النظرة الشرعية للقوائم المالية ‼

29/10/2009 2
احمد فهد

سأخوض لإثبات مدى أهمية - النظرة الشرعية - في مقولة يتشبث بها المرء عند استحالة حدوث شيء معين، ألا وهي ( سابع المستحيلات ) فمن سابع المستحيلات مثلاً أن أشتري عقار ولو وصف لي بقربه من كورنيش جدة النقي إلى بعد أن ألقي علية نظرة، ومن سابع المستحيلات مثلا أن أقبل على شراء سيارة حتى لو كانت من الماركات اليابانية الغنية عن التعريف إلا بعد أن ألقي عليها نظرة، ومن سابع المستحيلات بالنسبة لي أن أكمل نصف ديني دون النظرة الشرعية فما موقفي لو كانت شبيها لكبيرة المستشارين في الأمن القومي الأمريكي سابقاً كوندوليزا رايس.

أموراً كثيرة في حياتنا لا يصلح الجزم بها إلا بعد إلقاء النظرة الشرعية وإلا سينتهي الأمر إما بالبيع وبالتالي الخسارة أو في بعض الأمور بالإفلاس وغيرها  من النتائج التي لا يحمد عقباها.

ومن وجهة نظري الموضوعية ليس من المنطق أن يستثمر بشركة بملايين الريالات أو تدرج بأسواق المال وهي لا تفصح عن بياناتها المالية إلى بشكل أرقام مختصرة، فوصف المحلل المالي كطبيب جاء لأنه يقوم بدراسة الشركة ومعرفة حالتها بالتفصيل، فعند ذهاب المرء للطبيب يسرد له جميع الأمراض التي يعاني منها وبدور الطبيب يسأله على كل صغيرة وكبيرة وبنهاية الأمر يصرف له العلاج اللازم.

فإذا رغبنا عمل دراسة شاملة على الشركات الخليجية المدرجة في أسواق الخليج لوجدنا أن معظم الشركات تقوم بالإفصاح عن نتائجها المالية بشكل مختصر جداً عن طريق عرض أهم القوائم المالية فيها فقط.

فلا أدري هل يجب علي أن استثمر بشركة حققت أكثر من 500 مليون دولار خلال ثلاثة أشهر فقط وهي بالعادة كانت تحقق مبلغ قد لا يتجاوز 100 مليون دولار في النتائج الأخرى، ألا يحق لي أن أدري من أين لها هذا ..

ألا يحق للمحلل المالي والذي وصف بطبيب أن تسرد له الشركة ما جرى بحالها خلال الأشهر السابقة عن طريق ذكر الإيضاحات التفصيلية، إذن فمن سابع المستحيلات أن أستثمر بشركة لا تذكر لي من أين لها هذا، فمن حقوقي أن أنظر نظرة شرعية على قوائم شركة سأعول عليها الكثير، وإلا سينتهي الأمر ببيع أسهم الشركة بخسارة والسبب عدم السماح بالنظرة الشرعية لقوائمها المالية…