واصلت أسواق الأسهم صعودها مدعومة بنتائج الشركات في المقام الأول وبعض البيانات الاقتصادية التي لم يكن اغلبها مشجعاً ،لكن الاتجاه العام لم يتغير وفيما يلي نتابع الأسواق معاً.
الأسواق الأمريكية
لم يخالف مؤشر داو جونز الصناعي التوقعات، أو حتى بقيه المؤشرات الأخرى، مدعوماً بنتائج الشركات، ولقد حقق داو جونز نظرتنا بالوصول إلى مستهدف 10000 نقطه والذي يعتبر منطقه جني أرباح متوقعه، وربما يكون ذلك تفسيرا للصراع ألثيراني الدببي يوم الجمعة تحديداً. وقد تابعنا نتائج الشركات الأمريكية التي تواترت في إعلان أرباحها، فلقد أعلنت جنرال إلكتريك – أقدم شركات مؤشر داو جونز على الإطلاق- عن أرباح فصليه بلغت 2.4 مليار دولار بانخفاض قدره 44% عن نفس الفترة المقابلة من العام الماضي، وكان بنك أوف أمريكا قد خالف اتجاه معظم البنوك وأعلن عن خسائر بمقدار المليار دولار، لكن جي بي مورجان كان على النقيض تماما من بنك أوف أمريكا عندما بلغت أرباحه القوية 3.6 مليار دولار مقارنهً بأرباح بلغت 2.7 مليار عن الربع الثالث عام 2008.
وكان جولدمان ساكس أكثر أثاره عندما أعلن عن أرباح بمقدار 3.19 مليار دولار مقابل 845 مليون دولار عن فتره المقارنة بالعام الماضي، وهو ما يعنى أن نصيب السهم الواحد 5.25 دولار مقابل 1.81 دولار للعام الماضي، وربما يكون جديراً بالملاحظة هنا في القطاع المالي أن معظم الأرباح أتت نتيجة للتوقف عن مواصله تخفيض قيم الأصول وأيضا نتيجة للعوائد الكبيرة في التداول على السندات وليس بسبب الاستثمارات الجديدة وربما يكون جولدمان ساكس هو أوضح مثال على ذلك. أما المفاجأة التي كانت مدوية فأتت من شركه إنتل والتي تجاوزت أرباحها 1.9 بليون دولار، و أي بي أم حققت 3.2 مليار دولار أما جوجل فلم تبتعد وحققت 1.64 مليار دولار.
الجدير بالذكر أن أسهم التكنولوجيا – كما أسلفنا في تقريرنا عن جوجل- قد أخذت خطا صعوديا واضحا منذ أوائل هذا العام تقريبا كي تدلل في النهاية عن قيم الأرباح التي قراناها للتو. وكما قلنا فان 10000 تعتبر منطقه جني أرباح متوقعه ولها ما يماثلها في كل مؤشرات العالم تقريبا مثل 5200 في الفوتسي البريطاني، وتبقى 9800 ثم 9500 الدعوم القوية القريبة التي لديها القدرة على حمل داو جونز وتبقى مستهدفات 10300 ثم 10500 قائمه بقوة ما لم نكسر 9500 لأسفل.
الأسواق الأوروبية
الفوتسي البريطاني يتأرجح صعودا وهبوطا حول مستهدفه عند 5200 وربما كانت نتائج الأعمال هي ما دفعته إلى البقاء عند تلك النقطة وبهذا التأرجح الذي صار واضحا على اغلب المؤشرات العالمية. ومستهدف 5500 في الفوتسي مقبول جدا ورغم إغلاقه عند 5190 في نهاية تداولات الأسبوع إلا أن دعوم 5100 ثم 5000 تبقى لديها القدرة على إيقاف الفوتسي حال هبوطه. ولا يختلف داكس الألماني كثيرا عن الفوتسي والذي أغلق هو أيضا تحت 5750 أي عند 5743 نقطه ليخوض هو الأخر في التذبذب والتأرجح حول النقطة 5750 وتبقى منطقه 5400 ثم 5000 هي دعومة القوية وان كان لا يتوقع كسر 5400 بإذن الله في حال التصحيح لأسفل وتظل منطقه 6000 مستهدفه القادم. بالطبع هذه عينه للمؤشرات الأوروبية والتي لا يختلف بقيتها عن الأسهم البريطانية في التحرك سواء صعودا أم هبوطا والتي لن تتخلف عن الأسهم الأمريكية عندما تأخذ اتجاها محددا.
الأسواق الأسيوية
بالنسبة للمؤشر الياباني نيكاي كنا قد تحدثنا عن ارتداده لأعلى في تقريرنا الأسبوعي السابق : عموما عمليه البولباك قد تصل إلى 10300 -10150 والتي من المنتظر أن توقف تقدم المؤشر الياباني قليلاً ولقد أغلق المؤشر الياباني يوم الجمعة عند 10257 نقطه ليكون قد حقق المستهدف المرجو منه، وبالتالي يكون احتمال إكمال مسيره الصعود بتجاوز 10300 متواجدا ولكن اقل في قوته من الهبوط لأسفل. أما مؤشر هانج سانج الخاص بهونج كونج فلقد اقترب جدا من نقطته الفاصلة التي تم ذكرها في التقرير السابق وهى 22000 والتي يعد تخطيها تغييرا جوهريا في تحرك المؤشر.
وكان هانج سانج قد أغلق يوم الجمعة عند مستوى 21929 مؤكدا تقدمه بقوة ومنتظرا الإشارة من بقيه الأسواق العالمية وخصوصا الأمريكية بالطبع كي يكمل مسيره صعوده. وباختصار فان الزخم الذي نالته معظم المؤشرات العالمية ومنها الأسيوية بالطبع قابل للاستمرار في الأسبوع القادم إن شاء الله لكن احتماليه دخوله في تصحيح على المدى الزمني القريب هي الأرجح احتمالا وهذا بالطبع لا يعني توقف الصعود، إنما هو ضرورة لاستمراره.
أسواق المعادن النفيسة
واصل الذهب قائد السلع والمعادن النفيسة أيضا تقدمه ليحقق مستوى سعريا جديدا بالوصول إلى 1070 يوم 14 أكتوبر الماضي وليدخل بعدها في تصحيح وصل به إلى 1042.90 دولارا كأقل سعر خلال هذا الأسبوع وليغلق عند 1052.25 دولارا للأونصة الواحدة. ونحن مازلنا على تحليلنا السابق والذي يبقى على مستهدف 1135 دولارا للأونصة ما دمنا فوق 1032 دولار. ونأتي للفضة التي حققت ثاني مستهدفاتها عند 18 دولارا واكتفت بذلك لتدخل في تصحيح سعري مع باقي المعادن ومعظم السلع ولتلتزم بحدود قناتها السعرية دون تجاوزها لأعلى. ورغم أن تصحيح الفضة السعري كان أقسى من الذهب إلا أن ذلك يعد منطقيا نتيجة لصعودها القوى خلال الفترة السابقة، حيث وصلت يوم الجمعة إلى أدنى أسعارها خلال الأسبوع عند 17.17 دولار وذلك بعد كسر الدعم عند 17.50 دولاراً.
بقى أن اذكر أن الدعم القوى القريب للفضة عند 16.50 و لا يزال لديها القدرة على تحقيق مستهدف 18.50 وان كان ذلك يحتاج إلى مزيد من العزم و التصحيح السعري. وفى رأيي فان اختبار القمة السابقة للذهب عند 1070 وللفضة عند18.07 يعد هاما لإكمال رحله الصعود في ظل تراخى الدولار واستقوا الجنيه الإسترليني بعض الشيء في أواخر الأسبوع، ولنتابع حركه الاثنين – أي الذهب والفضة- حال اقترابهما من هاتين القمتين جيدا.
النفط والغاز
استطاع النفط في هذا الأسبوع الوصول إلى قمة جديدة خلال العام ، محققا أعلى سعر عندما تجاوز 78.50 دولارا للبرميل خلال تعاملات الجمعة. وكانت معظم السلع بقياده الذهب قد دخلت تصحيحا جانبيا بعد بلوغها أسعارا مرتفعه ، أضف إلى ذلك تراخى تحرك اليورو بعض الشيء أمام الدولار مما أعطى الفرصة لدخول السيولة إلى عقود البترول. ودون مغالاة نحن حددنا هدفا سعريا للبترول منذ اكثر من ستة شهور بين 75-80 دولارا للبرميل وهاهو يحققها بفضل الله تعالى.
وبالطبع متوقع استمرار قوة الدفع المتواجدة في أسواق السلع عموما نتيجة للرهبة من التضخم - ونحن على قناعه تامة بقدره البترول بتفعيل قوى التضخم – لذا نحن حددنا هدفا سعريا عند 75 وتحقق ثم 77.50 وتحقق ويبقى 80 والذي ببلوغه والثبات عنده يكون 90 هدفا منطقيا كتحرك تالي، لكننا لا نريد أن ننسى أهمية دعم 75 لضمان تحقق ذلك إن شاء الله تعالى. ويبقى الغاز الطبيعي “رهين المحبسين” والذي لم يتجاوز التوقعات وظل رهين الذهاب والإياب بين 4.5 و5 دولارات، وكنا قد بينا احد النماذج الفنية به والتي ارتأت أن كسر منطقه 4.40 قد يحقق مستهدف النموذج لأسفل ويقوم بتغطيه كل أو جزء من الفجوة السعرية الكبيرة التي صنعها 3.83 و4.40 لكننا فنيا وفعليا لم نخترق 4.40 ولم نحقق النموذج بعد ،خصوصا بُعيد الأداء القوى يوم الجمعة مستفيدا من صعود البترول كأحد روافد الطاقة.
ولا يستبعد أبدا بتخطي منطقه 5 دولارات أن يحقق الغاز 5.50 دولار على المدى القريب لكن يظل التوجس من تغطيه الفجوة السعرية قائما ما لم نغلق فوق 5.50 دولار.
بقيه السلع
السلع بدورها لم تشذ عن القاعدة والمقصود هنا عقود الذرة وفول الصويا والسكر وغيرها من السلع الزراعية، والتي توقعنا دخولها تصحيحا جانبيا أو جني أرباح بعد بلوغها مستهدفاتها . وكان السكر قد أنهى تصحيحه مبكرا بعد وصوله إلى قمته عند 25.40 ،حيث تماسك تماما عند دعمه القوى 21 دولارا وفعلا ارتد منه ليغلق يوم الجمعة الماضي عند 23.87 مستهدفا القمة السابقة ونحن لا نستبعد وصول السكر إلى منطقه 45 على المدى المتوسط إلى البعيد كناحية فنيه بجانب الاستشهاد بما تم تفنيده سابقا من عوامل مناخيه وقله الإنتاج وضعف الدولار والخوف من التضخم. أما عقود فول الصويا والتي صححت بما يوازى تقريبا الثلاثين دولارا بعد تحقيقها مستهدف الألف دولار كمحطة أولى ومن الممكن أن يصل تصحيحها إلى 960 رغم إغلاقها عند مستوى 978 دولارا، لكن إذا تجاوز التصحيح إلى 930 هبوطا فهذا يعنى أن الاتجاه الصاعد قد يتغير إلى هابط مره أخرى.وتبقى مستويات 1050 مستهدفنا القريب المنتظر بإذن الله تعالى.
وبالنسبة لعقود الذرة فقد أغلقت عند مستويات 371 دولارا بعد تحقيقها مستهدفا سعريا قرب 390 دولار. ويبقى مستوى 345 دعما هاما ونحن ننتظر 400 دولار كمستهدف أولي إن شاء الله تعالى.
أسواق العملات
الدولار الضعيف يزداد ضعفاً، هي حقيقة وعنوان معبر عن وضعيه سير الأحداث في الأسبوع المنصرم، ولا تجاوز في ذلك ولا مزايدة. بل على العكس عندما أتيحت الفرصة للدولار كي يصحح، استحى تماما واستفاد الجنيه الإسترليني من ذلك أيما استفادة. وكانت مبيعات التجزئة خلال سبتمبر بالولايات المتحدة الأمريكية قد انخفضت بينما ارتفعت أسعار المستهلكين خلال نفس الشهر أيضا. ويشير انخفاض مبيعات التجزئة إلى التأثير المباشر على قيمه الإنفاق الشخصي الذي يمثل 70% من إجمالي الناتج المحلى، بينما يركز ارتفاع أسعار المستهلكين على بوادر تضخميه آخذه في الظهور وهو القلق الذي دفع الكثيرين إلى أسواق السلع بقياده الذهب. ويظل تثبيت الفائدة بين 0%-0.25% دون جديد وتظل معدلات البطالة أيضا كما هي في ازدياد رغم انخفاض طلبات الإعانة حسب ما تم إعلانه خلال الأسبوع المنصرم ليظل الدولار دونما استفادة حقيقة ويظل مستهدفنا عند 1.53 قائما ومن قبله 1.50 الذي حققناه تقريبا بالوصول إلى 1.4964 ويظل الدعم القوى عند 1.45 لزوج اليورو دولار. وربما يصرح الاتحاد الأوروبي بعدم تخوفه من ارتفاع اليورو لكن النتائج العملية تثبت تأثر الميزان التجاري لدول الاتحاد الأوروبي الستة عشر سلباً ولا يمكننا إغفال ارتفاع قيمه صرف اليورو كأحد الأسباب المنطقية لذلك، ولا ننسى أن نذكر بان هناك نقطه ضعف لا يستهان بها في صفوف الاتحاد الأوروبي وهى تتمثل في اسبانيا وايطاليا و أكد ذلك مؤشر الثقة ZEW بانخفاضه.
وربما تساعد أسعار النفط التي ارتفعت على رفع مستويات التضخم في دول الاتحاد الأوروبي وكذلك بريطانيا. وحقيقة فان انخفاض مؤشر أسعار المستهلكين في بريطانيا ينذر بالخطر، وربما يجعلنا ننتظر ما لا يأتي والمقصود بالطبع ارتفاع مستوى التضخم في القريب العاجل. وينتظر الجنيه الإسترليني أمام الدولار مقاومه عند 1.6450 والتي بتخطيها يعنى تغيرا كبيرا في تحرك الجنيه الإسترليني وهو الذي استفاد بقوه من توقف وتيرة صعود اليورو أمام الدولار، والتي ربما لا نراها قريباً. أما الين الياباني فما زلنا على نظرتنا في مستهدف 92 كمستهدف أول ولقد قارب الزوج الدولار ين هذا المستهدف عندما وصل إلى 91.30 أما زوج الدولار دولار كندى فيقوم بعمل بولباك على نقطه 1.4850، وكان هذا الزوج مع زوج الدولار ين أوضح من قام بالتصحيح السعري الذي توقعناه الأسبوع الماضي حيث كان منتظرا أن يصحح الدولار أمام معظم العملات، وهو ما حدث تقريبا في نهايات الأسبوع لكن عاكس الجنيه الإسترليني هذا الاتجاه وتباطأ الدولار أمام اليورو بوضوح.
ويظل الدولار الاسترالي متحركا بقوة مدعوما بأسعار السلع وكذلك أسعار الفائدة التي لا يستبعد المركزي الاسترالي في رفعها مره أخرى إذا لزم الأمر وتظل قمة 0.9849 هدفه المنتظر. وبإيجاز فان نتائج الأعمال التي ظهرت أعطت مزيدا من قوة الدفع لأسواق الأسهم والتي من الممكن أن تمتد لأيام قليله قادمة، لكن لا محالة من التصحيح السعري وهو الأقرب للحدوث، ويظل زخم أسواق السلع قائما بتلكؤ الدولار وضعفه أمام العملات اللهم إلا من بعض التصحيحات المتفرقة والتي تنم عن ضعف الثقة في العملة الخضراء، وتظل أسعار البترول – من وجهه نظرنا - هي المحرك الأساسي لقوى التضخم مع بعض المساعدة من السلع الغذائية وهو ما سنتابعه في الأيام القادمة إن شاء الله.والله أعلى واعلم دمتم بخير،،،
ملحوظة: تقاريرنا ليست توصيات مباشره على شيء، وعلينا أن نتقى الله فيما نبيع ونشترى، فالحلال بين والحرام بين، وعلينا اتقاء الشبهات والإقبال على كل ما هو نقى تقربا لله عز وجل، ولا يعجبنا كثره الخبيث ولنحمد الله على الحلال مهما قل، رزقنا الله وإياكم من الحلال، اللهم امين.