كفاءة وفاعلية السوق المالي

27/09/2012 2
بدر البلوي

تعلب الأسواق المالية عدة أدوار في توزيع الموارد المالية على الإقتصاد ، حيث أنها توفر الإحتياجات التمويلية للشركات بأقل تكلفة وأقل درجة من المخاطره ، كما أنها تقوم بتوزيع الموارد المالية على القطاعات الإنتاجية بالتخصيص الأمثل للموارد.

فالسوق المالية الأولية تلعب دور الوسيط في نقل أموال المستثمرين " أصحاب المدخرات " الي الشركات ومنشاَت الأعمال التي تبحث عن تمويل لإستثماراتها ، من ثم يتم نقل الشركة التي تم تمويلها الي السوق الثانوية حيث يعمل الأخير على توفير مرونه عالية " سيولة "  للمستثمرين من أجل بيع وتسييل جزء أو كل من إستثماراتهم عند الرغبه .

 تعني كفاءة السوق:
مدى توفر المعلومات للمستثمرين بشكل سهل وسريع وواضح ودقيق ، بحيث تعكس الأوراق المالية المتبادلة القيمة الحقيقية للأصل وأن تكون حركة الأموال سهله ودقيقة وسريعة.

 كما أن  سعر الورقة المالية المتداولة  في تاريخ معين يعكس المعلومات المتاحة عن تلك الورقة حتى هذا التاريخ، وأن أي معلومات جديدة عن هذه الورقة ستنعكس وبصورة فورية على السعر فور إتاحة هذه المعلومات للمتعاملين في السوق. وهذا يعني أن أي معلومة جديدة سيتم تحليلها في ضوء القيمة الحالية للسعر وينعكس أثرها على السعر في شكل تغيرات إيجابية أو سلبية حسب أثر تلك المعلومة في القيمة الحقيقية للسهم. ويوضح باحثو المحاسبة والمالية أن الاستجابة الفورية للمعلومات بتعديل أسعار الأسهم صعودا أو هبوطا إنما تعني ثلاثة أنماط للكفاءة:

الكفاءة الضعيفة للسوق المالي:
 إن الأسواق المالية التي تكون فعالة عند هذا المستوى من الكفاءة هي تلك الأسواق التي تعكس أسعار أسهمها المعلومات التاريخية فقط والمتضمنه الأسعار وأحجام التداول فقط .

الكفاءة شبه القوية للسوق المالي:
يقال عن السوق المالي أنه عند هذه الدرجة من الكفاءة اذا كانت الأسعار تعكس المعلومات التاريخية مضافا لها المعلومات المتاحة للجمهور والتوقعات المبنية على تلك المعلومات ، كالتقارير على الأحداث العالمية والتقارير الإقتصادية للبلد ، والمعلومات المنشورة عن الشركات المدرجة والصناعات التي تعمل فيها تلك الشركات.

الكفاءة القوية للسوق المالي:
حيث تكون فيها الأسعار تعكس كل المعلومات التي تؤثر على القيمة السوقية للسهم بسرعة سواء كانت تلك المعلومات تتضمن " المتاحة للجمهور والتاريخية بل والتي يحتفظ بها الأشخاص المطلعون داخل الشركات المدرجة " .

يشار الي أن عدد من الدراسات أكدت أن أي مستثمر تصل به الثقه في السوق المالي الي هذه الدرجة " أي أن السوق يتصف بالكفاءة القوية " فلا يوجد ما يبرر إنفاق المال من أجل تحديد السهم الغير مسعر بشكل صحيح "عادل" وتصبح الإستراتيجية المثلى في مثل هذه الحالة الإستثمار في صندوق منوع تنويعا واسعا يغطي جميع القطاعات .

إن كفاءة الأسواق المالية تضمن تحريك المدخرات الخاصة وتوزيعها بين القطاعات المختلفة التوزيع الأمثل ، فكلما زادة كفاءة توزيع الإستثمار بين القطاعات أدى ذلك الأمر الي تقليل  فرص توجيه الإستثمارات تجاه مضاربات وتوقعات غير مستنده الي معلومات وبيانات صحيحة.