بعد مرور سنة على بداية الأزمة المالية العالمية، فمن المناسب استعراض من هي الأطراف التي شاركت في حدوث ما حدث، أو على الأقل هي متهمة بذلك:-
1 – السياسيون المحافظون الأمريكان، بقيادة الرئيس ريغان، وقد دعمته السيدة تاتشر في إنجلترا، حيث تبين أن كليهما تبنيا مبدأ ترك القطاع الخاص ينظم نفسه بنفسه، بدون أي تدخل حكومي. وعزز ذلك خضوع إدارة الرئيس كلينتون لضغوط اللوبي البنكي، الذي حصل من إدارته على الموافقة على إلغاء القانون الذي يمنع البنوك من الدخول في عمليات الاستثمار. وعزز كل ذلك التوجه، إدارة بوش الابن.
2 – الطرف الثاني هم رؤساء مجالس الإدارة، والمديرون التنفيذيون للشركات العالمية، والبنوك، الذين انفتحت شهيتهم للتوسع في الإقراض، والاقتراض، طالما أن ذلك يترجم بشكل مكافآت ضخمة لهم.
3 – مؤسسات تصنيف الائتمان الأمريكية، وكانت قد اكتسبت مع الوقت قدسية، بحيث إن تقييمها لأي شركة كان يحدد قدرة تلك الشركة على الاقتراض، ويحدد كلفة التمويل، وتبين نتيجة الأزمة، أن تلك المؤسسات قد تساهلت في منح تصنيفاتها، مقابل الأرباح التي كانت تحققها، من خلال تصنيف الرهونات العقارية كقروض ورهونات ممتازة.
4 – الطرف الرابع هو صندوق النقد الدولي، الذي وقف متفرجاً، ولم تكن لديه قرون استشعار، أو قدرة على التحرك، لأنه مؤسسة بيروقراطية بطيئة الحركة.
5 – أوروبا، واليابان، والصين، راقبت الأمور، ولكن لأن الأزمة بدأت في نهاية السنة السابعة للإدارة الأمريكية، فهي افترضت أن عليها أن تنتظر قدوم الإدارة الجديدة قبل التحرك.
6 – المستهلك الأمريكي الذي تقبل اقتراح شراء منزل بأسعار مخفضة، ولم ينتبه إلى باقي تفاصيل العرض، والتي تؤدي لاحقاً إلى ارتفاع كلفة التمويل، وفي كل الحالات هو راهن على بيع العقار بسعر عال، قبل حلول موعد التكاليف المرتفعة للرهن.
7 – المستثمر في قرية في جزيرة آيسلندا، أو بلدية في مدينة ألمانية، والذين استثمروا في سندات الرهن العقاري، لثقتهم بالنظام المصرفي الأمريكي.
8 – النظام الرقابي الأمريكي، والذي اعترف الرئيس أوباما بأنه مشتت، وبه ثغرات كبيرة.
9 – الإعلام الذي تعامل مع القضية كما لو كانت مجرد انخفاض، أو ارتفاع لأسعار عملة ما، أو تغير في مؤشرها، ولم يكن هناك استيعاب لحجم المشكلة.
10- نظرية المؤامرة، ولكن تلك تخصص عربي بحت، لن أتطرق إليها، لأن تحديد أطراف المؤامرة، هو أمر متروك لكل من يؤمن بتلك النظرية، لكي يحدد من هو الطرف المتآمر، ومن هي الضحية!
هذه حسب قراءاتي أهم الأطراف التي ساهمت في الأزمة المالية العالمية.