صدر خلال الاسبوع الماضى البيان الخاص بنسب البطاله فى عديد من الدول ذات الثقل الهام فى الاقتصاد العالمى ، واللافت للنظر هو ثبات تلك النسب مقارنه ببيانات شهر نوفمبر ،فلقد صدر عن الكيان الالمانى والذى يعد اكبر اقتصادات الاتحاد الاوروبى بيانات البطاله لشهر ديسمبر الماضى والتى جاءت مطابقه للتوقعات ،اضافهً الى ثباتها عند قراءه نوفمبر 8.1%.
وبنفس السيناريو خرجت بيانات البطاله الخاصه بسويسرا بنسبه 4.2% ،ايضا معدلات البطاله الخاصه بالولايات المتحده الامريكيه جاءت ثابته عند 10% رغم فقدان 85 الف وظيفه لشهر ديسمبر مقابل 11 الف فقط كقراءه سابقه، وكذلك كندا جاءت معدلاتها ثابته عند 8.5% بينما شذ الاتحاد الاوروبى واظهرت بياناته الخاصه بالبطاله ارتفاعا عند 10% مقابل 9.8% كقراءه سابقه.
وحقيقه فان ثبات هذه الارقام يعد مؤشرا ايجابيا ،حيث سيتعرض قطاع العماله تحديدا الى اختبار قاسٍ هذاالعام بعد تخارج الدول من خططها التحفيزيه وان كان هذا مشكوكا فى انتهائه تماما خلال الشهرين القادمين رغم تضييق الخناق التدريجى على الاقراض والذى ربما اعلنت عنه الصين مبكرا تحسبا لعمليه تضخم مرتقبه.
وبتسليط الضوء على تداولات الاسبوع الماضى نجد اننا بدأنا الاسبوع بدايةُ قويه مدفوعه بآمال المتداولين فى عام جديد ومربح . ويبدو مؤشر ناسداك كما اسلفا فى تقرير سابق الاكثر تماسكا فى المؤشرات الامريكيه وللاسباب التى تم سردها والارباح القويه المتوقعه –خصيصا من شركات اشباه الموصلات- ورغم وجود هذا المؤشر فى وضعيه اقرب للتصحيح حيث استطاع تخطى مقاومه 2200 العنيفه وبفجوه واضحه ،كل ذلك دون اعاده اختبار لتلك المقاومه مره اخرى ،وهذا بالطبع يجعل عيوننا مفتوجه ومترقبه اى حركه تصحيحيه خصوصا قبل موسم اعلان نتائج الاعمال. وفى المقابل ننظر لهدف 2500 على انه منطقى تماما بلغه المدى المتوسط رغم وعوره الطريق اليه.
اما داو جونز فتبقى دعومه عند 10500 ثم 10350 ثم 10200 ويبقى هدفنا القريب عند 10700 منطقيا ايضا ثم 11000،وبذلك يبقى تفاؤلنا الحذر قائم بمعنى لا افراط فى التفاؤل او التشاؤم. وربما يكون اقتراب S&P 500 من 1150 مدعاه للتساؤل خصوصا قبل شهرين تقريبا عندما خرج علينا بريختر وحذر من خطورة الوضع الحالى وحاله الهيجان الثيرانى والتى تدعو لاخذ الحذر والتى تكون مصاحيه للوصول الى قمه الموجه وانتهائها. لكن فى المقابل استمر الصعود المتزن والمغلف بالخوف والترقب ولهذا فلقد استمر ،ونحن هنا نذكر تحذير بريختر لا لنلومه ولكن كى نوصل رساله مفادها:انه لا كبير امام السوق ولو كان بريختر فلم يغير كلامه اتجاه السوق ولم يبدله،ولقد قال وجهه نظره ولم يوفق فيها وهذا ليس عيبا على الاطلاق ،انما العيب اذا ظن المحلل انه اكبر من السوق وانه لايخطىء.
عموما يظهر شارت S&P 500 مستهدفه عند 1150 وفى ذات الوقت يوضح الاهميه البالغه لعم 1115 بنظره اوسع قليلا _موضع شارت s&p 500 وتبقى الاسواق الناشئه الاوفر حظا العام المنقضى -2009- حيث احتلت روسيا المركز الاول بلا منازع تلتها البرازيل ثم الهند التى جاءت الاولى اسيويا والثالثه عالميا. ويبقى هذا الترتيب شاهدا تحرك السيوله تجاه تلك الاسواق ومدللا فى ذات الوقت على ان الترتيب الحالى لقوة الاقتصادات العالميه سيتعرض لتغيير قريب محتمل من جانب الصين التى باتت تزاحم اليابان على مركزها الثانى بعد الولايات المتحده الامريكيه،رغم كل احترامنا للتقارير التى تتحدث عن التصحيحات السعريه المرتقبه فى تلك الاسواق.
وعروجا على سوق النفط المنتعش بقوة والذى اعطى البرد كل الفرص الذهبيه لمضاربيه ان يحركوا الاسعار كيفما شاءوا رغم ارتفاع مخزونات الخام كما اظهرت بيانات وكاله الطاقه الامريكيه الاخير وفى نفس اليوم –الاربعاء-الذى ظهر فيه التقرير ذهبوا بالنفط لعقود خام غرب تكساس الخفيف الى 83.50 دولارا للبرميل والتى اصابها الانهاك المؤقت بعد تلك القمه والتى –قد- يمتد تصحيحها الى 80 دولارا ،وان كان النفط على استعداد لتجاوز 85 دولار بل وابعد قرب 90 دولارا لكن المتداولين الذين بنوا مراكز متأخره يتخارجون منها ويضغطون ببيعهم على الاسعار خصوصا انهم فى خلال شهر واحد فقط حققوا مكاسبا تزيد عن 21% من قاع 11 ديسمبر عند 69.44 دولار،لكنهم فى ذات الوقت يقابلون بمشتريين بنفس القوة،وهذا ما دعم النفط فى تحركه العرضى فى نهايه الاسبوع.
وتبقى اسعار وقود التدفئه رابحه بكل المقاييس خلال العشرين يوما الماضيه حيث تحركت من 190 الى ما فوق 220 دولارا مدفوعه ايضا بموجه البرد التى اجتاحت اوروبا والصين والولايات المتحده الامريكيه ،ويظل هدف 230 ليس بعيد ،فقط اذا استفادت من دعم 215 وعموما هى تتحرك نفسيا وسعريا تبعا لسعر النفط وتتأثر به ،تماما كالفضه التى تتأثر بالذهب والذى بدا متماسكا فى بدايات العام الجديد رغم عنف المقاومه التى يجدها عند 1140. رغم وجود احد نماذج الهارمونيك والذى يتميز بالعنف crab–التى قد تدفعه الى 1200 من جديد- لكن ذلك يتوقف بالدرجه اساسيه على تخطى 1140 صعودا لاعلى ونحن على قناعه ان المضاربين متمركزين فى النفط بشكل واضح وعنف السيوله لم يظهر بعد فى الذهب الذى لم ينته صعوده على المدى الطويل بعد،ولا يزال هدفنا قائما عند 1300 دولار للاونصه.
اما النحاس فيبدو تصحيحه العنيف منطقيا الى ابعد حد بعد ان حقق مستهدفه السعرى عند 350 والذى اشرنا اليه كثيرا وهو متوافق مع مقاومه round number والامر اللافت للنظر هو توافق وصول النحاس الى نقطه 350 وتواتر الاخبار عن شركه كودلكو والتى تعد اكبر منتجى النحاس عالميا والتى تعيش قلقا واضطرابا نتيجه لاضراب عمالها ،طبعا اجبر ذلك النحاس على الهبوط الى 340 مره اخرى بل والاغلاق اسفلها مع نهايه تداولات الاسبوع الماضى عند 339.85 دولار،لكن يظل النحاص صاعدا ما لم يكسر قناته الصاعده وتحديدا نقطه 310 دولار وتظل له مستهدفات اعلى عند 360 وما بعدها.
وتبقى عقود السكر على توجس بعد اغلاقها اسفل 27.50 دولار رغم انها لاتزال فوق دعم 27.40 الا انه شمعه الاسبوع الانعكاسيه "الشهاب الثاقب" تعطى الاولويه للتصحيح السعرى اكثر والذى تتمركز اقوى دعومه القريبه حول 26.50 دولار ثم 25.50 ،وفى المقابل نحن لا نزال عند هدفنا طويل الامد حول 40 رغم توقع التصحيح السعرى . ونفس الامر بالنسبه لعقود فول الصويا التى عادت لقناتها العرضيه الهابطه كما يوضح الشارت والتى صارت قريبا جدا من دعم 1000 دولار بعد صعود قوى فشل تماما امام مقاومه 1060 العنيفه وبفجوتها الكبيره. وربما تكون الاخبار الوارده من امريكا الجنوبيه وتحديدا البرازيل داعمهً بقوة لهبوط فول الصويا حيث يٌتوقع محصول وفير نتيجه لتحسن الاحوال المناخيه وهو ما دفع الحكومه البرازيليه لتوقع جنى ما يزيد عن 65 مليون طن مترى خلال الاشهر الثلاثه المقبله.
وربما تأثر الارز ايجابا باحوال الطقس السيئه فى الهند والفلبين لتظل اسعاره كماهى حول 600 دولار للطن المترى وربما يفسر ذلك تأرجح عقوده الاجله حول 15 دولار ارتفاعا وانخفاضا، لكن ربما تغير الامر لاحقا عندما يقل المخزون العالمى بنهايه موسم 2009-2010 بنسبه 2.7% كما قالت منظمه الامم المتحده للاغذيه والزراعه. ويدعم ذلك بلا شك معظم المحاصيل الزراعيه فى اتجاهها الصاعد حتى وان تعرضت لتصحيحات سعريه على المدى القصير،والتى استفادت من تحرك الدولار العرضى بين 1.45 الى مافوق 1.42 بالنسبه لزوج اليورو دولار ويبقى هذا التحرك مفيدا لها وربما تتعظم الاستفاده بكسر 1.45 صعودا لاعلى. وربما راهن الكثيرون على رفع نسب الفائده ،لكن هذا قرار من الصعوبه التحدث عنه حاليا لان برنانكى يعلم تماما النتائج الخطيره المترتبه عليه ،حيث يميل الفيدرالى الامريكى الى التركيز على النمو وهو ما يعد منطقيا ومعالجه مشكله البطاله،لكن فى المقابل يبقى طوفان السيوله منتظرا وهاجسا حاضرا وهو يجعل حل اللغز اكثر ارباكا ،فكيف نركز على النمو ونكافح التضخم ؟ هذه هى معضله بن برنانكى اذا جد الجد وهذا هو الاختبار الحقيقى الذى سننتظر نتائجه. والله تعالى اعلى واعلم ودمتم بخير