الذهب يتراجع ما تحسن البيانات الاقتصادية – فيما ينحصر النفط في نطاقه

21/10/2012 0
ساكسو بنك

تواصل النظرة الاقتصادية للاقتصاد الكلي إظهار علامات استقرار في ظل تحسن البيانات الأمريكية، وخاصة المتعلقة بنشاط بناء المساكن. تباطأ الاقتصاد الصيني للربع السابع ولكن هناك إشارات على تحسن في الربع الرابع وهو ما يشير إلى احتمالية حدوث الأسوأ لثاني أكبر اقتصاد عالمي. وفي هذه الأثناء ترى القمة الأوروبية أن السياسيين سيتوصلون إلى أرضية مشتركة حول الاتحاد المصرفي إضافة إلى مزيد من الدمج على الرغم من العمل الكثير المطلوب القيام به وحل بعض الخلافات العالقة.

بالمجمل، ساعدت هذه الأحداث في إضعاف الدولار الذي تراجع مجدداً متخطياً 1.3000 يورو في حين حققت أسواق الأسهم مكاسب مع اقتراب أس آند بي 500 من أعلى مستوى لها في خمس سنوات، بعد أن استعادت الخسائر التي تكبدتها الأسبوع الماضي. هذا ولا تزال الانتخابات الأمريكية التي ستجرى في نوفمبر والمنحدر المالي مدعوماً بالشكوك الجيوسياسية تشكل بعض المحركات الرئيسية خلال الأسابيع المقبلة.

كما ارتفع مؤشر السلع داو جونز يو بي أس للأسبوع الثاني على التوالي ولكنه تخطى حالياً حاجز خمسة بالمائة خلال 2012، وهو لا يزال أفضل نوعاً ما من عودة الثلاثة بالمائة التي حققها على مؤشرة السلع أس آند بي جي أس. جاءت معظم المكاسب من قطاع الزراعة، وخاصة من القطن والخشب المنشور والكاكاو في حين جاءت الخسائر من الجازولين والفضة والقهوة.

مراكز المضاربة تحافظ على ارتفاعها
على الرغم من ضعف أداء اثنين من مؤشرات السلع الرئيسية، إلا أن مراكز المضاربة على مستوى كل السلع الـ24 المتداول بها في الولايات المتحدة بقيت مرتفعة مع استقرار عدد العقود طويلة الأجل وعقود الخيارات عند 1,718 ألف عقد مقارنة مع 908 عقد في بداية السنة. شهد قطاعا الطاقة والمعادن تضاعف عدد العقود خلال هذه الفترة الزمنية في حين ارتفع قطاع الزراعة بنسبة 150 بالمائة، مدفوعاً بالمكاسب التي حققها نتيجة أدائه القوي خلال الأشهر السنة الأخيرة.

الجازولين المحرك الرئيسي في ظل تراجع المعروض
مع استمرار التداول ضمن النطاق بالنسبة لعقود النفط الخام الرئيسي، تحول الانتباه في قطاع الطاقة إلى الجازولين الذي خسر معظم الدعم الذي حققه مؤخراً في ظل ارتفاع إنتاج المصافي، وهو ما نتج عنه إنهيار في جداول الأسعار التي تشكل مقايس ربحية تكرير النفط الخام إلى منتجات مثل الجازولين. تداول الغاز الطبيعي بشك لجانبي عند 2.5 دولار أمريكي للمدة في حين تشير عمليات ضغط الغاز الأسبوعية في المخزونات إلى تسجيل رقم قياسي جديد من حيث توفر الغاز خلال فترة استخراج الغاز خلال الشتاء المقبل والتي تبدأ خلال أسابيع قليلة. وعلى هذا الأساس ومع بدء التداول مسبقاً في شهر فبراير من فصل الشتاء الذي يشكل فصل الذروة فوق حاجز 4 بالمائة للمدة إلا أن مزيداً من الارتفاع على المدى القريب يبدو موضوع جدل مع بقاء مفتاح حل المسألة في يد التطورات المناخية.

المعادن الثمينة تعاني من الضعف بسبب عمليات الشراء
بعد الانتعاش القوي الذي شهده الذهب والذي استمر لمدة ثمانية أسابيع وأدى إلى تحقيق مراكز مضاربة أكثر من الضعف وصلت إلى 24.4 مليون أونصة، عانى المستثمرون بشكل متزايد من الضعف بسبب عمليات الشراء التي رفعت المخاطرة من أن هدر المراكز طويلة الأجل على المدى القريب يمكن أن يكون مطلوباً قبل الخوض في محاولة أخرى عند المستوى المهمة 1,800 دولار أمريكي للأونصة. تتصدر الفضة الصورة بعد أن خسرت أكثر من تسعة بالمائة من المستويات المرتفعة التي وصلتها مؤخراً في حين جعلت المخاوف المستمرة بشأن التطورات التي تشهدها جنوب أفريقيا هبوطاً في الأسعار.

أداء القطن والخشب هو الأفضل
جاء اداء مختلف قطاعات الزراعة مختلطاً في حين أظهرت السلع الناعمة مكاسب قوية، تصدرها القطن وأدى إلى ارتفاعها إلى أعلى مستوى منذ مايو بعد هبوط المخزونات الخاضعة لرقابة بورصة الولايات المتحدة للعقود المستقبلية إلى أدنى مستوى لها في 10 سنوات. لقد أدت حرارة الجو وجفافه هذا الصيف في الولايات المتحدة، أكبر مصدر في العالم، إلى خفض كمية القطن المتاح لتسليمه في تبادلات العقود المستقبلية، ويرجع السبب في ذلك إلى تراجع نوعية الأنسجة. أما الخشب الأمريكي، ثالث أفضل أداء بين السلع هذا العام بعد فول الصويا والقمح، فقد انتعش بنسبة 6.5 بالمائة في ظل الارتفاع الذي يشهده نشاط بناء المساكن في الولايات المتحدة مسجلاً أسرع أداء له خلال أربع سنوات. وهذا يحدث في وقت تسبب فيه مكافحة الحشرات متاعب للمنتجين وخفض توفر أشجار الصنوبر وهو ما تسبب بخفض المخزونات.

خام برنت يبقى قرب المتوسط الذي سجله في 2012
كانت أسواق النفط تتداول بصورة عامة بهدوء خلال الأسبوعين الأخيرين بعد أن توقف خام برنت عن لعب دور المحرك وهو ما أدى إلى ابتعاده عن معدله الحالي مع بقاء معظم الحركة قرب متوسط الحركة لـ200 يوم عند 112.20 وهو ما يتزامن مع متوسط السعر لعام 2012 حتى الآن. ومع ذلك، تقلص تفوقه على خام غرب تكساس الوسيط مع انتعاش غرب تكساس الوسيط ليتخطى 90 دولار أمريكي للبرميل في ظل تراجع المخزونات من كندا بسبب الإغلاق المؤقت لخط أنابيب رئيسي. ومع ذلك، تبقى قائمة الأسعار مرتفعة نتيجة ارتفاع الطلب على نفط بحر الشمال، وخاصة القادم من كوريا.

بالمجمل، تبقى سوق النفط الخام تتمتع بمخزونات جيدة، ولكنها تتوازن بشكل جيد مع القدرة الاحتياطية، وخاصة مع استمرار تدني مخزونات العربية السعودية وعدم فسح الكثير من المجال للتأقلم مع التقطع الرئيسي في المعروض. إن عجز السعر وخاصة بالنسبة لخام برنت في أن يعكس المستويات الحالية للمخزونات الكافية يعود بشكل رئيسي إلى استمرار المخاوف الجيوسياسية، التي وضع تركيا حالياً في مواجهة سوريا وإيران في مواجهة إسرائيل. جولدمان ساكس، أحد كبار المناصرين لارتفاع أسعار النفط في السنوات الأخيرة، خفضت تنبؤاتها لعام 2013 إلى 110 دولار أمريكي للبرميل بعد أن كانت 130 دولار أمريكي للبرميل، وهو ما يشير إلى استمرار الارتفاع القوي في الإنتاج غير التقليدي للولايات المتحدة وكندا.

ومع ذلك، لا نزال نحتفظ بتحيز سلبي نوعاً ما على تحسين أسعار خام برنت على المدى القريب ونتوقع الوصول إلى مستوى 116 لعرقلة أي تحسن نحو الارتفاع وهو ما يترك الباب مفتوحاً لاختبار الدعم عند 108.50 بعد أن كان 107.00.

الذهب يتراجع مع تحسن البيانات الاقتصادية
بقيت المعادن الثمينة تحت الضغط بعد الاخفاق الأخير في كسر حاجز المقاومة عند 1,800 دولار أمريكي للأونصة، وهو ما حد سقف السوق لثلاث مرات خلال الأشهر الـ14 الأخيرة. إن تحسن البيانات الاقتصادية الأمريكية، كتلك البيانات المتعلقة بتقرير العمل الأخير وازدياد نشاط بناء المساكن، والارتفاع الكبير في مراكز المضاربة طويلة الأجل خلال الأسابيع الثمانية الأخيرة أفقد المتداولين أعصابهم على خلفية الدعم الذي قدمه التيسير الكمي. وفي حين أننا لا نزال نعتقد بأن الارتفاع وكسر حاجز 1,800 ليس مسألة تتعلق بما إذا كان علينا عدم تجاهل إمكانية احتياج الذهب لتصحيح أعمق قبل أن يشعر المشترون بغياب ما يحفزهم للعودة والتداول وإنما هي مسألة متى يتم ذلك.
لقد خفت صوت الدعم القادم من المشترين الفعليين ليحل محله الدعم من أكبر مستَهلِكَين في العالم (وهما الصين والهند) والذي يمكن أن يتحقق على خلفية ارتفاع قيمة اليوان الصيني خلال الشهر المقبل وفصل احتفال ديوالي المقبل في الهند، حيث يحتمل أن يوفر هذان الحدثان دعماً للطلب الفعلي من هذين المستهلكين الكبيرين في سوق الذهب العالمي. إلى الآن لا يزال المستثمرون الماليون بالصناديق المتداولة في البورصة والعقود المستقبلية يمسكون المفتاح للتقرير بشأن الاتجاه الذي ستسلكه المعادن في السوق التي أصبحت أحادية الجانب خلال الأسابيع الأخيرة. وللأسف، يمكن لفرصة شراء أفضل أن تطرح نفسها خلال الأسبوعين المقبلين.

يمكن الحصول على أول مستوى رئيسي للدعم عند 1,693 دولار أمريكي قبل أن يتزامن أهم مستوى عند 1,661 دولار أمريكي مع تراجع بنسبة 50 بالمائة في الفترة من مايو إلى أكتوبر ومتوسط حركة 200 يوم. إذا كان الميل تجاه السوق قوياً فإننا نعتقد بأن ذلك المستوى يحتمل ألا يتحقق مجدداً، وبذلك يمكن استخدامه كمستوى يتوجب علينا النظر في مزيد من التسييل على المدى البعيد إذا ما وصلنا إلى ما هو أدنى منه.

البلاتينيوم يعاني من كثرة انتظار المضاربين
استسلم البلاتينيوم أيضاً لعمليات البيع على الرغم من التطورات التي تشهدها جنوب أفريقيا التي تواصل دعم المعدن الأبيض. في المقابل، رأينا تحديد مراكز مضاربة سجلت للأسبوع السابع على التوالي ارتفاعات قياسية جديدة، مع تشكيل المركز طويل الأجل الحالي ضعف المتوسط الذي شهدناه قبل ثلاث سنوات. مقارنة مع تلك الأرقام، يحتمل أن يتفوق أداء البلاتينيوم على أداء الذهب خللا مرحلة تصحيح، حتى وإن أشار الوضع الحالي إلى وجود مخاطرة ستطال سعر البلاتينيوم.

لمحة عن ساكسو بنك
ساكسو بنك هو بنك استثماري عالمي متخصص في الاستثمار والتداول عبر الإنترنت. يُعد ساكسو بنك أحد بنوك الاستثمار الأوروبية المعتمدة والخاضعة للقوانين. يتيح ساكسو بنك للمستثمرين الأفراد والعملاء المؤسسات إمكانية تداول العملات الأجنبية والعقود مقابل الفروقات (CFD) والأسهم والعقود المستقبلية والخيارات والمشتقات الأخرى وذلك من خلال ثلاث منصات تداول متكاملة، هي برنامج SaxoWebTrader الذي يعمل من خلال متصفح ويب وبرنامج SaxoTrader القابل للتنزيل وبرنامج SaxoMobileTrader الذي يدعم التداول عبر الهاتف الجوال المتوفر بأكثر من 20 لغة. كما يعرض البنك خدمات الإدارة الاحترافية للمحافظ والأموال من خلال وحدة إدارة أصول ساكسو التي تضم عملاء أفراد ومستثمرين مؤسسات كبار إضافة إلى الخدمات المصرفية والاستشارات التي يقدمها للعملاء الأفراد من خلال Saxo Privatbank. يقع المقر الرئيسي لمجموعة ساكسو بنك في كوبنهاغن بالإضافة إلى وجود مكاتب لها في كل أرجاء أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأستراليا.