف النمو السكاني واعادة ضبط الاقتصاد على هذه الأسس. ولكن أيضاً لا شيء يمنع من أن نقول بأن سبب فشل شركات الطاقة المتجددة يعود لأسباب رأسمالية بحتة، حيث أن الطاقة المتجددة وجدت لتعيش في المستقبل ولكن في ضل وجود النفط فمن المستحيل أن تتقدم حالياً، بالإضافة إلى أن كثرة الشركات حرف مهمة صناعة الطاقة المتجددة من مجال تقني مستقبلي إلى مهمة تجارية ربحية بحتة وهذا هو سر الفشل.
من المتوقع إرتفاع الطلب على الطاقة عالميا بسبب زيادة عدد السكان و تحسن مستوى المعيشة في عدد من الدول النامية. و لن يكفي بترول العالم و لا الغاز لتلبية الطلب بالكامل لذلك حصة الطاقة المتجددة في توليد الطاقة سوف تزيد إجبارياً. * الدول المتخلفة تستخدم الطاقة الشمسية بشكل اكبر بسبب تهالك البنية التحتية و وجود عدد كبير من المناطق النائية مما يصعب ربطها بشبكة كهرباء مركزية لذلك تعتمد على الطاقة الشمسية بشكل رئيسي لتلبية الطلب على الطاقة على مستوى القرية او حتى بلدات صغيرة.
دولة قطر المستفيد من وضع الطاقه الحالي, فهم على شارعين!!!! الله يزيديهم ويوفقهم فقد خططوا واستثمروا في وقت كان البعض يراه غير مجد لهم, لكن الواقع الحالي اثبت انهم استفادوا