بيوت الخبرة توصي ولا تشتري

04/10/2012 30
عبدالله الجعيثن

 السيولة فاضت في مصارفنا حتى حارت كيف تتصرف فيها وتربح منها، ومع ذلك فإن هذه المصارف توصي بشراء الكثير من أسهم العوائد وتعتبر سعرها العادل أكثر من سعرها الحالي ب30٪ أو أكثر أحيانا أو أقل قليلاً، وهذه التوصيات موثقة ومرتبة في (موقع أرقام) المتخصص بالاقتصاد، وكلما قرأت تلك التوصيات أخذني العجب والاستغراب.. لماذا؟ لأنني أراهم يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، طالما أن توصياتهم، وتقييمهم للسعر العادل مبنية على بحوث اقتصادية معترف بمناهجها .

وطالما أن المصارف غاصة بالسيولة حتى التخمة، وتودع لدى مؤسسة النقد أكثر من الاحتياطي النظامي المطلوب بكثير وبعائد أقل من واحد في المئة، وتقرض على الراتب بعائد اثنين في المئة، فلماذا تزهد في اسهم العوائد التي ترى - حسب دراستها وبحوث مستشاريها - أنها أقل من قيمتها العادلة بالربع والثلث، بمعنى أن من يستثمر فيها يتوقع أن يربح من 20 إلى 30٪ !! والأرباح الموزعة من كثير من شركات العوائد 3 أضعاف المرابحة وبلا مخصص ديون!

وقد يقال إن مؤسسة النقد تمنع المصارف من الاستثمار في الأسهم، وهذا غير صحيح بعد أن قام كل مصرف بإنشاء ذراع استثماري له مستقل بإدارته ومُطالب بربحية جيدة، فلماذا لا يكون لدى هذه المصارف الاستثمارية محافظ موزونة من الأسهم التي وصّت عليها ؟ .. إن هذا - إذا تم- يثبت مصداقية التوصيات، ويحقق للمصارف دخلاً جيداً آخر، ويجعلهم يفعلون مايقولون وليس العكس.