اود ان اشكر الساده القراء لتفاعلهم وثقتهم فى ذات الوقت، واحب انوه الى ان مقترحاتهم اقدرها وآخذها فى الحسبان دئما، وربما الجأ للاطاله لصعوبه بعض المصطلحات والتى تحتاج الى التوضيح خصوصا وان هذا الجانب يعد غريبا او جديدا على الكثيرين منا.... لذا اضطر الى الاسهاب بعض الشىء، فاستميحكم عذرا لذلك، والان الى التقرير .........................
ما الذى يريده صُناع القرار بالضبط ؟؟؟ ببساطه يريدون مزيدا من الضعف للدولار، ورغم ان الدولار يضعف فعلا وفق سياسه ممنهجه وواضحه الا انه لم يُفد اصاحبه كثيرا كما تقول بيانات هذا الاسبوع فالعجز فى الميزان التجارى الامريكى بلغ 38.5 مليار دولار بعد ان كان 30.7 مليار دولار وميزانيه الدوله صار عجزها 176.6 مليار مقابل 155.5 مليار دولار كعجز سابق. وامام هذه الارقام فنحن ربما نبرر عجز الموازانه العامه بسبب خطط التحفيز، اما عجز الميزان التجارى فله شقين احدهما ايجابى و الاخر سلبى، اما الايجابى فيأتى من الواردات والتى ارتفعت بسبب استيراد مزيد من النفط الخام بزياده تخطت 26% "وهو ما يفسر ارتفاع اسعار الواردات نتيجه لارتفاع اسعار النفط" بما يعنى دوران حركه الصناعه وسيوضح ذلك بلا شك ارقام الانتاج الصناعى، اما الشق السلبى وهو الخاص بانخفاض قيمه الدولار امام معظم العملات مما يعنى مزيدا من الصادرات وانخفاض قيمتها فى نفس الوقت لكن هذا لم يحدث وظل "اضعاف" الدولار غير مجدى –حتى الان- مع زياده نسبه البطاله الى 10.2 %. وربما تكون طلبات الاعانه التى تقل منذ ثلاثه اسابيع تقريبا مؤشرا جيدا لكن ذلك يعد منطقيا مع اقترابنا من مواسم الاعياد وتوظيف الكثير من العاطلين ولو بشكل مؤقت، حيث تحتاج المتاجر الى عماله زائده بالطبع.
وتبقى نتائج الشركات الامريكيه هى الدافع الكبير وراء تحرك اسواق الاسهم الامريكيه لأعلى، خصوصا بعد اصرار صانعى القرار فى الفيدرالى الامريكى على ابقاء معدلات الفائده ثابته وان جهودهم ستتركز فى فك ألغاز البطاله المتزايده والتى تجهد الاقتصاد بأكثر من اللازم. وربما اعاد داو جونز الاطمئنان الى الاسواق بصعوده فوق حاجز مره أخرى 10000 ووصوله الى حاجز 10300 والذى نوهنا الى اهميته لاحقا فى تقاريرنا السابقه، والذى من المتوقع دخوله فى تصحيح سعرى على المدى القصير رغم قناعتنا ان السوق الامريكى فى حاجه الى تصحيح ألفى اى مقداره الف نقطه تقريبا، الا ان الضغط على الدولار يجهض ذلك تماما والذى ربما يستمر الى اجتماع مجموعه العشرين القادم.
وتبقى الاسواق الاوروبيه على نفس النهج حيث حققت اعلى مكاسبها خلال هذا الاسبوع يوم الاثنين ودخلت فى تردد امام مقاوماتها منذ يوم الاربعاء الماضى تماما كما فعل داو جونز امام 10300، فعلى سبيل المثال يتردد مؤشر داكس الالمانى امام 5700 والفوتسى البريطانى امام 5300 رغم ان وضعيه الفوتسى اكثر قوة حيث حقق قمه جديده خلال هذا العام لكن يظل داكس اقل من قمته عند 5888 المحققه فى 20 اكتوبر الماضى. يأتى فى الوقت الذى اظهرت اوروبا تعافيا اوضح فى ملامحه من الولايات المتحده الامريكيه، حيث حققت المانيا – اكبر الاقتصادات الاوروبيه - فائضا فى ميزانها التجارى بلغ 10.6 مليار يورو بزياده فى الصادرات قدرها 3.8% مدعومه بزياده فى الانتاج الصناعى من 1.7% الى 2.7 % ليكون منطقيا بعد تلك البيانات ان ينتعش الاقتصاد الالمانى وينمو بمقدار 0.7% فى الربع الثالث، وبالتالى ينمو الاتحاد الاوروبى بواقع 0.4% فى ربعه الثالث بعد انكماش بلغ 0.2% خلال الربع الثانى. وربما يكون من المنطق هنا ان نتساءل : كيف حققت المانيا فائضا فى ميزانها التجارى على الرغم من ارتفاع قيمه اليورو امام الدولار، والذى يعنى بالتبعيه ارتفاع قيمه الصادرات ؟؟؟ ألم يكن اصحاب الدولار الضعيف اولى بهذا الفائض؟؟؟؟ ويبقى الاقتصاد البريطانى يعانى مما يعانيه الاقتصاد الامريكى حيث سجلا عجزا فى الميزان التجارى بلغ 7194 مليون جنيه استرلينى مقابل 6240 مليون جنيه استرلينى، وربما يبرر ذلك دعوة المركزى البريطانى الى "اضعاف" الاسترلينى اسوة بالولايات المتحده التى اضعفت الدولار ومع الاسواق الاسيويه التى صدرت منها بيانات مهمه وقويه فى مدلولها، الا ان استفاده المؤشرات الاسيويه تكاد تكون طفيفه اللهم الا السوق الهندى وهونج كونج.
حيث تدلل اسيا هى الاخرى انها تسابق الوقت للخروج من غيبوبه الاقتصاد التى طالتها مع ازمه امريكا. ولقد دللت الصين على ان النمو الذى اعلنت عنه بمقدار 8.9% لم يأت من فراغ، حيث حققت فائضا فى ميزانها التجارى بلغ 23.99 مليار دولار يأتى هذا فى الوقت الذى ارتفع فيه الانتاج الصناعى الصينى بنسبه 16.1%، واليابانى ايضا بنسبه 2.1%.
تبقى اسعار الذهب الرابح الاكبر بين السلع خلال هذا الاسبوع بعد وصولها الى سقف جديد عند 1123 دولار للاونصه وتبقى هى الاخرى فى حاجه الى تصحيح سعرى على المدى القصير والذى بالطبع ستتوقف قوته على مدى تحرك الدولار، رغم امكانيه الذهب القويه فى التحرك ضد الجاذبيه وتبقى مستهدفات 1135 ثم 1155 على التوالى قائمه رغم احتماليه التصحيح الكبرى والتى قد تصل 1070 اذا اعلن الدولار عن تواجده القوى وتجاوز 1.48 لاسفل زوج اليورو دولار. وتبقى الفضه اسيره ضعفها وتحركها من موضع الثبات ولن تتغير تلك النظره الا بتجاوز 17.80 لاعلى اما ان تظل فى ترددها بين 17.70 الى 17.20 فانها تكون اقرب للهبوط منه الى الصعود وربما تكون قد دللت على ذلك بالامس-الجمعه 13 نوفمبر – مع البترول عندما تحرك الدولار لاعلى لحظيا امام اليورو لتهبط الى 17 دولار رغم اغلاقها عند 17.40. ويبقى البترول على نفس الوتيره من الضعف بسبب تأخر تصحيح الدولار لاعلى ويبقى نموذج الماسه به صالحا لتفسير الاوضاع، وربما نكون قد اكدنا مرارا وتكرارا الى اهميه زياره منطقه 75 لاهميتها البالغه والتى تخطاها صعودا دون ان يتوقف عندها وهو ما حدث فعلا بالامس عند اقترابه منها وتحقيق اقل سعر عند 75.53 دولار ويظل مستهدف الماسه قرب 73.60 دولار قائما رغم قوة دعم 74.50 ، وتبقى 80 ثم 82 العقبه الكؤد امام استمرار الصعود لاعلى.
ويبقى الغاز الطبيعى ضعيفا بعد كسره لدعم 4.40 لاسفل ودخوله الى قناه الار اس اى الهابطه، والذى سنتابعها الاسبوع القادم ان شاء الله من خلال تحليل مستقل، وربما تكون البيانات الصادره من وكاله الطاقه الامريكيه من ارتفاع مخزون الغاز الطبيعى قد ساعدت فى ذلك، لكن تبقى تغطيه فجوته السعريه الكبيره او جزء منها بين 4.40 الى 3.83 دولار، بات امرا منطقيا بعد الاغلاق اسفل دعمه المذكور آنفا وباختصار فان الاسواق فى حاجه الى التريث وجنى الارباح امام مقاوماتها وخصوصا داو جونز والذى ربما يلجأ الى بعض التردد امام 10300 قبل تصحيحه السعرى لاسفل لان تجاوز 10300 دون توقف يعنى اشكاليه كبرى فى المستقبل ويعنى ايضا عنف التصحيح.
وتبقى ملحوظه اخيره لها اهميتها وهى ان تأخر ظهور بوادر التضخم يجعلنا نتشكك كثيرا فى المعلن من هنا وهناك، فحتى الان ورغم ابتلاع الاسواق لمليارات الدولارات تبقى نسب التضخم هامده بلاتحرك ملموس الى الامام مما قد يدلل على ان الانتعاش الحقيقى لم يأت بعد، وان اسواق المال هى التى تعيش تضخما فعليا لا الاقتصاد الحقيقى. والله تعالى اعلى واعلم ودمتم بخير
يعطيك العافية، ماهي نظرة للاقتصاد العالمي على المنظرو القريب؟هل ستعود الازمة بشكل جديد أم انتهت بلا رجعة؟