لن يتم التوسّع كثيراً في الآثار المدمرة لعودة التضخم لصدارة المشهد الاقتصادي، بقدر ما أن حديثي اليوم وغداً سينصبُّ على الحلول والمضادات المفترضة، أمّا الآثار فقد تبيّنت للجميع في فترةٍ سابقة قريبة، وها هي تتغلغل تدريجياً في الوقت الراهن إلى حياتنا مبتدئةً هذه المرة بالغذاء والطعام، البند عديم المرونة في سلة إنفاق الفرد! البند الذي احتل المرتبة الثالثة في ارتفاع تكاليفه للفترة 2006-2012م بنحو 50.7%، بعد بند الترميم والإيجار بالمرتبة الأولى %82.7، وبند السلع والخدمات الأخرى بالمرتبة الثانية 58.6%.
ولتعلم مدى الأذى الشديد الذي ألحقته تلك البنود أعلاه بذوي الدخل المحدود والمتوسط، يكفي القول أنها تستقطع من دخله 86%! وأمام شلل السياسة النقدية، واعتماد السياسة المالية اليتيم على (هبات) أسعار النفط، وعدم وجود أي بدائل أخرى لدى السياسات الاقتصادية في ظل ضعف القاعدة الإنتاجية محلياً، والاعتماد المفرط على الواردات لتلبية الاحتياجات المحلية، والتي تعد المنفذ الأبرز لاستيراد التضخم، أؤكد والحال تلك على ضيق مساحة الحلول! ولكن هذا لايعني أن نقف موقف المستسلم، فلابد من اتخاذ حلول قصيرة الأجل لامتصاص الصدمات القادمة، والاستمرار في تشجيع الحلول للأجل الطويل المرتبطة بإخراج الاقتصاد الوطني من حالته الراهنة المعتمدة كلياً على دخل النفط، وتوسيع قاعدته الإنتاجية.
حسناً، هل من ضمن الحلول المجدية:
(1) زيادة الرواتب.
(2) زيادة دعم السلع والخدمات.
(3) فرض قرارات محددة على التجار المحليين بعدم رفع الأسعار، أو منع التصدير، أو الموافقة على الاستيراد ورفع الحماية عنهم محلياً… إلخ من الإجراءات. قد تكون هذه أبرز الحلول بأيدينا الآن، فما الأجدى منها، وهل الحل مزيج منها وفق ما تقتضيه الضرورة؟! هذا العام فقط تجاوزت فاتورة الدعم والإعانات وزيادة الأجور (باستثناء القطاع الخاص) سقف 75 مليار ريال! هل كانت مجدية؟ وهل لدى الاقتصاد (المعتمد بالدرجة الأولى على النفط) القدرة على الاستمرار في هذه السياسة؟ وأكمل في الغد..
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
زيادة الرواتب ودعم السلع حلول مؤقتة جرت تجربتها . اليس من المجدي اعادة النظر بالسياسة النقدية للعملة ، بدلاً من ربطها الغير مبرر بالدولار ؟؟؟
- ليس من السهل فك الارتباط بين الريال والدولار لعدة اسباب من بينها:- - هناك نحو 98% من الصادرات السعودية يتم بيعها بالدولار( تشكل مبيعات النفط 96% من اجمالي الصادرات) - هناك نحو 2 تريليون من موجودات مؤسسة النقد مقيمة بالدولار لكونها استثمارات في سوق السندات الامريكية - هناك احتياطيات ضخمة للطاقة مقيّمة بالدولار منها ( 267 مليار برميل من النفط ) ونحو (298 تريليون ق.م.ق من الغاز الغير تقليدي )وفقا لتقرير ارامكو2011 - هناك مشتريات ضخمة لأسلحة ومعدات للنفط والغاز يتم الحصول عليها من امريكا حصريا - السعودية من اهم حلفاء امريكا في المنطقة وهناك تكاليف مالية لاتفاقيات دفاعية وامنية مشتركة بين الطرفين
تسلم لكل هذه المعلومات الثرية، طيب ما رأيك فيمن ينادون برفع قيمة الريال أمام الدولار كما كتب اليوم عبدالوهاب بو داهش؟ هل هو ممكن
شكرا اخي الغالي ع هالمعلومات القيمة لو سمحت لي بأن اسألك سؤالين س1 ماذا يكون حال الشعب الامريكي وكافة الدول المتعلقه بالدولار والسعودين هل يتأثرون لو ارتفع الريال السعودي ويقابله 1.5دولار ؟ وماذا يحل لليورو و أوروبا ؟ لو ارتفع الدولار يقابله 5ريال سعودي هل يتأثر ع الاقتصاد ع الدولة و دول الخليج ؟ وهل يشكل خطر لو تساوى الدولار مع الريال؟ س2 ماذا لو اخفض الدينار الكويت وارتفع الريال هل ياثر ع الدولار ؟
والله أعلم يجب إعادة النظر في قيمة الريال مقابل الدولار ... الدولار يفقد قوته الشرائية بسبب عمليات الاسهال الكمي من النقود وفي المقابل الريال يفقد قوته الشرائية بسبب الارتباط بالدولار وهذا لا يعكس الوضع الاقتصادي للريال ....!! ارى ان يتم رفع قيمة الريال مقابل الدولار بشكل تدريجي لتغطية أثار التضخم المستورد ... فحلول زيادة الرواتب وغيرها مؤقته ونفعها لا يصل للجميع
أتفق معك يا أفلاطون
اعتقد و الله اعلم ان فك الارتباط بالدولار الايام هذي غير مجدي نظرا لوضع الدولار الاكثر من جيد في هذه الفتره مقارنة بالعملات الاخرى
شكرا لك اخي افلاطون الأسهم
بسيطة يا أفلاطون، حول فلوسك لليورو أو الين أو اللي يعجبك! إذا أنت متأكد من كلامك :-)
السعودية تضخ المزيد من النفط من اجل احداث توازن في العرض و الطلب لظبط الاسعار خدمة مجانية على حساب الاحتياطيات والاجيال يضاف الى ذلك ريال رخيص يستورد لنا التظخم و ذلك لارتباط الريال بالدولار المتأثر بالاقتصاد الامريكي المتدهور وهذا ينعكس بالطبع على الريال فينالنا الضرر فلماذا لايعاد تقييم الريال مقابل الدولار مقابل الخدمة المجانية اللتي تقدمها المملكة للاقتصاد العالمي او ترك تقديم هذه الخدمة اللتي تمتص الاحتياطيات ومقدرات الاجيال و جعل اسواق النفط تظبط نفسها و نستفيد من ارتفاع الاسعار . فالمملكة تمتلك سلعة استراتيجية قيمه تحتاجها كل الاقتصاديات العالميه و الذي يجب ان تنعكس قيمتها على الريال بالايجاب كقيمه
رحلو 2 مليون اجنبى فقط لاغير وراح ترون تأثير ذلك على انخفاض التضخم وخاصة الايجارات وايضا يجب رفع قيمة الريال امام الدولار
خفض دعم السلع بالتدريج ومساعدة ذو الدخل المحدود مباشرة بإجاد وظائف لهم وأولادهم وبناء مساكن لهم حيث ان دعم السلع يذهب معضمه للتجار ويصعب الصيطرة عليه حيث ان بعض السلع المدعومة يمكن تخزينه لعدة سنوات كالرز وملاحقة تهريب المشتقات النفطية لخارج المملكة مشكلة مكلفة جداً تصل لعشرات المليارات الغلاء ليس المشكلة المشكلة بالفقر وعدم وجود السلع حسب القول المأثور لو كان الفقر رجلاً لقتلته
ألا تعتقد يا استاذ عبدالحميد أن إعادة تقييم سعر صرف الريال مقابل الدولار هي أحد أهم الحلول وأسرعها، وإن كان قد يترتب على هذا خسارة جزء كبير من الاحتياطيات الدولة إلا أنه سيضمن ارتفاع مباشر في قيمة الريال وفي القوة الشرائية وكما هو معلوم أن الاحتياطيات الموجودة ودائع وسندات خزانة أمريكية لا تعدو كونها أرقام نشاهدها ولا نلمس لها أثر.
كاتب رائع لاتاخذه في قول الحق لومة لاائم .. شكراً لك عبدالحميد العمري
مقال رائع ..واضافات أكثر من رائعة من جيل مثقف ومتعلم ..ولكن هل ترون ان بترحيل 2 مليون اجنبي سوف تنخفض الاسعار وينخفض بدورة معدل التضخم؟؟؟؟