بنك الكويت الوطني وسياسة من "دقنوا إفتلُوا" ..!!

02/02/2010 7
محمد الخليص

يبدو أن سياسة بنك الكويت الوطني في توزيع الارباح تعتمد على المثل القائل "من دقنوا افتلوا" فالبنك درج على توزيع أرباح سنوية للمساهمين وفي نفس الوقت يقوم بزيادة رأسماله مقابل إصدار أسهم وذلك من المساهمين انفسهم، اي أن البنك يقوم بتوزيع الربح بيد ثم يقوم باسترجاع هذه الأرباح باليد الاخرى..

كمثال على ذلك أعلن البنك يوم أمس أنه سيقوم بتوزيع أرباح على المساهمين بنسبة 40 % من راس المال أي 40 فلسا للسهم علما بأن عدد أسهم البنك هي 2974 مليون سهم، أو بمعنى آخر فإنه سيقوم بتوزيع 119 مليون دينار على المساهمين.

في نفس الوقت طلب البنك زيادة راسماله بنسبة 10 % بسعر 500 فلس للسهم أي أن البنك سيقوم باصدار 297 مليون سهم جديد وعلى اساس سعر الاصدار سيجمع البنك 149 مليون دينار اي أعلى مما قام بتوزيعه كأرباح.

بطبيعة الحال فإن مثل هذه الاجراءات تنفرد بها بورصة الكويت حيث أن هذا الاجراء شائع في العديد من الشركات وقل أن نرى مثله في الأسواق الأخرى إلا في حالات استثنائية تتطلبها الضرورة، حيث أنه مخالف للمنطق أن تقوم بتوزيع أرباح على المساهمين وفي نفس الوقت تطلب منهم أموالا لزيادة راس المال، وذلك لسبب بسيط وهي أن المحصلة هي صفر والبديل لها هو ما تفعله جميع الشركات في جميع الاسواق المتطورة وغير المتطورة وهو عدم توزيع ارباح على المساهمين في الأوقات التي ترى الشركة انه من الضروري أن تحتفظ بهذه الأموال لغرض زيادة رأس المال...

الآن دعونا نرصد نتيجة هذه السياسة خلال السنوات الخمس الماضية لنرى كم مجموع الارباح التي قام البنك بتوزيعها على المساهمين وكم مجموع الأموال التي حصل عليها منهم..

باجراء عملية حساب على الأموال التي وزعها البنك على مساهميه والأموال التي حصل عليها منهم يتضح أن البنك قام بـ "توزيع" ما مجموعه 659.8 مليون دينار في السنوات الخمس الماضية، ولكنه في نفس الوقت قام بـ "استرجاع" 697.5 مليون دينار من نفس المساهمين !!!!!!! أي انه بالصافي لم يدفع البنك شيئا للمساهمين وفي الحقيقة فهو قد أخذ منهم 40 مليون دينار زيادة على ما دفع لهم !!!!!!..

وكما ذكرت أعلاه فإن هذه السياسة تتبعها العديد من الشركات الكويتية الأخرى وخصوصا الكبيرة منها مثل زين والصناعات الوطنية وعدد آخر من البنوك على سبيل المثال لا الحصر... ونحن بانتظار حالات مماثلة من هذه الشركات التي تتبع هذه السياسة خلال الاسابيع القادمة...